فى الماضى كنا نشعر بأمان عندما يسير الأولاد بالشوارع متجهين لمدارسهم، دون أن يتعرض لهم أى غريب، قلوبنا مطمئنة عليهم نراهم المستقبل وثقتنا بمعلميهم تفوق الحدود، أما الآن يتحرش المدرس بتلميذته، وتضرب المدرسة الطفل ضربا مبرحا لنسيانه الواجب.
فى الماضى كانت تعم الأخلاق أرجاء المكان أما الآن فضاع الأمان من المكان بات الزمان مملوءاً بالإدمان والانحلال، وانتشرت السرقة والمخدرات، استبيح خطف الأطفال وإهانة الرجال، تلاشت المروءة بات المرء يخشى على طفله أن يخرج من باب المنزل، عاقدا الأمل على أنه سيفقده إذا غاب عن عينه للحظة، تعود المرأة من السوق تتهافت أنفاسها وتحمد ربها لعودتها بطفلها، كأنها فوبيا يعانى منها الجميع.
انتتشرت المخدرات بأنواع غريبة لأول مرة نسمع أسماءها فى الماضى نادرا ما كنا نجد عائلة بها ضحية إدمان، أما الآن من منا لا تحوى عائلته أو محيط معارفه على مدمن.
قتل الأخوة وسرقة الأباء كل هذه وليدة العصر الحالى نتيجة انتشار التكنولوجيا واستغلالها بشكل خاطئ، فى الماضى كانت قضية قتل أحدهم لأخيه محل اهتمامنا وكأنها عجيبة من عجائب الدنيا.
لقد تحول المجتمع إلى وباء ومستنقع نعيش فيه، نتحمل انحداره وكل هذا لقلة الوعى وتفشى الجهل وضياع فرص العمل، فيضيع الشاب على أمل أن يستند إلى الظروف لكنه لا يجد له نصيبا من الرخاء، فيفقد حياته وراء شهواته وعشقه للتجارب، يسير وراء سراب ليتوه بعالم آخر وينتقل لحياة أخرى، مملوءة بالخيبة والخراب وكره الحياة، إما أن يسرق ويكون مصيره السجن، فلنلم أنفسنا ثم مجتمعنا وثقافتنا، تحول العالم إلى غرفة صغيرة مستباح بها كل ما يقضى على طموحنا، ويقتل حياتنا وأحلامنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة