حسام الحسين يكتب: أقدام طفلة

الخميس، 31 يناير 2019 04:00 م
حسام الحسين يكتب: أقدام طفلة حبيبين - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لكِ من تفاقم الدموع ثورة، وللحياة سحقاً وللصمت تباً حينما رأيت أقدامكِ فى الأطيان مغروسة علمت أن البلاد قد شنقت بحبال ملونة، وأوامر غاشمة.

 

انحنيت لكِ وقلت: أنت عظيمة آنستى وسيدتى، فقلتِ لى مرددة: أكملت الامتحان بنجاح وسأذهب إلى أبى وأمى لأزيل قلقهما لكن أطيان ومياه الشوارع تحول دون ذلك، هل تساعدني؟ ثم قلتِ مرة أخرى: لأجل دموع عينيك دعنا نرقص، فرحنا نرقص ونغنى ونصرخ فرحاً؛ فحملتك بين أحضاني، والامال والفرح يملأ وجداني.

 

فى الأثناء جاءت أفعى سوداء وأحاطت بنا من حيث لا أعلم، حاولت صدها ومنعها، فتلونت بأجمل الألوان، وظهر على جلدها أجمل شعارات، عرفتها هى تلك مسببة الدمار.

 

كانت شعارات كاذبة، وآمال خادعة وقتل مباح، وفشل ممنهج، وفقر مخطط، وجهل مطبق ومؤدلج، وسلب للحريات موجه، حاولت أن أعيدك لبيتك مسرعا، وأنت ترتعشين خوفاً وبرداً وشوقاً للقاء، لكنها حركت أطرافها، وقذفت سمومها، تعثرت قليلاً، وأصابنى منها شيء، فبدأت بإجهاض مسيرتي، ومحاولة إسقاطك من يدي، لكننى نهضت وصرخت: سحقا لدنيا قد عزفت عن العقول ومنحت مفاتنها للأرخص.

 

سحقت بعض أطراف جسدها بحجارة الفكر، وعبرت مصائدها بمعرفة السر، وكشفت آخر خداعها بتجارب الصبر، وايقنت أن الخلاص بالدماء، لكن كيف وأنت بأحضاني؟

 

بدأ الاستسلام يلوح فى أفقي، وبدأ أثر الضعف فى جسدي، وفى لمحة سمعت جماهيرا صارخة، توجهت إلينا وبدأت تساعدنا، حتى أوصلتك البيت.

رجعت مسرورا بحزن، أردد بين الجماهير قصيدتي.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة