العمل فرض سامى يجب على كل وطنى يريد أن يخدم وطنه أن يتخذ أى عمل من شأنه إحداث تقدم لنفسه ومن خلفه تقدم وطنه بشروط تجعل فرص تقدم هذا الوطن أكبر، فالعمل لمجرد العمل ما هو إلا ملء فراغ وقتى بعيد كل البعد عن إحداث القيمة المُبتغاة من الشروع فى هذا العمل .
شروط العمل الذى يأتى بالتقدم كثيرة نحاول أن ندخل السراديب التى هى بعيدة عن أعين الكثيرين، فلنبدأ أولاً بمهام العمل التى يجب أن تكون أنت على دراية تامة بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة فى مهام عملك وليس ما يجعلك تحقق حد الكفاف من التفاصيل التى تقضى بها يومك فى العمل وحسب، ثم تقوم بتطوير عملك بالشكل الذى يجعل هذه المهام سهلة وسلسة كما ينسكب الماء من أعلى الشلال، وكأن مهام العمل تنتظرك لكى تأتى أنت ثم تبدأ هى فى تنفيذ نفسها بنفسها.
اجعل صوب عينيك أن كثرة ساعات العمل غير مهمة إطلاقاً إذا ما استطعت أن تُنجز من العمل فى دقائق ما يُنجزه غيرك فى ساعات، فأنت بذلك تكون قد قدمت وطنك وحفظت وقته دون أن تدرى، فمصنع يصنع ألف سيارة فى شهر ويأخذ طاقمه شهرين يقضيهما فى أجازة أفضل من مصنع يصنع طاقمه ألف سيارة بنفس الجودة فى ثلاثة أشهر .
اجعل تطوير العمل شغلك الأساسى قبل العمل ذاته، ولك أن تنظر لمجموعة ذهبت سيراً على الأقدام من دولة لأخرى وشخص أتى وفكر وطور وصنع طائرة وانتقل من نفس الدولة إلى الدولة الأخرى مُقتلاً الطائرة، فالمجموعة الأولى ستتضرع المشاقة وستُزهق الوقت بينما الشخص الذى أتى وفكر وطور سينعم بالرفاهية حتى الوصول للدولة الأخرى وسيكتسب الكثير من الوقت الذى خسره الآخرون، فالشخص الذى يطور عمله هو دائماً فى رفاهية وراحة وإبداع وتقدم أكثر من غيره .
اعلم أن العمل هو درب تسير فيه لرفاهيتك وليس سجن تذهب إليه لتُعذب.، فشخص يعمل عدد ساعات أقل و يُنجز مهام أكثر ويُحقق دخلاً أكبر ويدخر وقتاً كافياً لحياته الأسرية والاجتماعية والمدنية أفضل بكثير من شخص يقضى ساعات اليوم كله فى عمله ويُنجز مهام أقل ويتحصل على دخل بالٍ ولا وقت لديه لحياته الاجتماعية أو الأسرية.
ما نريد تأكيده أن التطوير فى العمل هو الفرصة البديلة من فرص التقدم لجذب هذا الوطن بين قوى هذا العالم الكبرى ليس بمشاقة أبناءنا سنكون هناك فى هذا الصف المتقدم ولكن سنذهب إلى هذا الصف بيسر وسلاسة أسرع من غيرنا .
