أكرم القصاص - علا الشافعي

المترجمة آية على تتهم الكاتب محمد جمال بسرقة ترجمتها للمقابلة الأخيرة لـ إدوارد سعيد.. الكاتب يعترف بالسطو على الترجمة ويرد: استأذنتها ورفضت.. ويؤكد: مش حكر لمترجميها

الإثنين، 21 يناير 2019 08:00 م
المترجمة آية على تتهم الكاتب محمد جمال بسرقة ترجمتها للمقابلة الأخيرة لـ إدوارد سعيد.. الكاتب يعترف بالسطو على الترجمة ويرد: استأذنتها ورفضت.. ويؤكد: مش حكر لمترجميها اتهام بسرقة ترجمة كتاب "إدوارد سعيد: المقابلة الأخيرة"
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"إن الرجل هو كلمة"، هكذا قال الأديب الكبير الراحل عبد الرحمن الشرقاوى فى إحدى مسرحياته، وهو الذى قال أيضا "الكلمة نور وبعض الكلمات قبور" وكأنه يصف وضع ما يحدث الآن فى الساحة الأدبية.

 

مؤخرا وجهت المترجمة "آية على" اتهاما إلى المترجم محمد جمال، صاحب كتاب "إدوارد سعيد: المقابلة الأخيرة" بسرقة نص ترجمتها وآخرين لحوار قدمه المذيع الأمريكى تشارلز جلاس، بعنوان "المقابلة الأخيرة" أجرى مع الكاتب الكبير إدوارد سعيد قبل عام من رحيله، النص ترجمته "آية على" بالاشتراك مع رهف الغامدى وأيمن إدريس، وأخذ منهم حسب قولها، على مواقع التواصل الاجتماعى، وقتا وصل إلى 9 أشهر لأسباب منها عدم جودة الفيديو، ومشاكل الصوت، ونشرها المترجمون فى سبتمبر عام 2016، لتتفاجأ المترجمة بتقديم الترجمة فى كتاب دون الإشارة إليها وفريقها، مما يعد سرقة لحقوقها الفكرية.

 

القصة كما تذكرها المترجمة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، ظهرت فى سبتمبر الماضى، عندما أبلغها أحد أصدقائها بأن ترجمتها قد تعرضت للسطو وصدرت فى كتاب يحمل اسم كاتب آخر هو محمد جمال.

 
1
 

وهنا أكدت المترجمة أن محمد جمال كان قد تواصل معها بالفعل منذ عدة أشهر، وطلب منها طباعة ترجمتها فى كتاب عبر منصته الإلكترونية، لكنها اعتذرت عن ذلك، لأنها كانت تعمل بالفعل على تجميع المقابلة فى كتاب، لكنها فوجئت بعد مرور عدة شهور بأحد الأصدقاء يتواصل معها ويسألها حول إن كان الكتاب الصادر حديثا "إدوارد سعيد: المقابلة الأخيرة، لـ محمد جمال من ترجمتها أم لا.

 
2
 
 

وتقول المترجمة رغم صدمتها إلا أنها قد تريثت فى التعامل مع الأمر، على حد وصفها، وطلبت من صديق لها الاستفسار من الكاتب عن الكتاب ومترجمه، فما كان من محمد جمال إلا أن راوغ وأجاب إنه من "تحريره"، ولم يكتف بذلك بل أتبعها بـ"نعم" إيهاما للسائل أنه المترجم، كما أجاب بالإنجليزية"edited by me yes" ، وكأن الكذب بها أقل حرجا من العربية، على حد تعبيرها.

 

وأوضحت المترجمة آية على أن الكاتب محمد جمال، تلاعب بعدما قدم اسمه مزيلا بعبارة تقديم وتحرير محمد جمال، والإشارة إلى اسمها فى المقدمة، باعتبارها قدمت مجهودا فى تقديم أجزاء من الترجمة، قبل أن يبدأ فى عمل ترويج للكتاب ويعمل مقابلات ناسفا فيها جهد المترجمين وجهد إدوارد سعيد شخصيا.

 
3
 

الغريب فى الأمر كان فى استقبال الكاتب محمد جمال لما أسماه بالحملة التى تشن ضده من المترجمة آية على، باعتبار أن ما حدث لا يعد سرقة على الإطلاق، ورغم أنه اعترف بأنه تواصل مع "آية على" وأنها أبلغته بأنها تعمل على كتاب بالفعل إلا أنه أصر على نشر الكتاب، قائلا: "على مدى شهور قمت بتفريغ المقابلة وتنقيحها ثم قمت باستئذان إحدى المترجمات فى استخدام الترجمة كمصدر أساسى لنص الكتاب لكنها لم ترحب وأخبرتنى أنها ستقوم بتفريغ الترجمة ونشرها فى كتاب لاحقا".

 

وقبل أن يبرر ذلك بالحماسة والحب الشديد للمفكر الراحل، قائلا: "لكن حماستى الشديدة وحبى للرجل وللمقابلة، ورغبتى الشديدة فى أن يقرأ الناس والشباب خاصة (أولادى كما كتبت فى مقدمة الكتاب) هذا الكلام المهم الذى يؤسس ويضبط مفاهيم الصراع بين الغرب وبيننا، وبين إسرائيل وبيننا، كل ذلك جعلنى أستكمل العمل على الكتاب من باب أن المقابلة نفسها ليست حكرا على المترجمين، وأن هذا المحتوى المهم يجب أن يصل للناس فى النهاية، وبالتالى استكملت العمل على الصياغة التى وضعت فيها وكتبت مئات الإشارات والحواشى والإيضاحات التى عملت عليها بالفعل شهور عدة لإنجازها ومراجعتها وتنقيحها".

 
Untitled1
 

وفى النهاية حاول محمد جمال تبرير تصرفه قائلا: "أعترف أننى تسرعت وأخطأت وتعاملت بخفة مع مسألة الحقوق الفكرية عموما، وكان يجب أن أحصل أصلا على حقوق نشر نص المقابلة محررا من أسرة إدوارد سعيد، وأننى كان من اللازم الاعتماد على ترجمة عربية 100% من مصدر محايد (مترجم أقوم بتوظيفه، أو الاعتماد على الترجمة العربية الآلية المكتوبة التى يوفرها يوتيوب لأغلب الفيديوهات الأجنبية حاليا). وبذلك قمت بوقف الكتاب تماما حتى يتم إصلاح جميع الأمور التى تسرعت فيها، ووضع الأمور فى نصابها الصحيح.

4
 

ولأن الكاتب فى دفاعه أكد فى أكثر من مناسبة أنه قام بالترجمة والتنقيح ووضع الإشارات والمراجعة لنص الحوار، إلا أن المترجمة أيضا واجهت ذلك قائلة: الكتاب نسخ لصق من ترجمتى وتعديلاتى، بل وحتى إضافاتى التوضيحية بين الأقواس للجمهور! الاختلاف الوحيد هو فى التعديلات المصاحبة لتحويل الفيديو إلى كتاب بمتن متناسق، وتصحيح بعض الأخطاء اللغوية".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة