مريم محمد سعيد تكتب: حقائق غائبة

السبت، 05 يناير 2019 02:00 ص
مريم محمد سعيد تكتب: حقائق غائبة إفشاء الاسرار - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هربت منى الكلمات، لا أجد تفسيراً لحقائق الأمور، فالحقيقة تكمن فى بئر من الكتمان، فنحن نأخذ الأمور من ظاهرها لا من باطنها، وكم من حقيقة توفى أبطالها فماتت الحقيقة معهم وتركونا نحاول فك طلاسمها وللأسف فشلنا رغم ما لدينا من عقول ناضجة، فلماذا أخفقنا ولماذا لدينا كل هذا الحب فى الاستطلاع و الشغف فى الوصول ولو حتى إلى خيط من الحقيقة، تغيب عنا حقائق من حقنا معرفتها وتتضح لنا حقائق ليست من حقنا العلم بها، وهذا يدل على ان هناك خللاً فى الإطار الإنسانى.

فالأسرار التى تباح دون علم صاحبها جريمة بمعنى الكلمة، والأبشع من ذلك أن تسرد تلك الأسرار بطريقة مختلفة عن الحقيقة، فكلما انتقلت الأقاويل من شخص إلى آخر ظهرت إبداعات البشر، وهنا تبدأ الخيوط البسيطة تتضافر وتصبح المشكلة عقدة يصعب فكها، ولكى نحاول فكها على أحد الأطراف أن يضحى من أجل إنهاء تلك المأساة، وغالباً ما تكون الضحية ليس لها علاقة بالمشكلة، فالضحية من الممكن أن تكون طفلاً ليس له ذنب فى طلاق والديه أو فتاة بريئة أفشت صديقتها سرها الذى اؤتمنت عليه.

وفى حال ما إذا كنا ممن يحملون الأسرار علينا أن نلتزم الصمت فلغة الصمت أقوى من لغة الكلام، وإذا لم نستطع فعلينا أن نخزن الكلام فى أغوار أنفسنا ونأتى فى الهواء الطلق ونفرغه لتذهب الأسرار مع الريح، حفاظاً على العلاقات الإنسانية، إذا كنت تحب الاستماع لأفراد متخصصين فى سرد أخبار الناس فأنت شخص فضولى حتى ولو لمجرد معرفة عابرة فباسمك قد ساهمت مع أشخاص قد دمروا بيوتاً كان يذكر اسم الله فيها، فعلينا بالكتمان لكى يتصافح الناس لا لكى يتشاجروا.

فإذا شرعت فى كتمان الأسرار وصرت جابراً للخواطر فتلك أرقى لغات الكتمان وأدنى لغات الكتمان هو أن يخبئ الإنسان حقيقة نفسه الأمارة بالسوء، بمعنى أن يضمر الشر ويظهر عكس ذلك يخدعك بكلامه المعسول وحقيقته الافتراضية وهو فى الحقيقة ينتظرك فريسة لكى يشبع رغبته البوهيمية.

 وكثيراً ما تنكشف تلك الشخصية إذا كان من يريده فريسة له يفند أقاويله ويجد تضارباً فيها فيتيقن من ظنه، وتلك الشخصية أبعد ما تكون عن الصراحة، فالصراحة تعنى الحقيقة المطلقة وما أجمل الحقيقة، وما أجمل البيوت التى قامت على الصراحة دون التلون فأشخاصها لا يعرفون الرياء فنفوسهم مثل الرداء الأبيض الذى لم يتلوث بعد، ولكن هل أعلن تلك الحقيقة للشخص المناسب وفى الوقت المناسب؟ وهل صراحتى تؤذى الآخرين حتى لو لم أقصد، لكل مقام مقال و على أن أفرق بين ما يقال وما لا يقال وأن أفكر قبل أن أنطق بشق كلمة ولكنك اذا كنت تقصد بصراحتك احراجاً للطرف الأخر فصراحتك وقاحة و ابشرك ان خسارتك ستكون كبيرة فى الدنيا و الاخرة، فالله خلق لنا فماً لنلفظ به ارق العبارات و خلق لنا عقلاً لكى نفكر كيف نسعد الاخرين و اعطى لنا قلباً لينبض بالحب لكل الناس غابت عنا حقائق ليست من حقنا فتركناها تغيب وصرنا جابرين للخواطر نرسم البسمة على وجوه الناس فمن سار بين الناس جابراً للخواطر أدركه الله فى جوف المخاطر .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة