سيكولوجية الانطباع الأول.. من المسئول عنه وهل يدوم للأبد.. وكيف تتحكم قسمات وجهك فى حياتك الاجتماعية وعلاقاتك المستقبلية.. وأطباء النفسية يوضحون شروطًا لابد أن تتوفر فى الشخصية "الكاريزما"

الأحد، 09 سبتمبر 2018 09:56 م
سيكولوجية الانطباع الأول.. من المسئول عنه وهل يدوم للأبد.. وكيف تتحكم قسمات وجهك فى حياتك الاجتماعية وعلاقاتك المستقبلية.. وأطباء النفسية يوضحون شروطًا لابد أن تتوفر فى الشخصية "الكاريزما" الانطباع الاول
كتبت أميرة شحاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الانطباعات الأولى كثيرًا ما تحكم علاقاتنا فيما بعد مع الآخرين، فقد يشدك شخص من أول مقابلة ويترك فيك آثرا كبيرا يجعلك تستمر فى التحدث معه ومعرفته ومتابعة أخباره، وعلى النقيض قد يجعلك الانطباع الأول تتجنب شخصًا طوال الحياة إلا إذا حدث موقف وضح لك أمرا مختلفا عن هذا الانطباع تمامًا، وهكذا تمر علينا الأيام دون وعى منا بحقيقة هذا الانطباع ومن المتحكم فيه هل هو الشخص نفسه وما يرسله لك من رسائل تعبر عنه أم أنت بكل خلفيتك وانطباعاتك السابقة وأحكامك التى تعتقد فيها؟
 
سؤال اختلف عليه الخبراء النفسيون وأجريت حوله عدة دراسات دولية، والتى حاولت الوصول لسيكولوجية الانطباع الأول، وهنا نرصد كل ذلك ونتناقش حول "الانطباعات الأولى".
 
انطباع الوجه
انطباع الوجه

شروط "الكاريزما" 

وفى هذا السياق قال الدكتور محمد هانى، أخصائى الصحة النفسية، إن الانطباع الأول له أثر مهم جدًا فى بداية أى علاقة بين إنسان وآخر، فالقبول والارتياح من أول وهلة له جانب مهم لتكوين العلاقات وتقريب المسافات ويبعد الغربة الاجتماعية ويقنع الناس أن هناك نوعًا من التفاهم، مضيفًا أن بعض الأشخاص لديهم نوع من الكاريزما ووجه به قبول وابتسامة وطريقة تعامل جذابة فبالتالى يكون الانطباع الأول عنهم جيد.
 
فيما يؤكد هانى، أنه على الجانب الآخر يوجد بعض الأشخاص الذين لا يكون لديهم هذا القبول وأول لقاء على العكس يبنى حاجز نفسى، ويبعد المسافات، مضيفًا أنها بالطبع ترجع لنوع من كيمياء التوافق، والانسجام وتمنى رؤية الشخص مرة أخرى، وذلك يتحدد حسب طبيعة الشخص من أكثر من ناحية ومنها:
 
- تعبيرات الوجه
- الابتسامة
- طريقة الكلام
- صدق النوايا
 
وأشار هانى، إلى أن الانطباع الأول يكون المتحكم فيه بهذا الشكل هو الشخص الذى يتم تكون الانطباع عنه، والذى فى حال توافر الشروط السابقة فيه، يصبح قادرًا على أنه ينشأ علاقات ويكون شخصية شعبية، مؤكدًا أن الانطباع الأول مع ذلك لا يدوم دائمًا بل يتغير.
 

 

انطباع 2
انطباع 

لا محبة إلا ما بعد عداوة

فيما قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، إن الشخصين مسئولين عن الانطباع فإن الشخص يلقى بصورة والآخر يتلقاها، والتى قد تصل بشكل خاطئ بناء على الطرفين، وبالتالى الانطباعات الأولى لا تدوم فى كثير من الاحيان لأن ما يظهر هو جزء من التصرف وليس التصرف كله.
 
وأضاف فرويز، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه من هذه النقطة تحديدًا تظهر لنا مقولة مثل "لا محبة إلا ما بعد عداوة" فهو عرض تقدمه ملامح وطريقة كلام الشخص ويكون أما خطأ أو صح، وعملية التلقى حسب دماغ الشخص الذى يتحدث معه، مشيرًا إلى أن الانطباع الأول أيضًا قد يؤثر عليه تصور من كلام أشخاص أو معالم خاطئة للشخص.
 
وأكد فرويز، أن الانطباع الأول له مؤثرات عديدة ولعله يتضح بشكل بارز فى الارتباط العاطفى الذى قد يحب فيه الشخص شكل معين وبعد ذلك عندما يتعرف على الطرف الآخر  أكثر يتغير اتجاه بالكامل مع الحديث معها مرات فيما بعد، لأن هذا الانطباع له مؤثرات كثيرة ولكنها لا تدوم.
 


الانطباعات الأولى تحكمها الفطرة

وفقا لما ذكره موقع "psychology today"، يدرس علماء النفس ليزلي زيبويتز من جامعة "Brandeis" معلومات الوجه التي نستخدمها للحكم على الآخرين، فعلى الرغم من أن الانطباعات الأولى معروفة بشكل واضح بأنها تكون خاطئة، إلا أننا لا يمكننا منع أنفسنا من صنعها، ولا يستغرق الأمر سوى عشر أجزاء من الثانية لتشكيل حكم حول شخصية شخص حتى من صورة ثابتة.
 
ونحن أيضًا متشددون جدًا في الأحكام التي نتخذها بشأن الآخرين، فعندما طلب الباحثون من المشاركين تقييم الوجوه في الصور على سمات الشخصية مثل الهيمنة والدفء، فإن معظمهم حكم على الأشخاص في الصور بنفس الطريقة، وهذه النتائج موجودة عبر الثقافات، مما يوحي بأن العمليات التي نستخدمها لخلق الانطباعات الأولى هي فطرية. 
 
وهناك أدلة حتى على أن الأطفال الرضع والأطفال الصغار يتعاملون بشكل مماثل مع البالغين، ما يعزز الحالة لآلية متطورة.
 
ولكن إذا كان لدينا آلية فطرية لإجراء أحكام سريعة للشخصية من وجوه الأشخاص، فما مدى دقة ذلك؟ ما تبين من خلال الدراسات أنه غالباً ما نحكم بشكل صحيح ، لكن لا يزال هناك الكثير من المرات التى نكون فيها مخطئين تماماً.
 
انطباع 3
انطباع 

وجهك عنوان حياتك الاجتماعية 

وكما يشير زيبويتز ، فإن الانطباعات الأولى غير الصحيحة يمكن أن يكون لها عواقب اجتماعية كبيرة، ويتم الحكم على الأشخاص الذين يتمتعون بالوجه التى تتناسب قسماته مع انطباعات الناس الجيدة على أنهم محبوبون أكثر ولديهم من القدرات الكثير، ومع ذلك، فإن أولئك الذين يعانون من كونهم النوع الخاطئ من الوجوه أو الذى لا يتناسب مع الانطباعات المتوقعة للناس، يعتبرون غير متحمسين وغير كفؤين وغير جديرين بالثقة، لذا يمكن أن يكون لوجهك وحده تأثير كبير على حياتك الاجتماعية ونجاح حياتك المهنية.
 
ومن خلال الأبحاث التى تم إجراؤها فى هذا الشأن، تبين أن هناك تلميحات للوجه يستخدمها الناس للحكم على خصائص الآخرين، وهى:
 
- أول تلميح للوجه هو "babyfaceness"، وهو وجود وجه يشبه الطفل، فتظهر الكثير من الأدلة أنه لدينا نزعة فطرية للعثور على وجوه الأطفال فهى جذابة لنا، ويعرف المتحدثون الرسميون الأذكياء أن صورة الطفل أو صورتين خلال إعداد "باور بوينت" خاص بهم سوف تثير إعجاب وتلفت انتباه جمهورهم، وبطبيعة الحال نعالج هذا الميل الشديد لوجوه الأطفال بالبحث عن  البالغين الذين تشبه وجوههم براءة الأطفال، وعلى وجه التحديد، وجوه الأطفال لديها عيون كبيرة، جباه كبيرة، ذقون قصيرة، رؤوس مستديرة.
 
- ملمح الوجه الثاني هو "الألفة": نميل إلى الحكم على الأشخاص استنادًا إلى تشابه وجههم مع أشخاص آخرين نعرفهم، لذلك، إذا قابلت شخصًا يشبه عمك الغاضب دائما، فستفترض أنه غاضب أيضًا، وإذا رأيت شخصًا يشبه صديقك، فستعتقد أنها يجب أن يكون ودود أيضًا، يعود ذلك جزئيا إلى حقيقة أن آليات المعالجة الفطرية للوجه لدينا تقودنا إلى الاعتقاد في وجود علاقة بين ملامح الوجه وخصائص الشخصية.
 
- ملمح الوجه الثالث هى اللياقة البدنية، فهناك اتفاق عام حول ما يجعل وجهك جذابًا من خلال ترتيب ملامحك في التناظر ونسبه المناسبة، وكلما تباعدت الوجوه عن التناظر المتناسق والمتناسب بشكل صحيح، كلما تم الحكم على أنها غير جذابة. 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة