كما قال نزار...
الشتاء
يهديني دفاتر
ودموع وأحزان
ولدت فيه وكأن
سنوات عمري تسقي
وتروي بدموع بدلا ..
من الماء
وأحزان بدلا من الحنان
ويأس وأمل مفقود تائه
بين الأيام
الشتاء وبرودة الأيام
وافتقار المشاعر
والليل الطويل
والحنين الجارف
والشوق الذي
يطحن القلوب
أولى صدماتي وانهياراتي
في الشتاء موت أمي
وهذا يعني موت الحياة
بأكملها داخلي وفي عيني
لقد تركت صدمة فراقها طعم المرارة الذي ظل مصاحبني مذاقه طيلة سنوات عمري المنصرمة
وقتها قلت لن يحدث لي ما يوازي أو يساوي فراق أمي ولوعة قلبي واحتراقه ولكن هيهات هيهات لقد حدث الأبشع والأفظع فارقني يوسف
ترك يدي بعد أن عانقت يداه ورحل ومازالت الابتسامة
تعلو ثغره..
مرسومة على قسمات وجهة عندما تراه وهو مستلقي تظن أنه ملاك نائم لا ميت فارق الحياة..
عندما هويت عليه وألقيت بقلبي ليحتضنه لم يتعلق بذراعية في رقبتي كعادته
بل استكان واستسلم وغب
في نوم عميق لم يفق منه
منذ عشر سنوات..
السنوات العجاف التي استوطنت وسلبت مني
عمري وأيامي ..
وأيضًا ظننت أنها أكبر
الكوارث والانهيارات التي حدثت في حياتي..
موت أمي ثم يوسف
قطعة من قلبي ألقوا به في القبر ونثروا علية الثرى..
ولكن هيهات هيهات ..
أتت بعد عدة شهور قليلة الطامة الكبرى..
ماتت مريم
نعم ماتت مريم
أنتصر السرطان
وماتت مريم ..
ابنتي الوحيدة حيث
أعشق البنات ماتت
رونق الحياة وَأريجها ..
ماتت ذات الخصلات
الحريرية التي كانت
تتلألأ على جبينها الناصع البياض كضوء القمر..
رحلت في هدوء
تام واستلام لمن
نهش قلبها وأوجعها
كثيرًا كثيرًا ..
وأماتني وأبكاني وسحق عظامي حتى بت لا أنعيها
فلقد استنزفت كل مفردات
اللغة وَقواميس العبارات في موت أمي ويوسف
ولكن يبقى بداخلي
وجع كبير جدا أحسه
يسري مع دمي ..
ودقات قلبي ....
وكأنه جمرات تحرقني
وتلذعني بسياط دون صوت..
وآهات متراصة ككتل الجبال دفينه في أعماقي...
ولكن إلى متى أظل حبيسة
في عالمي الخاص الذي لا يراه أو يشعر به أحد غيري
إلى متى أظل مقيدة ..
بلا أغلال حبيسة ..
بلا قضبان. وأخيرا..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة