أكرم القصاص - علا الشافعي

ريمون ميشيل يكتب : كنوز أخلاقية من حياة المسيح

الأحد، 06 يناير 2019 10:00 ص
ريمون ميشيل يكتب : كنوز أخلاقية من حياة المسيح قداس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رأيت من الناس من ظن نفسه حكيماً بما يكفي فَضَل الطريق لتعَجُله الإختيار، وذلك لأن التسرع والعجله من صفات الحماقه والجهل والتي لا تليق أبداً بالشخص الحكيم ذو الأخلاق الطيبه.

التأني قبل إتخاذ القرارات أو التلفظ بالكلمات هي فضيله من شأنها أن تَحِل معظم مشاكل الإنسان وتحميه مما قد يصيبه من متاعب في حياته، ولذلك قالوا قديماً في الأمثال في التأني السلامه وفي العجله الندامه.

وقد إمتلأت حياة السيد المسيح بالعديد من التعاليم والمواقف التي قد حثَنا فيها علي إكتساب فضيلة التأني في حياتنا ، فيروي لنا القديس لوقا البشير أن السيد المسيح عندما أراد أن يختار تلاميذ له ذهب أولاً إلي الجبل منفرداً في خلوة هناك وظَل يُصلي طوال الليل قبل البدء في إختيار تلاميذه وعندما حَل النهار إبتدأ رحلة الإختيار بعنايه ، وذلك لكي يُعَلِمنا أن التأني والإنفراد مع الصلاه يزيد من بصيرة الإنسان وقوة عقله للإختيارات الصحيحه.

وظل السيد المسيح يمارس ويُعَلِم عن فضيلة التأني والتفكر حتي قبل التفكير في أن يتبعوه هو فعلمهم قائلاً: من أراد منكم أن يبني برجاً فيجب أن يتأني أولاً ويجلس لحساب النفقه والتكلفه بالكامل ليري ما إذا كانت أمواله ستكفي لإتمام البناء أم سيضطر ان يتوقف قبل الإنتهاء ، وحينها ربما قد يضيع تَعَبه قبل أن يُكمله.

ذات يوم أراد الكتبه والفريسيين أن يجربوا السيد المسيح فأتوا بإمرأه قد اُمسكت أثناء إرتكاب الخطيه ثم قالوا له موسي أوصانا في الناموس إن مثل هذه تُرجم فماذا تقول انت ؟! ولكن السيد المسيح تأني ولم يجبهم بشيء علي الإطلاق فقط إنحني ليكتب علي الأرض بأصبعه ، ولكنهم ظلوا يسألونه وإستمروا في ذلك ظناً منهم إنه لن يستطيع الرد ، ولكن السيد المسيح قد تأني إلي حين فرغوا من كلامهم ليفكروا جيداً فيما يقولونه وحينها جاوبهم بجملة واحدة فقط قائلاً: من لم يفعل منكم أي خطيه فليلقي عليها الحجاره، ولما سمعوا تلك العباره إبتدأوا ينصرفوا واحداً بعد الأخر.

التأني يقي صاحبه من كثرة الجدال والمباحثات التي قد لا تأتي بالنفع أبداً ، بل وإنها تسبب إرهاق ومتاعب للنفوس، ولكن ربما للمتأني أن يجد بعض كلمات الحكمه القليله والتي قد تُسكِن السلام وتَحِل الكثير من الأزمات . ربما قد لا يحتاج الأمر إلا لتلك الكلمات القليله ولكِنها في محلها، وهو تماماً ما قد فعله السيد المسيح مع هؤلاء الكتبه والفريسيين.

ولذلك يوصي الرسول يعقوب في رسالته قائلاً تحلوا بالصبر وتأنوا ، فبينما الفلاح ينتظر علي زَرعه  يحصد ثمر الأرض الثمين كنتيجة لإنتظاره ، يمكننا نحن أيضاً جميعاً أن نجتهد ونَطلُب الإرشاد من الله كما قد علَمَنا السيد المسيح لكي ننال بركة وثمار التأني العظيمه لراحة نفوسنا.

 

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة