قرأت لك.. أنا آسف.. كتاب عندما لا يكون الاعتذار كافيا

الأحد، 09 سبتمبر 2018 07:00 ص
قرأت لك.. أنا آسف.. كتاب عندما لا يكون الاعتذار كافيا غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العلاقات الإنسانية المتداخلة، كانت ولا تزال، بابا قويا للكتابة النفسة والاجتماعية، ومن ذلك كتاب " عندما لا يكون الاعتذار كافيا.. إصلاح الأمور مع من تحب" لـ جارى تشابمان وجنيفر توماس"، والذى صدرت ترجمته عن مكتبة "جرير".
 
عندما لا يكون
 

ومما جاء فى الكتاب "قالت لى امرأة: "دأبت ابنتى على التأخر مرارًا وتكرارًا... إنها فتاة رائعة، ولكنها اعتادت أن تتأخر على العشاء بالمنزل، والحضور متأخرة فى أى مناسبة أو تجمع عائلى وما إلى ذلك، أعلم أنه ليس بالأمر الخطير، ولكن كل ما أريده أن تقول، ولو لمرة واحدة، إنها آسفة".

وقالت لى امرأة أخرى سأسميها ليزا: "أحب زوجى كثيرًا، ولكننى سئمت الاعتذارات المتكررة دون أى تغيير فى السلوك، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالأعمال المنزلية. وكل ما أرجوه ألا يكتفى بقول: أنا آسف، لقد نسيت أن أمسح أرضية المطبخ، فقط تذكر أن تقوم بذلك".

هجر جاك، الذى ناهز الخمسين من العمر، أخاه منذ سنوات، لأنه احتال عليه فى بعض المال، وعن تلك الواقعة يقول جاك: "لم يبدِ لى ندمه على ما فعل. ولم أكترث للمال كثيرًا، لكننى شعرت بأن عليه تصحيح الأمر بطريقة أو بأخرى".

انفصلت ميشيل عن زوجها سام مؤخرًا، ولكنها تدرك دورها فى انهيار حياتهما الزوجية، حتى هداها الله إلى السعى إلى الصلح معه، وهو ما أعربت عنه قائلة: "فى قرارة نفسى، أؤمن بأن الأمر يستحق السعى فى هذا الطريق الذى لا يسلكه إلا قليل من البشر"، تتنوع تلك الإساءات من المضايقات البسيطة، وصولًا إلى تدمير الحياة بأسرها، ولكن فى كل حالة، تحتاج العلاقة إلى ترميم. فلابد من إصلاح الأخطاء، إذن، من أين نبدأ؟

تساءلت سارة عن الشىء ذاته عندما حضرت إحدى ندواتى عن الزواج، حيث جاءت لى قبل بدء الندوة وسألتنى: "هل ستتناول أهمية الاعتذار خلال الندوة؟"

فأجبتها: "هذا موضوع رائع، لمَ تسألين؟".

"حسنًا، أن زوجى لا يقول إلا أنا آسف، وبالنسبة إلى لا أعتبر ذلك اعتذارًا".

فسألتها: "وما الذى تريدين منه أن يقول أو يفعل؟".

قالت: " أريد منه الاعتراف بخطئه، وأن يطلب منى مسامحته، كما أريد أن يؤكد لى أيضًا أن هذا الأمر لن يتكرر ثانيةً".

ويقول المؤلف، قد أجريت أنا ود. جنيفر توماس بحوثًا واسعة النطاق حول أهمية الاعتذار بشكل فعَّال، وما تعلمناه من تلك البحوث أوضح لنا أن سارة ليست وحدها التى ترغب فى طرح موضوعات، مثل الاعتراف بالخطأ والسعى إلى طلب العفو. وهنا نجد أن الاعتذار، مجرد كلمة، ولكنها مع ذلك لا تعنى الشيء نفسه لكل شخص، ويرجع هذا إلى أن لكل منا "لغة" مختلفة للاعتذار.

وفى هذا الصدد تقول جنيفر: "رأيت ذلك كثيرًا عندما يجيئون لطلب المشورة؛ حيث تقول الزوجة مثلًا:"أتمنى لو أنه يعتذر فقط'"، فيرد الزوج:"لقد اعتذرت بالفعل'"، وهذا ما يقودهما إلى جدال حول ما يعنيه مفهوم الاعتذار، وبطبيعة الحال تكون لكل منهما تصورات مختلفة عنه".

وقد لاحظت أن العديد من الأزواج فى مكتبى يصدر عنهم السلوك نفسه، ويبدو عليهم أنهم ليسوا على وفاق، فالاعتذار المفترض لم يكن له التأثير المنشود من المصالحة والصفح، كما أتذكر أيضًا بعض الأحداث التى مررت بها فى حياتى الزوجية، عندما كانت كارولين تعتذر، ولكننى كنت أراه اعتذارًا ضعيفًا، وفى أحداث أخرى عندما كنت أعتذر، كانت تجد صعوبة فى مسامحتي؛ لأنها كانت تشعر بعدم صدق اعتذارى.

ومن هذا المنطلق، فإننا نرى أن تجاوز كلمة "أنا آسف" التى تقال بسرعة واستخفاف، والاتجاه إلى تعلم كيفية الاعتذار بشكل فعال، يمكنه أن يساعدنا على إحياء ذلك الحب الذى يتلاشى شيئًا فشيئًا لكثرة الشعور بالألم، كما نعتقد أنه عندما نتعلم جميعًا ثقافة الاعتذار، ونفهم لغة الاعتذار لدى كل منا، فسيكون بمقدورنا الاستغناء عن أساليب الاعتذار المملة، وبلوغ الصدق والثقة والسعادة.

ويدرك كل منا بمنتهى الألم معنى الصراع، والانقسام، والغضب، والخلافات التى تدور فى عالمنا اليوم، بدءًا من العاصمة واشنطن، مرورًا ببلدان الشرق الأوسط، وشوارع مدننا الداخلية الآمنة، وصولًا إلى قرى نيو إنجلاند الآمنة ظاهريًّا. ومن ثم، سنختم كلامنا بهذا السؤال الذى قد يراه البعض حالمًا، ولكننا نعتقد أنه يحمل إمكانات كبيرة: ماذا ستكون حال العالم إذا تعلمنا جميعًا أن نعتذر بشكل فعال؟

انضم إلينا ونحن نستكشف ما الذى يعنيه الاعتذار الحقيقى، وأن تضع قدميك على الطريق إلى المغفرة الحقيقية.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة