ريمون ميشيل يكتب: كنوز أخلاقية من حياة المسيح

الجمعة، 04 يناير 2019 04:00 م
ريمون ميشيل يكتب: كنوز أخلاقية من حياة المسيح الكاتدرائية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يخبرنا القديس يعقوب فى الإصحاح الثالث من رسالته، وهو إصحاح ضبط اللسان، أنه إن كان أحد لا يَسقُط فى أخطاء وزلات اللسان فهو رَجُل كامل، وذلك لأن اللسان كاللجام الذى يوضع فى فم الخيل ليستطيع صاحبه أن يدير به جسده بالكامل، وكذلك يُشبه اللسان دفة السفينة الصغيرة التى تقود السفينة بأكملها، وهكذا أوضح لنا الرسول يعقوب خطورة اللسان وضرورة ضبطه وترويضه باستمرار.

 

ذات يوم جاء إلى السيد المسيح شخص مجنون أعمى وأخرس فشفاه، وبدلاً من تقديم الشكر له تقدم الفريسيون بالتهكم والتطاول بالألفاظ وقالوا هذا يُخرِج الشياطين بمساعدة رئيس الشياطين، وحينها لم يُستثر السيد المسيح، فإنه جعل أعمى وأخرس يُبصر ويتكلم ويتلقى فى المقابل كلمات رديئة ومُهينة كهذه، ولكنه قال لهم إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الإنسان سوف يُعطى عنها حساب فى يوم الدين بحسب ما تكلم به فإنه بكلامك تتبرر وبكلامك أيضاً تُدان، وكان ذلك المشهد هو تعليم وتحذير من سوء استخدام اللسان، كما كان أيضاً تطبيق عملى على ضبط اللسان عندما تطاول عليه الفريسيون بالألفاظ.

 

وذات يوم أراد أن يوضح الدرس بطريقة أكثر تفصيلاً فقال لهم اسمعوا وافهموا أن ما يَخرُج من الفم فمن القلب يصدر فإنه من القلب تنبع الأفكار، ولذلك طلب داوود من الله فى المزمور الحادى والخمسين قائلاً "قلباً نقياً اخلق فيا يا الله".

 

ويروى لنا القديس متى، فى الإصحاح الحادى والعشرون، عن واقعة تطهير الهيكل حين أصبح مكانا للبيع والشراء، وحين دخل السيد المسيح ورآه كذلك طردهم وقلب موائدهم ووبخهم قائلاً، أنتم جعلتم مكان العبادة مكاناً للصوص والتجارة والغش، حقاً إنه أمر يُضيق الأعصاب ولكن يُخبرنا القديس متى أنه فى ذات الوقت تقدم إليه أشخاص كان لديهم ضَعَفات وأمراض ولكنه لم يَخلط بين أفعال هؤلاء المجرمين ومن يحتاجون إليه فأظهر لهؤلاء محبته وحنوه وشفاهم، لدرجة أن الأطفال هتفوا لفرحهم بالسيد المسيح، الأمر الذى أغضب رؤساء الكهنة فقالوا له أتسمع ما يقولون؟! فكان من الطبيعى أن يُهاجمهم ويَثور عليهم لأنه على حق وهُم يَشتَكون عليه بالرغم من خطئهم، ولكنه كان يستخدم فى مثل تلك المواقف فضيلة ضبط اللسان والفكر والتى تجعل الإنسان دائماً فى موقف القوة فقال لهم، نعم قد سَمِعت وهو مكتوب من أفواه الأطفال والرُضع قد خرج فرح وتسبيح وحمد.

 

وأخيراً تذكر أن الكلمة التى تخرج من فمك لا يمكننا أن نمحو أثرها لاحقاً لإنها لن ترجع أبداً حتى ولو ندمنا، فاحفظ فِكرك واضبط لسانك حتى لا يُدينك.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة