مارلين ميخائيل تكتب: حتى يعود زمن الفن الجميل

الثلاثاء، 04 سبتمبر 2018 12:00 م
مارلين ميخائيل تكتب: حتى يعود زمن الفن الجميل صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

كما قال الشاعر: قيل ما الفن قلت كل جميل ملأ النفس حسنه كان فنا، وإذا الفن لم يكن لك طبعا كنت فى تركه إلى الرشد أدنى، وإذا كان فى الطباع ولم تحســن فما أنت بالغ فيه حسنا، وإذا لم تزد على ما بنى الأول شيئا فلست للفن ركنا.. وهو ما ينطبق حاليًا على الواقع الفنى.

 فالمواطن المصرى البسيط أصبح عجينة سهلة ولينة التشكيل على كل ما يطرح عليه من مفاهيم وتعاليم، ووسائل الإعلام تساعد فى انتشار المغالطات، وصناعة أبطال وهميين مثل بعض الفنانين حاليًا نشروا الجهل على ساحة الفن والملايين التى يتم دفعها لهم، فهى مغالاة مُصطنعة ومفتعلة، كى تكون ضربة قوية لكافة الأعمال الهادفة، والقضاء على الفنون المصرية.

 الفن سلاح ذو حدين، إما يساهم فى نهوض المجتمعات، أو يسقطها عبر هدم الذوق العام، و"الاسفاف" فى الفن يفسد الذَّوْقُ العام ويدمر السلوك الراقى بالمجتمعات، ويتنافى مع الأخلاق والقيم التى نرغب فى تعليمها لأولادنا التى أصبحت غير متوافرة بدَرَجات عالية الآن على صعيد ما يقدمه مجال الفن المُبتذِل الذى لا يوجد عليه رقابة.

أما الإبداع  فيعنى الرقى، وتهذيب الذوق العام واحترام المشاهدين من صغارها وكبارها والفن ذاته، الأفلام الآن خاوية من المضمون، وتحقق إيرادات بالملايين، على الرغم من رفض الكثيرين لهذه النوعية.

هل ما يحدث عن قصد لأجل تشويه حضارتنا المصرية؟ أم هذا دون قصد من البعض لأجل  كسب المال واستخدام فئة الشعب الفقيرة لغياب وعيهم الثقافى وانتشار الجهل بينهم ؟

الفن معظمه صار راقصات عاريات علي أنغام أغانى هابطة مع بطل بلطجى وعبارات خادشه للحياء أصبحت هى السمة السائدة فى أعمالنا السينمائية التى يعتمد عليها المنتجون لجذب الجماهير، لدخول دور العرض.

 فى أيام الزمن القديم كان هناك بلطجة ومخدرات وقتل وأطفال شوارع، وكان يقدمون الواقع ولكن بصورة محترمة تحترم العقول والمشاعر، ولكن الآن الاهتمام بإساءات كثيرة للمناطق الشعبية والعشوائيات، وتعرية الفقراء بعدما كانوا يهتمون بحياة الأغنياء لاستفزاز الطبقة الضعيفة غير القادرة، انتقلَ بعد ذلك نحو الفقراء بشكل مشين وكأن كل فقير يبع عرضه وشرفة لأكل العيش "برغم ما يوجد بهم من ضعف"، إلا أن البعض الكثير منهم حسن الأخلاق والسلوك والأمانة، ولا يقبل لقمة العيش حرام، إنما حصرهم المؤلفون فى إطار أدوار البلطجة والإجرام، برغم أن المناطق الشعبية خرج منها مهندسين وأطباء وعلماء ومثقفين على عكس العشوائيات التى تعاني من ركود تام نظرا لتجاهل الأنظمة لهم وعدم الاهتمام بهم.

الفن المسرحي يجب أن يقدم حلول أى أن كان بشكل درامى أو كوميدى، ولكن الآن إفراط فى الكوميدى الهذيلة المُبتذِله الرخيصة ليس كل من تسلق خشبة المسرح التى لها كل الاحترام فنان مسرحى، ومن كوادر الفن العظيم من الفن القديم جورج أبيض ونجيب الريحاني وفؤاد المهندس ومن الفن الحديث ومحمد صبحي وعادل أمام.

الحضارة الأمريكية بنيت من 400 عام فقط ترهب العالم بأبطالها وقوتها التى صنعتهم السينما، وتزعم بأن تدافع عن العالم من الغزو الفضائى ولولاها لانتهى العالم، بالفعل الفن الجيد والهادف يبنى وطنناً شامخاً.

رسالة موجهة إلى كل صانعى السينما بمصر على مر العصور، من كل هذا التاريخ العريق تاريخ سبعة ألاف سنة، لم تجدوا من يغذى عقولكم ووجدانكم ويجعلكم تكتبون وتنتجون، أنظروا يا سادة إلى ماضينا المشرف وعظمة الأجداد التى ينحنى لها كل العالم، ويأتون من جميع أنحاء العالم حتى يشعرون بالدفء ويستمتعون بالجمال، هؤلاء لا يستحقون مننا كل التقدير والاحترام والكتابة عنهم، ونتشرف بهم على ساحات الفن والمسرح.

يجب علينا الاهتمام بتثقيف المجتمع والجماهير، والارتقاء بالفنون من المسرح والغناء والسينما والعودة لزمن الفن الجميل والرجوع لكتابنا، وتشجيع المواهب الموجودة حالياً ، أتمنى أن تكون قد وصلت كلماتي إلى مسامعكم، وأفكارى إلى قلوبكم، وخطوتنا المقبلة أن نتخطى حدود العالم الافتراضى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة