حكايات البحث عن الرزق الحلال والكفاح لا تنتهى، ففى مدينة العاشر من رمضان كثيرون قصدوا المدينة بحثا عن الرزق، لكل منهم حكاياته الخاصة وأحلامه، بين كل هؤلاء نساء بسيطات جئن من بعض المحافظات سعيًا وراء لقمة العيش، كانت منهم سعدية سيد، 48 عامًا، ابنة محافظة الفيو، التى تزوجت من ابن قريتها "الأرزقى"، والذى خطط لحياتهما فى المدينة، وعمل فى بيع الخضراوات فى أحد أسواق المدينة، ورزقهما الله بخمسة أبناء أكبرهم معاق يبلغ من العمر 23 عاما.
قصة "سعدية" لا تختلف كثيرا عن قريناتها اللاتى يعشن فى المدينة للعمل فى السوق، لكنها حملت موروثها الثقافى من العادات والتقاليد، فمحافظة الفيوم إحدى المحافظات التى يوجد بها الكثير من حالات زواج القاصرات، حيث اختارت سعدية أن تزوج ابنتها منار ذات السبعة عشر ربيعا لأحد أبناء محافظتها بعقد زواج عرفى، لأن كل ما فكرت فيه أن تزوجها ويتحمل زوجها مسئوليتها لضيق ذات اليد، وبحجة أن زواج البنت سترة.
لم تكن مشكلة زواج الطفلة القاصر هى لب حكاية "سعدية"، وإنما حملت قصتها الكثير من الأوجه فهى بائعة الخضار، التى تصرف على زوجها المريض، وأبنائها الخمسة، وبينهم ابنها الأكبر المعاق، الذى أصيب بالصم والبكم، ويستنزف كل ما لديها لتوفير علاجه.
تستيقظ "سعدية" مع بزوغ كل فجر وتحمل مشنتها فوق رأسها متجهة لقلب المدينة، وفى يدها طفلتها الأصغر التى لم يتجاوز عمرها 3 سنوات، تفترش بعضا من الخضراوات وتنتظر الرزق لسد الأفواه المفتوحة التى حملتها فى عنقها وتحملت مسئولية علاجهم وتربيتهم وتوفير احتياجاتهم.
"سعدية" كل حلمها، شقة تأويها هى وأبناؤها وزوجها المريض قائلة: "نفسى فى أربع حيطان يحمونا، فالعمر يمر واللى جاى على أد اللى رايح، ولا أملك ما أوفره للتقديم على شقة وأنا أم لمعاق".
وعن "نحمدو" السيدة التى كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسى، قالت سعدية: "كلنا نحمدو بنجرى على أكل عيشنا، وفى رقبتنا كوم لحم هو كل رصيدنا فى الحياة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة