شهدت قضية مرشح الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، للمحكمة العليا فى ظل تصاعد المعركة بشأن اتهامات أستاذة جامعية له باغتصابها قبل 37 عاما عندما كانوا فى سن المراهقة، تطورًا مذهلًا وهو ما فتح الباب أمام أخريات لتوجيه اتهامات مماثلة فى فضيحة هزت مجلس الشيوخ وتردد صداها فى أنحاء البلاد.
أمام هذه الاتهامات المتزايدة والضغوط من القادة السياسيين داخل الحزب الجمهورى نفسه على ترامب، لاسيما مع اقتراب انتخابات الكونجرس، نوفمبر المقبل، رضخ الرئيس الأمريكى، الذى أصر ودعم مرشحه طويلا، ليوجه مكتب التحقيقات الفيدرالى FBI إلى التحقيق مع مرشحه للمحكمة العليا بريت كافانو، فى مزاعم تورطه فى جرائم تحرش عام 1982.
وتوجت التطورات المذهلة يومًا استثنائيًا فى الكابيتول هيل، عندما ظهر أحد أعظم أشد المنتقدين الجمهوريين لترامب، السناتور جيف فليك، الذى وافق فى البداية على المرشح، لكنه عاد من اجتماع خاص مع الديمقراطيين ليدعو إلى تجديد التحقيق فى مزاعم سوء السلوك.
وتحرّك فليك يلقى شكوك جمة بشأن مصير كافانو، الذى حظى فى الأيام الأخيرة على تأييد قوى من ترامب وغيره من كبار الجمهوريين، وبات يواجه الآن أسبوعًا آخر من التدقيق فى الوقت الذى يواجه فيه أعضاء مجلس الشيوخ فى كلا الحزبين ضغوطًا متزايدة من قواعدهم للحشد لصالحه أو حجب تعيينه.
وشهدت واشنطن، الأسبوع الماضى، تظاهر المئات من المواطنين، أمام مجلس الشيوخ الأمريكى، للمطالبة بتوقيع أقصى عقوبة على بريت كافانو بعد اتهامه فى الاعتداء الجنسى على أستاذة جاميعة.
وأدلت الأستاذة الجامعية الأمريكية كريستين بلازى فورد، الخميس، بتفاصيل زعمها أن كافانو اعتدى عليها جنسيا قبل 37 عاما أمام الكونجرس.
ووجهت امرأتان أخريان اتهامات مماثلة لكافانو الذى كان ترامب قد اختاره للمنصب فى يوليو والذى نفى تلك المزاعم تماما، وقالت كريستين بصوت متهدج خلال شهادتها، الخميس أمام مجلس الشيوخ: "أنا هنا اليوم ليس لأننى أردت أن أكون هنا، أنا مذعورة، أنا هنا لأننى أعتقد أنه واجب مدنى على أن أبلغكم بما حدث لى عندما كنا، بريت كافانو وأنا، فى المدرسة الثانوية".
جلست كريستين إلى مائدة فى القاعة المزدحمة يحيط بها محاموها. ودارت الكاميرات التى كانت فى انتظارها عندما دخلت القاعة وجلست على مقعدها بينما علت وجهها ابتسامة عصبية، وكريستين أستاذة علم النفس فى جامعة بالو ألتو فى كاليفورنيا. وقالت فى شهادتها، إن كافانو كان مخمورا عندما هاجمها وحاول نزع ملابسها فى حفلة جمعت المراهقين فى ماريلاند عندما كان عمره 17 عاما وكان عمرها 15 عاما.
وقالت كريستين: "بريت لامسنى وحاول نزع ملابسى. لقد أُنهك لأنه كان ثملا للغاية ولأننى كنت ارتدى لباس استحمام قطعة واحدة تحت ملابسى، اعتقدت أنه سيغتصبنى، حاولت الصياح طلبا للنجدة". مضيفة أن كافانو وصديقا له كانا "يضحكان تحت تأثير الخمر خلال الاعتداء". وقالت إنها عندما حاولت الصراخ وضع كافانو يده على فمها. مضيفة أنها تمكنت من الإفلات منه عندما سقط ومعه زميل آخر له كان فى الغرفة من على السرير.
وتسببت قضية كريستين فى انقسام داخل الحزب الجمهورى، إذ طالب المحافظون الجمهوريون بتأكيد اختيار ترامب الثانى للمحكمة العليا، وهو قاض يمكن أن يحول المحكمة العليا إلى اليمين لجيل كامل، أو يواجه عواقب سياسية فى الانتخابات النصفية المقررة بعد أقل من 6 أسابيع حيث باتت سيطرة الجمهوريين على الكونجرس على المحك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة