سيف الاسلام فؤاد يكتب: رحيل أب

السبت، 05 يناير 2019 04:00 م
سيف الاسلام فؤاد يكتب:  رحيل أب قبر أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عادَ لهَا الحَنين ذَاتَ مَساء فجلست تَرسمُ عِشقهَا وتقول " أبى لم يَمُت..صدقونى أنه حي وموجود " ، والله قد بُتِر أعظم جناح كُنتُ أملُكهُ فى هذا الملكوت، أنا يا أبي ما عدتُ بعدكَ أستطيع التحليق فى هذا الوجود  وإن قفزتُ كى إلتحق بك لم أستطع الثبوت.

 

أبى أتعلمُ شىء واللهِ مَا عاد بيتُنا حُلواً كَسائرِ البيوت .. أبى  إن هَربتُ من الواقع للنوم  كى أراكَ فى مَنامي أصحو أنا وأنتَ كُل مرة تموت !!؟ أبى أتعلمُ شىء لم أستطيع تذوق مياه الآرض بعد أن شربتُ معكَ ماء الخلود

أبى لمَا تَركتني فى هذه الدُنيا التى يَقولونَ فيهَا ماتَ أبيها ولم يَعُد لهَا بعد موتِه وجود ..

 أبى أخرج قُل لهُم شيئاً يقولون يتيمة تَستحقُ العطفَ وهُم لا يعلمونَ أنك مازلتُ مَوجود ..

أبى أخرُج قُل للمدرس الذى قال أنكِ فتاةً لم ترى تربيةُ أنكَ ربيتنى أعظم تربيةً لأنى دائماً التزم السكوت ..

أبى أتعلمُ شىء فى وجودِكَ لم أنظر الى باب بيتنا يَوماً أنه مُغلق وأنت موجود..

 

أبى أتعلمُ شىء إنى أدعو الله على إسِتحياءً أن يَرُدكَ لى كمَا ردَ يُوسُفَ إلى أبيهِ, وأقولُ يَا يُوسُفَ طالت غيبتُكَ فى أرض الله, وأبُوكَ من الحُزنِ أبيضت عيناه, وما زال يقول لأخوتِكَ " إنى أتنفسُ من يُوسُفَ ريحاً تُنبئُني أنى يَوماً سَأراه " وأنا من يَومهَا يا أبى لم أُصدقُ أنكَ فارقتنى يَومَا ًواحداً وأنى يَوماً مَا سَأراكَ ..

 

أبي أتعلمُ شىء أن كل فتاة بأبيها عاشقة فكيفَ أعشقُ بعدكَ رجلاً وكُل رجال الأرضِ فضة وأنتَ وحدكَ الياقوت والماس والؤلؤ والعاج فكيفَ يأتى رجلاً في وصفِكَ هذا فأنا العزباء بِكَ يا أبي حتىَ  أن القاك ..

 

هل تعلمُ يا أبى  أن أصدقائي يقولونَ لى دوماً ما هو سِرُ قوتِكِ هذه أقول لهُم سرُ قوتىَ هو أنى لم أنتظرُ يَوماً أن يُحبنى أحداً ؟ إلا أنتَ وحبُكَ الذى لم أشعُر يوماً أنه مَفقود .. أبى والله مَا ذلتُ أنتظرُكَ ...

 أبي إن قررتُ عدم المجىء لي فأرجوكَ دعني أذهبُ أنا إليك فهُناكَ معكَ أجمل خلود .

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة