تخطت الستين من عمرها لكنها بعزيمة الشباب، ملامح وجهها وجسدها قوية كابنة العشرين تشمر عن ساعديها وتستعد للعمل فى أى وقت تطلب فيه للحقول فتعمل بأعمال الرجال.
"فتحية محمد" من مركز يوسف الصديق بالفيوم، تقول إنها تزوجت أحد أقاربها منذ أكثر من 40 عاما وكانت حالته المادية صعبة، وكان منزل الزوجية عبارة عن غرفة فى شارع جانبى بعزبة ريفية صغيرة وهذه الغرفة بلا مياه ولا كهرباء، وبعدما أنجبت 3 أبناء فوجأت بزوجها يتزوج عليها ويتركها تربى أبناءها بمفردها، متابعة: قريتنا ليس بها أى أعمال يدوية تناسب السيدات ولا يوجد بها سوى أعمال الرجال بالحقول، فبدأت بالفعل العمل فى الأراضى الزراعية.
وأضافت "فتحية"، أن يومها يبدأ مع صلاة الفجر بالخروج إلى الأرض المطلوب أن تعمل بها وتبدأ فى إنهاء العمل المكلفة به من قبل صاحب الأرض، وتكون أحيانا بمفردها، تعمل حتى تصبح الشمس حامية قبل صلاة الظهر وهنا ينتهى نصف يومها فى العمل فتعود لمنزلها بيدها الخير من الأراضى الزراعية مما يجود به عليها صاحب الأرض أحيانا ببعض الطماطم أو الجرجير أو أنواع الخضار الأخرى، وتبدأ فى تحضير وجبة الغداء لأبنائها، وتتناول الطعام هى وأبناؤها وسط حالة من السعادة والرضا حامدين فضل الله أنهم وجدوا ما يطعمون به ثم تعود لإتمام عملها فى الأرض مع أذان العصر، وتنتهى من عملها مع أذان المغرب لتكون بذلك أنهت يومها فى العمل وتتقاضى من صاحب الأرض أجر يومها.
واختتمت فتحية، أنها ادخرت من عملها ما مكنها من تزويج أبنائها الثلاثة ومازالت تقيم فى غرفتها التى تزوجت بها وما زالت تسعى وراء رزقها وتعمل بالأراضى الزراعية، وعن أمنياتها ابتسمت السيدة البسيطة وهى تنظر للأرض "نفسى فى بطانية اتغطى بيها تدفينى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة