عبد الرحمن محمد لبيب يكتب: يا فتاح يا عليم بين الأذان والترانيم

الجمعة، 11 يناير 2019 10:00 ص
عبد الرحمن محمد لبيب يكتب: يا فتاح يا عليم بين الأذان والترانيم افتتاح كاتدرائية العاصمة الادارية الجديدة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما ترى افتتاح مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية فى ليلة عيد الميلاد، وترى قداسة البابا يلقى كلمة من داخل المسجد الأكبر فى أفريقيا، و ترى شيخ الأزهر يوصينا بالكنائس فى كاتدرائية ميلاد المسيح فى نفس الليلة، تعرف أن هذه هى مصر، وعندما يفتتح الرئيس أكبر كنيسة فى ليلة عيد الميلاد عقب أدائه صلاة العشاء فى افتتاح المسجد، فتعرف أن هذه هى مصر، ولتكن كلمة شيخ الأزهر (أكبر قامة إسلامية) فى افتتاح الكاتدرائية والتى ألقاها بنفسه هى أبلغ رد على الجهلاء والسفهاء ومدعى الدين والإرهابيين، والذين لا يعلمون إلا القتل والخراب دون تفرقة، ولا عجب أن من يفجر كنيسة مدعياً الجهاد فى سبيل الله لا يجد غضاضة فى قتل الناس بالمسجد، كما رأينا فى صلاة الجمعة وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

"يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم" جملة اعتاد قولها الكثير من المصريين البسطاء تعبيراً عن فتح أبواب أرزاقهم وبدء أعمالهم فى الصباح، وبالتأكيد أن الاسم لم يأت صدفة وكذلك موقع المسجد، حيث تم بناء المسجد فى المدخل الرئيسى للعاصمة الإدارية وكأن لسان الحال للداخل إلى المدينة الفريدة يقول الكلمة المصرية العظيمة "يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، افتح علينا بالخير والرزق وكرمك الواسع".

 

وأرى أن اختيار اسم الكاتدرائية أيضاً موفقاً، حيث إن اسم "ميلاد المسيح" يوحى بالبداية والتفاؤل والأمل، ولا ننسى أن فى قصة ميلاد السيد المسيح عليه السلام الكثير من الأحداث والعبر وكذلك المعجزات، وبالرغم من أن السيدة مريم كانت تشعر بصعوبة الموقف إلا أن الله طمأنها، وجاء فى سورة مريم على لسان المسيح عليه السلام وهو مازال طفلاً رضيعاً "وَالسَّلَامُ عَلَى يَوْمَ وُلِدتُّ"، فإذا كان فى قصة ميلاد المسيح عليه السلام معجزات، مثل الميلاد دون أب والنطق فى المهد، فإن المصريين قادرون، بإذن الله، على استلهام هذه الروح وتحقيق الإنجازات التى تشبه المعجزات فى المستقبل القريب بالعمل والإنتاج والبناء، ولهذا فإنى أشيد بهذا الاسم الذى يحمل الكثير من الدلالات الرائعة عند جناحى الأمة من المسلمين والمسيحيين، وليكن فى "ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية رسالة سلام ومحبة إلى جميع الناس.

 

كل الآمال والأمنيات لوطننا الغالى بالتقدم والازدهار، وأن يكون افتتاح المسجد والكنيسة فتحاً على مصر وشعبها، وأذكر قول الله تعالى فى صدر سورة الفتح ما يلى: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا، لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا، وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا".










مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مها محمد

مقال رائع

مقال رائع يرمي إلي نشر المحبة والوئام بين عنصري الأمة في عصر قل فيه ذلك ويتميز المقال بالشمولية والأسلوب السهل الممتنع 👍🎩🍥

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة