أحمد منصور يكتب: كم أنتى غريبة أيتها الحياة!

الأربعاء، 05 سبتمبر 2018 12:00 م
أحمد منصور يكتب: كم أنتى غريبة أيتها الحياة! مقابر - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

غريبة هذه الحياة الذى تتغير فيها أحوالنا وأقدارنا كل يوم مابين الفرحة والحزن والإنتظار والوداع ومجموعة من الأحداث المتعاقبة التى تواجهنا فى حياتنا ولعل الله سبحانه وتعالى له حكمته فى أن يعيش الإنسان فى هذه الحالة المتغيرة يوما بعد يوم حتى يؤمن بقدرة الله سبحانه وتعالى فى أن يغير كل شىء ويبدله كما يشاء.

فغريبة هذه الحياة التى نتحول فيها فجأة من حالة فرح  إلى حالة حزن لفقدان عزيز أو غالى كان يعيش بيننا ونراه ويرانا وفجأة لانجده ولايجدنا ، شعور حزين ينتابنا جميعا فى حالة الفراق والوداع فأتعجب كثيرا عندما نسير فى شوارعنا ونجد سرادق عزاء والجميع يظهر على وجوههم علامات الحزن والأسى الشديد وعلى بعد أمتار قليلة من هذا السرادق تجد إحتفالية زفاف كبيرة وعلامات الفرحة والسعادة ترتسم على وجوه السادة الحاضرين فما بين هذا وذاك تجد نفسك فى حيرة شديدة وحالة تفكير عميق ببواطن تلك الأمور ولكنها سنة الحياة التى قدرها الله لنا سبحانه وتعالى حتى تستمر دورة الحياة .

الحياة لاتستحق منا كل هذا التناحر والتعصب الذى نعيشه فى هذه الأيام فالحياة زائلة وكلنا راحلون ولن تبقى سوى الكلمة الطيبة والسيرة الحسنة فلابد ألا نجعل مصاعب وظروف الحياة الصعبة التى نواجهها سببا فى هذا التناحر والتعصب ويجب علينا جميعا أن نحترم بعضنا البعض وأن نعمل لآخرتنا ونعلم أننا ضيوف فى هذه الدنيا وأن الله سوف يحاسبنا جميعا على أفعالنا وأعمالنا فى تلك الحياة فعلينا جميعا أن نتحلى بالتسامح ونبتعد عن مطامع الدنيا التى تخلق بيننا الأحقاد والكراهية، تلك المطامع التى تنتشر بيننا لأسباب لاتستحق أن تخلق بيننا الحقد والكراهية لابد أن نسامح بعضنا البعض فإن كنت فى خصام مع أحد فيتوجب عليك على الفور أن تنهى هذا الخصام حتى لايأتى اليوم الذى تتندم فيه على عدم فعل ذلك فمن منا يضمن الحياة ونحن نرى أحبائنا يفارقونا فجأة وبدون أى مقدمات، هذه الروح التى أتحدث عنها تستطيع أن تراها وتشعر بها عند زيارتك للمقابر فهناك تجد هدوء شديد والجميع يقف أمام قبر من فارقه بنظرات تحمل الكثير من التأمل والأخر يقرأ القرآن على روح من فارقه فى هدوء وسكينة والبعض الآخر تجده يتحدث إلى من فارقه ويدعوه أن يسامحه على أى خلافات كانت بينهما ويخبره بما يحدث له فى حياته الشخصية ويحدثه كأنه يقف بجانبه، فى تلك اللحظات تدرك أن هذه الحياة لاتستحق منا أن نعطيها أكبر من حجمها الطبيعى التى تستحقه وتدرك أيضا أننا أشخاص ضعفاء أمام إرادة الله سبحانه وتعالى.

فدعونا جميعا أن نعيش تلك الحياة الزائلة بمنتهى الهدوء وأن نتحلى بالتسامح والعفو فى أى خلافات تحدث بيننا ونحن شعب متسامح ومتدين بطبعه، ونتوجه جميعا إلى الله بالدعاء لكل حبيب أو عزيز فارقنا (اللهم أغفر لهم وإرحمهم وعافهم واعفوا لهم وأسكنهم فسيح جناتك)

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة