عندما أجمع علماء الاتصال على فاعلية الاتصال الشخصى المباشر، أو ما يعرف بالاتصال المواجهى، فقد برهنوا على ذلك بأن أبرز ما يميز هذا النمط هو حصول طرفى الاتصال المرسل والمستقبل على رد فعل ورجع صدى فورى ومباشر أثناء العملية الاتصالية ، سواء من خلال الحديث الشفوى المباشر، أو بالإشارات الدالة والمعبّرة دلالة القول ؛ كتعبيرات الوجه ، والإيماءات ، وحركة الأيدى وغيرها .
وقد اتفق علماء التسويق فى ذلك حول فاعلية الاتصال الشخصى المباشر ؛عبر كلمة الفم Word Of Mouth فى إقناع العميل أو المستهلك ؛ سواء عبر التسويق الواقعى ، أو الافتراضى فيما يعرف بكلمة الفم الإلكترونية EWOM ؛ كأحد أدوات الاتصالات التسويقية المتكاملة ؛ التى تتيح للجمهور الحوار المباشر مع مندوب التسويق ، وتجربة المنتج ، والتعرف على خصائصه؛ لاسيما المادية منها ، ومقارنته بغيره من المنتجات ، والتفاوض حول سعره ، فى شكل اتصال حوارى ثنائى الاتجاه ،يسمح لطرفى الاتصال تبادل أدوارهما الاتصالية والتسويقية ، ورد كل منهما على أسئلة الآخر .
لقد أدرك جهاز حماية المستهلك لفاعلية الاتصال الشخصى ، عندما أطلق مبادرة فريدة من نوعها ؛ لتوعية المستهلكين وحل مشاكلهم عبر قوافل التوعية المتحركة التى تجوب المحافظات ، وعلى متنها نخبة من مدراء "الجهاز" وموظفيه بمختلف التخصصات ؛ ومن ثم سرعة حل شكاوى المواطنين ، ودراسة شكاواهم القانونية بشكل واقعى ، وتنمية وعيهم الاستهلاكى ، والرصد المباشر لمستوى هذا الوعى ، والتوصيف الدقيق للعوامل المؤثرة فى زيادة أو انخفاض هذا الوعى ، والاستبيان الواضح لآراء المواطنين واتجاهاتهم نحو هذه المبادرة ؛ لدعم نقاط القوة بها ، وتلافى سلبياتها ؛ بالمحافظات المقبلة التى ستتجه إليها محطات المبادرة .
ولا تتوقف مزايا قوافل المحافظات عند هذا الحد ؛ بل تتيح لموظفى "الجهاز" توظيفًا متكاملًا ومتنوعًا لأدوات العلاقات العامة ؛ على اختلاف السمات الديموجرافية للجمهور المتلقي، ومن هذه الأدوات المطبوعات المختلفة ؛ كالملصقات التى تحمل رسائل توعوية موجزة ، وكذلك الكتيبات و النشرات التوضيحية متنوعة المضامين المكتوبة والمصورة ، وكذلك وسائط المالتى ميديا ؛ كالأقراص المدمجة ؛ التى من الممكن أن تقدم عروضًا توضيحية ؛ فى قوالب حوارية ، ودرامية، وفكاهية ؛ لزيادة فاعلية إقناع المواطنين ، وتنمية معارفهم الاستهلاكية ، ومن ثم سرعة حل مشاكلهم وشكاواهم ، وتنمية وعيهم على نحو مواز .
لم يكن غريبًا إدراك "الجهاز" لكل هذه المزايا والفرص المثمرة من تصميم قوافل المحافظات ؛حيث سبق وأن أطلق "الجهاز" فى غضون أغسطس الماضى مبادرة وطنية تستهدف إقامة معسكر عمل دائم لمدة بمقر "الجهاز" بالقرية الذكية لحل شكاوى المواطنين ، بما يؤكد حرصه البالغ على ضبط المعايير الأخلاقية للمجتمع، وتجاوزه لدوره الرقابى الأصيل المنوط به فى صون حقوق المستهلك والتصدى لجشع التجار، والحفاظ على سلامة المعاملات الشرائية للسلع والخدمات؛ لدور آخر لا يقل سموًا، وهو الالتزام بمسئوليته الأخلاقية نحو المجتمع؛ من خلال تضحية موظفى "الجهاز" بأوقاتهم وجهدهم المضاعف والمتواصل فى سبيل حل شكاوى المواطنين، وتلبية رغباتهم، و إشباع احتياجاتهم بالوسائل القانونية المشروعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة