وأنت الآن يا صديق تقف على عتبة الألم موليا لها ظهرك تودعها قدمك اليسرى وهى تنسحب عنها ببطء.
تقف على تلك البوابة.
تستنشق الهواء بعمق وتزفر معه آخر جرعة ألم شعرت بها. أراقب نظراتك.. دموعك المنهمرة على وجنتيك.
كما توقّعت.. لم تنس أن تلتفت إلى أشلاءك فى المعركة
نزيف جروحك التى لازال آثارها خلفك.
صدى الأنين والوجع يترددان بين جوانب المكان بين جوانب ذلك النفق المظلم الذى للتوّ تركته..
هل قاسيت؟
تألمت؟
هل تعافيت ونضجت؟
ازددت قوة وعزما؟
اسجد لله شكرًا وارحل يا صديقى.. فارق عتبة الألم.. احتضن نفسك.. لفّ ذراعيك حولك.. اربت على كتفك.. استمتع بنظارتك الجديدة للوجود وتباهى.. أجل تباهى بعضلاتك وقوتك التى نمت عقب معاناتك.. اجعل الجميع يرونها.. لا تتوارى من رائحة جرحك الذى للتوّ التئم. بل اجعل عطره ينتشى فى الكون كله.. تباهى بعطرك يا صديقى.
تباهى بنفسك..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة