أعلم بتقصيرى الشديد , لكن أجزم أن هناك بذرة فى الأعماق تحمل الخير , لا زالت ثمة نقطة بيضاء تلمع بوهج تحت ركام من الزيف .
حرصت , رغم بعض الهنّات ألاّ أظلم أحداً , هنا قاطعنى صديقى بحدة : من قال ذلك ؟ كيف تحكم على نفسك هكذا ؟
= أراجع بعض من تصرفاتى باستمرار , أقف عند بعضها , أعتذر لنفسى عمّا بدر منّى , ألتمس طرق الفرار من الظلم قدر استطاعتى , ثم إننى أنام قرير العين , لم أسمع من قبل عن ظالم يستطيع النوم بملء جفونه .!
- نعم لا يملك ظالم أن ينام هانئاً , لكنك ظلمتنى ؟!
= أنا ؟ لم يحدث , إن حدث فبدون عمد , ربما أطأ قدم أحدهم فى الزحام لكن لا أتعمد الضرر , فما بالك بصديق خرجت به من الدنيا ,!
- تهدّج صوته , فبانت مئات الجروح , شظايا صراعات زُج إليها , تماسك قليلاً ثم قال : ظُلمت حينما انزويت بعيداً , تركتنى وسط بحر متلاطم , يعج بوحوش و كواسر مخيفة , مسوخ ترتدى مسوح الرهبان , طالت أظافرهم و أنيابهم فتوارت السباع خجلاً لرؤيتهم , نهشوا م شاء لهم النهش , فخرجت من بين أيديهم بقايا بشر, بينما كنت تملك أن تقيلنى من عثرتى , تأخذ بيدى بعيداً عنهم .!
= إنما خشيت عليك , فالقرب منى مهلكة ..
أفقت على أصوات آلات التنبيه لعشرات السيارات , نظرت بقلق , وجدتنى أقف بنهر الطريق , السيارة مطفأة , خلت من الوقود , صوت صاحبى يرن بأذنى , أنياب و أظافر تطل من وراء زجاج المركبات , وعيد لا يخطئه الفؤاد .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة