أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب:ذات يوم 3 سبتمبر سبتمبر 1969 عبدالناصر يحدد لـ«الديب» مهمته فى بنغازى.. والوفد المصرى يسمع اسم «معمر القذافى» لأول مرة

الإثنين، 03 سبتمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب:ذات يوم 3 سبتمبر سبتمبر 1969 عبدالناصر يحدد لـ«الديب» مهمته فى بنغازى.. والوفد المصرى يسمع اسم «معمر القذافى» لأول مرة معمر القذافى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلقى فتحى الديب، مسؤول الشؤون العربية برئاسة الجمهورية، اتصالا من سامى شرف، مدير مكتب الرئيس جمال عبدالناصر يوم 3 سبتمبر «مثل هذا اليوم 1969»، يبلغه برغبة الرئيس فى لقائه فورا لأمر مهم، فتوجه الديب، طبقا لكتابه «عبدالناصر وثورة ليبيا» عن «دار المستقبل العربى - القاهرة»، مؤكدا أن الرئيس حدثه فى أمر اختياره رئيسا للوفد الذى سيسافر إلى ليبيا للقاء قادة ثورتها التى تفجرت يوم 1 سبتمبر 1969 «راجع - ذات يوم 1 و2 سبتمبر 2018».
 
يكشف «الديب» عما دار فى لقائه بعبدالناصر قائلا: «فاجأنى الرئيس بقوله.. طبعا أنت تابعت يا فتحى أحداث ليبيا، وبعد أن بدأت الصورة تنجلى أمامى قررت أن نقف إلى جانب مجلس الثورة الليبية لنوصلها إلى بر الأمان، وأحب أقول لك يا فتحى أنا طلبت ترشيح من يصلح لهذه المهمة الخطيرة، وعرضت على كثير من الأسماء، ولكننى قلت للكل أنه لا يصلح لهذه المهمة غير المقاتل «فيتر» بتاعنا، فقالوا لى: «مين؟»، قلت: «فتحى الديب»، وأنا اخترتك لأنى عارف إنك قادر على القيام بهذه المهمة بنجاح، وزى ما كان الجزائريون كلهم بيثقوا فيك وبيحبوك عاوزك تتبع نفس الأسلوب مع الليبيين، وما تبخلش عليهم بأى شىء، وأنا بأضع سمعة ومستقبل مصر كلها فى إيديك، ومفيش أمامك غير حل واحد من اتنين، إما النجاح وتأمين هذه الثورة أو أذبحك بيدى شخصيا، وأنا كلفت محمد فوزى ليحرك القوات اللازمة من الطيران والمدرعات والمشاة الميكانيكية إلى الحدود الليبية، وهذه القوات حتكون فى معاونتك إذا طلبتها، وقد أمرت بتجهيز طائرة مصرية جارى إعدادها حاليا بمطار القاهرة لتستقلها ومعك من ترى الاستعانة بهم من خبراء عسكريين ومدنيين وخبراء باستعدادهم لاستقبال طائرتك لتقوم فورا».
 
واصل عبدالناصر حديثه إلى الديب: «لعلمك، أنا كلفت هيكل ليسافر معك لتغطية لقائك بقائد الثورة على أن يعود بنفس الطائرة ومعه تقرير عاجل منك، توضح لى فيه الصورة أول بأول، والمهم إنك تجنبهم الوقوع فى أى خطأ من اللى وقعنا فيه فى أول الثورة، وركز اهتمامك على تأمين الوضع الداخلى فى البداية حتى تتفرغوا لمواجهة بقية المشاكل الخارجية بالتدريج، ولو احتجت لأى خبرة أرسل لى فورا لأوافيك بها».
 
بعد لقاء الرئيس، اجتمع الديب مع الذين سيسافرون معه، وذلك فى مكتب سامى شرف، ويؤكد الديب: «فور وصول رد المسؤولين الليبيين باستعدادهم لاستقبالنا تقرر أن تقلع الطائرة ليلا لدواعى الأمن، وانضم إلى الوفد كل من، أحمد كامل وأحمد سوار من إدارة المخابرات العامة»، يضيف الديب: «عند هبوطنا بمطار بنغازى، كان فى استقبالنا المقدم آدم حواس والنقيب مصطفى الخروبى اللذان قدما نفسيهما، الأول المتحدث الرسمى باسم مجلس الثورة، والثانى أحد أعضاء مجلس الثورة، وكانت السيارات معدة لتنقلنا من المطار إلى مبنى فرع السفارة المصرية ببنغازى، وصحبنا كل من «حواس» و«الخروبى»، وبدأنا فورا أولى جلساتنا مع الإخوة الليبيين، واستغرقت الفترة من منتصف الليل حتى الثالثة وأربعين دقيقة من صباح الرابع من سبتمبر».
 
يكشف الديب، أن المقدم آدم حواس تحدث عن أسلوب تحركهم للقيام بالثورة، موضحا أنهم حرصوا على سرية اسم قائدهم وأعضاء مجلس القيادة، لتفادى أى حساسيات عديدة داخل الجيش وخارجه، ويؤكد الديب أنهم فهموا ضمنيا أن رئيس مجلس قيادة الثورة رتبته صغيرة، ويضيف: «حينما أبلغته أننى أحمل رسالة شخصية من الرئيس جمال عبدالناصر موجهة إلى رئيس مجلس قيادة الثورة، أبدى فى البداية إمكانية تسلمه للرسالة باعتباره المتحدث الرسمى، إلا أن «الخروبى» تدخل فشعرنا بأننا سنتقابل مع رئيس مجلس قيادة الثورة صباح اليوم التالى، وحدد لنا موعد اللقاء فى التاسعة صباحا.
 
تحدث النقيب «الخروبى» بطهارة وانفتاح بوصف «الديب»، كاشفا اسم قائد الثورة لأول مرة، و«تنظيم الضباط الوحدويين الأحرار» الذى قام بها، والذى تكون فى عام 1964، وقال: «يقود المجموعة التى كونت تشكيل الضباط الوحدويين الأحرار الملازم أول معمر القذافى الذى عانى طيلة السنوات الأخيرة من اضطهاد السلطة وقيادة الجيش له، نتيجة وضوح ميوله القومية التحررية»، يؤكد الديب أن الخروبى كرر تعبير «ميوله القومية التحررية» حتى قال: «أعنى الناصرية».. يشير «الديب» إلى أن «الخروبى» وبصورة انفعالية قام بتشبيه ارتباطه الوثيق بالقذافى بعلاقة الرئيس جمال والمشير عبدالحكيم عامر من ناحية «ارتباطهما الأخوى والحركى والعقائدى والمصيرى»، وكشف أنهم حددوا ثلاثة مواعيد للقيام بالثورة لكنها تأجلت، وأن خطتهم نجحت فى 1 سبتمبر نتيجة غياب الملك إدريس السنوسى من ناحية، وانطلاق العميد عبدالعزيز الشالحى فى ممارسة سلطة ونقل وتسريح ضباط من ناحية أخرى».
 
انتهت الجلسة على موعد للقاء مع قائد مجلس قيادة الثورة فى التاسعة صباح 4 سبتمبر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة