فى سنواتنا تلك نعيش ما يُسمى بالمُقارنات في كُل شيء ، ونحنُ الآن في أهم مواسم المُقارنات هو الموسم الأَشهر على الإطْلاَق، وهو مُوسم الامتحانات والذي ينتظرُه الكثير من أولياءِ الأمور ليس فقط للاطمئنان على نتائج أبنائهم، ولكن على نتائج أبناء أقارِبهم ومَعارفهم وجيرانهم وهلُم جرّة .
وقد أحسنتُ الظن قولاً فيهم عِندما قلت لفظ (اطمئنان) مع إنه يُسمى في كُل الأعراف العربية والمحلية والدولية ( تدخل) في شئون الغير، وخاصة عندما تُسأل بصريح العبارة (ابنك جاب كام) عُذراً ما الداعي لهذا السؤال الذي لن نجني منه إلا مُضايقة صاحب الأمر، لأن لكل مِنا عالمه وخُصوصياته التي لا يُحب أن يُشاركه فيها أحد مهما كان، لماذا لا نكتفي بقول (مبارك النجاح) لأن من يريد أن يُفصح عن مجموعه سيفصح بدون سؤال.
ومما زاد الطين بلل من بعد انتشار النت بمواقعه المُختلفة تجد بعض الناس إلا ما رحم ربي يبحثون ويُفتشون بالاسم عن نتيجة أبناء غيرهم، بالله ما هذا الفضول القاتل؟ مالذي نكسبه من فعل كهذا؟.
لماذا لا يكون لدينا اقتناع أن الدراسة والعلم قُدرات يختلف فيها أبناء البيت الواحد، لماذا لا يكون لدينا الرضا والقناعة بذلك؟
ناهيك عن أوجه المُقارنات الأخرى .. هذا أطول من هذا وهذا أسمن هذا .. لماذا لا ننظر لتكوين الجينات الوراثية وتأثيرها في تكوين بنية أبنائنا ..
هذا بالإضافة لو هُناك فتاة في الأسرة كُبرت، نضجت، خُطبت وابنتي مازالت، تزوجت وابنتي مازالت ، أنجبت وابنتي مازالت ..
وأيضاً وجه آخر، ابنه التحق بعمل وابني مازال، وعندما يراضيه المولى بعمل ابنه هو الآخر نبدأ في مُقارنة نوع العمل والراتب ، حتى وصل بنا الأمر لأنواع الهواتف المحمولة .
بالله لماذا كُل هذا الإجهاد النفسي لعقولنا ولصدورنا وتحميل أبنائنا ضغوط نفسية هُم في غنى عنها ، هذا بِخلاف شحن صدُورهم حقد وضغينة وغل لكل من حولهم
وسَعيهم الدائم أن يكونوا الأفضل دون تمني الخير للغير، أين نحنُ من قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يُؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحبُ لنفسه ) ، لن يأخذ أحد رِزق أحد ،ولن يُكتب لأحد ما قد كَتبهُ الله للآخر.
فلنرضى ولنحمد الله على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى ولنجتهد لنكون شيء نافع، خيرٌ لنا من أن نُضيع عُمرنا نتظلع لما في يد غيرنا.
ولنضع نُصب أعيننا قول المولى سُبحانه ( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة