أسماء مندور تكتب: بقوة القانون

الجمعة، 18 يناير 2019 10:00 م
أسماء مندور تكتب: بقوة القانون عشوائيات - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحرص كل شعوب العالم على المحافظةِ على تميزها فتهتم بأن يكون لها هويّة مميزة، لأن تحديد الهوية يساعد على زيادةِ الوعى الثقافى والاجتماعى مما يسهم فى تميزِ الشعوب. 
 
نحن نعيش فى عصر تفتت هويتنا، أصبح للشباب هوية تختلف عن هوية الآباء، انتقلت إلينا ثقافات عديدة مشوهة وأصبحت تطغى على هويتنا، بدا لنا المجمتع الذى نعيش فيه وكأنه هبط علينا من عالم لا نعرفه، وكأننا تبدلنا ونسير من سيئ إلى أسوأ، ولم تعد لنا هوية محددة أصبحنا نتخبط بين هويات مختلفة لا تتناسب معنا ولا مع قيمنا ولا مع هويتنا الإسلامية، تدهور سريع فى مستوى الأخلاق والسلوكيات، تدنى فى الألفاظ والسلوك جهل وعدم معرفة بسماحة الدين ما بين تطرف وتشدد واستهتار، أصبحنا نرى فى حياتنا اليومية ما يشيب له الولدان.
 
نسمع من شباب اليوم من الألفاظ ما يثير الاشمئزاز، ومن التصرفات مالا يُحتمل، تُرى من يتحمل مسئولية ما يحدث، هل الأسرة وحدها أم هى مسئولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع ككل؟.
 
سؤال آخر يطرح نفسه كل يوم، هل الجميع أدى ما عليه وقام بمسئولياته كما يجب، وماذا سنقول عندما نسأل يوم الدين؟ 
لابد أن نعترف أولا أننا قصرنا وتركنا الأمور تتسرب من بين أيدينا حباً فى السهل السريع اعتقاداً أننا نساير العصر، نحن جميعاً مقصرون، والنتيجة ما نراه من تفككك واستهتار، نتج عنه زواج عرفى، علاقات سرية، استباحة النفس دون قيد أو شرط، هانت النفوس على أصحابها فأهانوها بكل الطرق.
 
التقليد الأعمى لثقافات غريبة على مجتمعنا، رأينا الأحضان بين الشباب والفتيات فى الحرم الجامعى ورأيناها فى الشارع تقليدا للمسلسلات الهابطة، رغم ما ينتج عنها من فضائح لم يرتدع الشباب عن فعل أخطاء غريبة عن مجتمعنا، حتى لم يعد معنى الفضيحة كما كان، أصبح التبجح والوقاحة يقال عنهم قوة.
 
اللوم يقع على الجميع، على الأسرة التى أصبحت تفضل المظهر على الجوهر، التى تنفق وقتها وجهدها من أجل شراء حذاء براند لابنها أو ابنتها ولا تجد الوقت للتربية والتوجيه والإصرار على تصحيح السلوك،  على الإعلام الذى أتى بأحط النماذج وجعل منها نموذجا وقدوة، واستيراد ثقافات لا تمت لنا بأى صلة متمثله فى المسلسلات التركى والهندى الهابط ويقلدها الشباب، استبدال الاحتشام بالعرى، وتبارى الفتيات فى تقليد الممثلة فلانة فى العرى وأخرى فى السلوك الردىء وهكذا لا قدوة لا اهتمام، أصبحت القدوة ممثلة تتعرى وممثل يؤدى دور البلطجى.
 
 لم يعد المُعلم القدوة كما كان، أصبح مهموماً بجمع أكبر قدر من الطلبة إلى السنتر، لم يعد من أولوياته غرس الخلق والفضائل، كما كان فى الماضى، الجميع تخلى عن دوره إلا من رحم ربى.
 
هل نحتاج إلى قوة القانون الملزمة حتى نعود إلى القيم والفضيلة، هل لابد من قانون يُجبر الأسرة والمجتمع على العودة إلى القيم والسلوك الراقى.
 
 أبناء هذا الجيل غير محظوظين بأبئهم الذين إستهانوا بهم وتركوا العنان لسباق الماديات دون ترويض وتركوا تربية أبنائهم للصدفة، الجميع يحتاج إلى قوة القانون حتى نسترجع هويتنا التى فقدت، وأخلاقنا التى إندثرت، وقيمنا التى دُهست تحت أقدام المادة ولا مبالاة.
 
فتاة الأزهر المعروفه (بفتاةالحُضن)ضحية مجتمع فقد هويته، وأسرة هرولت من أجل متطلبات الحياة، نعم هى أخطأت ولكن ليست وحدها يجب أن يُحاسب كل على قدر ما أخطأ، من الظلم أن نحاسب الضحية ونترك المذنب فى لحظة نتجرد فيها من العدل والإنسانية لنغض الطرف عن خطايانا، 
 
 من منا بلا أخطاء أو ذنوب نحن البشر جميعا لنا أخطاء وذنوب إن ستر الله علينا نعمة عظيمة أن يسترنا الله بستره الجميل، فهذا لا يعنى أننا بلا أخطاء، 
 
 إلى متى سوف نظل نستسهل التنكيل بالضحية والنيل منها حفظا لماء الوجه، وندفن رؤسنا فى الرمال كالنعام، بدلا من مواجهة الحقيقة ومحاولة إصلاح ماتبقى 
 
لابد ان يفيق الجميع من غفلتهم، غفلة الماديات التى سيطرت على كل طموحاتنا، وتصحيح المفاهيم الخاطئه، .
 
الصراحة التى تحولت إلى وقاحة، والحرية التى اختزلت فى العرى الإبتذال، والتدين الذى اختزل فى المظهر ونسينا الجوهر، لابد من تصحيح المفاهيم، لأجل جيل يتسرب من بين أيدينا، لابد أن يتعلموا أن الإنسان بفكره وعلمه وأخلاقه أولا قبل موبايله وبراند ملابسه، أن الصراحة ليس معناها إستخدام الألفاظ الجارحه او التطاول ولكنها الصدق بكل أدب وإحترام لمشاعر الغير، وأن الحرية مسؤلية وليست تسيب وإبتذال ،وأن الدين أخلاق راقية ومعاملة، وأن ننتقى من الثقافات ما يناسب أخلاقنا ودينا، وليس كل مايعرض علينا يناسبنا، الصبر والمثابرة والإصرار على أن يعبر إبنائنا إلى بر الأمان فى امان، الأسرة هى امان أبنائها وهى السند والمرجع الآمن، نحتاج الى قانون من داخلنا ألا وهو ضمائرنا الضمير هو قوة القانون النابع من داخلنا وبدونه علينا السلام ولن يفيد البكاء على اللبن المسكوب ولكن العبرة حافظنا عليه، استرداد الهوية لهذا الجيل هى مسؤلية الجميع وتبدأ وتنتهى داخل الأسرة.
 
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة