هل تنجح رؤية أمريكا لوقف النزاعات بالشرق الأوسط؟.. واشنطن تخطط لتشكيل تحالف باجتماع وارسو.. ضغوطات على العراق لسحب الميليشيات الشيعية من سوريا.. ومواجهة أذرع طهران ببغداد.. الفصل بين الأتراك والأكراد بداية الحل

الأربعاء، 30 يناير 2019 04:30 م
هل تنجح رؤية أمريكا لوقف النزاعات بالشرق الأوسط؟.. واشنطن تخطط لتشكيل تحالف باجتماع وارسو.. ضغوطات على العراق لسحب الميليشيات الشيعية من سوريا.. ومواجهة أذرع طهران ببغداد.. الفصل بين الأتراك والأكراد بداية الحل ترامب وفصائل الحشد الشعبى وأردوغان وبشار الأسد
تحليل يكتبه - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعمل الولايات المتحدة منذ عدة أشهر على تفعيل خطتها لحل الصراعات المسلحة التى تعصف فى منطقة الشرق الأوسط وأبرزها الصراع الراهن فى سوريا والعراق، وذلك للبدء فى ايجاد حل شامل للأزمات السياسية التى تعصف بالبلدين عبر تحييد الفصائل المسلحة التى تعمل لتنفيذ أجندات اقليمية ودولية.

الرؤية الامريكية التى ترتكز على تحييد الفصائل الأجنبية من الصراع فى سوريا عبر عدة تحركات تعد بداية لتحرك أكبر تشارك به دول عربية مؤثرة لمواجهة التمدد الإيرانى فى المنطقة، ووقف كافة مشاريع طهران فى المنطقة التى ترتكز على أذرع عسكرية تمولها طهران لخلق مناطق نفوذ فى المنطقة.

ولا يمكن فصل الزيارة التى قام بها وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو إلى دول الشرق الأوسط مؤخرا مع التحركات التى بدأت واشنطن فى تفعيلها لنزع فتيل الأزمة فى المنطقة، وذلك عبر حشد الدول العربية للانضواء فى تحالف لمواجهة التمدد الإيرانى، والدعوة لعقد اجتماع بين واشنطن وعدد من الدول العربية فى بولندا.

وتشير التصريحات الاخيرة الصادرة عن وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو إلى أن اجتماع وارسو المقبل سيبحث إيجاد حلول للأزمات الإقليمية فى منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن بحث مسألة تطوير الصواريخ وانتشارها ومحاربة التطرف والتمويل غير الشرعى.

 

ولم تتضح بشكل كامل الرؤية الامريكية لحل أزمات الشرق الاوسط والبدء فى ارساء الأمن والاستقرار فى المنطقة، وامكانية ان تعمل الولايات المتحدة للترويج لرؤيتها لحل الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، وذلك فى اطار رؤيتها لحل الأزمات التى تعصف بالمنطقة.

 

ثمة إشارات تكشف بعض البنود التي ستطرحها واشنطن لايجاد حل لوقف النزاعات في منطقة الشرق الأوسط، ومنها التحذيرات الأمريكية للدول التى تحتضن فصائل عراقية مسلحة تحصل على تمويلا مباشرا من طهران، بامكانية توجيه ضربات عسكرية لتلك الفصائل التى تتنقل فى المنطقة تحت مظللة إيران، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا للجيوش الوطنية التى ستجد صعوبة فى مواجهة ميليشيات وفصائل مسلحة نهجها حرب العصابات والشوارع.

ووفقا لمصادر عراقية، ترتكز الخطة الامريكية على تكثيف التشاور والتعاون بين الدول العربية والحكومة العراقية للضغط على الفصائل العراقية المسلحة التى تقاتل فى سوريا كى تنسحب، والبدء فى ملاحقة أذرع إيران العسكرية فى العراق سواء باستهدافها عسكريا أو سياسيا عبر فرض عقوبات على قادة تلك الفصائل المسلحة.

فيما تسعى أوروبا لترسيخ وجودها بشكل أكبر داخل العراق عبر الزيارات المتواصلة واسقاط الديون الفرنسية عن حكومة بغداد ومنحها قرض يقدر بمليار يورو كمساهمة فى عملية اعادة اعمار المدن المدمرة، فضلا عن تعزيز التعاون العسكرى بين بغداد وباريس كخطوة أولى نحو الشراكة بين البلدين.

 

وتدرك إيران خطورة التحركات التى تقوم بها الولايات المتحدة لمحاصرة النفوذ الذى تسعى طهران لترسيخه فى الدول العربية، وهو ما دفع وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف للقيام بأطول زيارة له إلى العراق والتى استمرت لعدة أيام، والتقى خلالها مع ساسة عراقيين وقادة الفصائل المسلحة العراقية الموالية لإيران لإطلاعها على طبيعة التحركات التى تقوم بها واشنطن فى بغداد، وحث بعض قادة الفصائل المسلحة للضغط على مجلس النواب العراقى، لاصدار تشريعات تطالب بخروج القوات الأمريكية من العراق.

برلمان العراق

وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية لإيجاد حل للأزمة المشتعلة بين تركيا والقوى الكردية، وذلك عبر مقترح يقضى بنشر قوات عربية على طول الشريط الحدودى بين سوريا وتركيا، وذلك للفصل بين قوات الجيش التركى والقوات الكردية، وتبديد أى ذرائع لأنقرة للتدخل عسكريا فى الشان السورى.

وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات كبيرة على إيران خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك كأداة للضغط على النظام الإيرانى لاجباره على سحب قواته العسكرية من سوريا والعراق، وفى حال نجحت الرؤية الأمريكية ستتبقى مشكلة وحيدة وهى كيفية التخلص من الميليشيات المسلحة الموازية للجيوش الوطنية سواء فى سوريا او العراق.

 

الواضح أن الرؤية الأمريكية تعتمد على الدول العربية المعتدلة لتشكيل تحالف يحافظ على هوية دولنا العربية، ويقف ضد المخططات الإيرانية فى منطقة الشرق الاوسط والتى من شأنها تقويض الأمن والاستقرار، لكن هذه الرؤية مرتبطة بمدى قبول الدول العربية ببنودها خاصة أنه من المرجح أن تشمل نقاط تبقى محل خلاف لحل الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة