عاطف خير يكتب: تحسبهم أغنياء ولكن

الخميس، 27 سبتمبر 2018 02:00 م
عاطف خير يكتب:  تحسبهم أغنياء ولكن العدل أساس الملك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يردد البعض كثيرا عبارة "مات عمر بن الخطاب وغاب العدل فى بلاد المسلمين"، فهل يرتبط العدل بأحد أو ينتهى برحيل أحد؟.

وهل الحكام حقا أغنياء أم أنهم فقراء وحالهم يدعوا للشفقة؟، العدل لا يرتبط بحياة أحد، ولا ينتهى بموته، العدل باق إلى قيام الساعة، لكن ما يجعله شبه غائب هو اختلال ميزان العدل فى عالمنا العربى ودول العالم الثالث على وجه الخصوص، جراء تلك الإخفاقات من الحكام والحكومات التى تجعل الشعوب تشعر بغياب العدل، مقارنة بما ورد عن السلف والسنة عن العدل فى عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه.

 

خاصة أنه لم يحكم فقط بالعدل، بل وأمر الأمراء والخلفاء أن يحكموا به وألزمهم بذلك، بل حاسبهم عليه، لكن مرور الزمن والزيادة السكانية فى معظم دول العالم، وخاصة فى عالمنا العربى والإسلامى جعل إقامة عدل الفاروق بنفس النهج شبه مستحيل على أى حاكم، لكن هذا لا يعفى من المسئولية الملقاة على عاتق الحكام، فالحكم بالعدل أمر من أوامر الله سبحانه.

 

وصفة ترتبط بالضمير الإنسانى لذا كثير ما نجد شعوبا غير مسلمة يتحقق على أرض بلادهم ما هو أقرب للعدل الذى تتمناه الشعوب المسلمة، لا لشيء سوى أنهم أخذوا منا ما لم نستطع نحن فعله، ألا وهو تعاليم الدين الإسلامى التى تتمثل فى الحرية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية بل سعوا جاهدين لتحقيقها، بينما لم نسع نحن المسلمون كما لم يستطع أغلب حكام المسلمين، رغم أن الحكم بالعدل هو أمر إلهى واختبار دنيوي.

 

فإما أن تكون أمام الله حجة لهم بحسن أعمالهم أو عليهم بسوء أعمالهم، تلك الأعمال والمسئولية التى لم تعد ترتبط فى زماننا بشئون الرعية فقط بل بعلاقات دولية ومصالح مشتركة وتحديات وصراعات وضغوط وهيمنة، تجعل بعض الحكام فى وضع لا يحسدون عليه، بل وتجعلهم أكثر الناس فقراً أمام الله يوم الحساب بعدما تفاوت ميزان العدالة لدى البعض وأخفق ميزان العدل طوعا وكرها، مما يجعل تلك الشعوب التى تحملت القهر والظلم هم الأغنى عند الله والأكرم.

 

فلا يمكن أن نغفل قول نبينا الكريم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، فإن كانت الرعية سوف تحاسب على سوء الأعمال عن أنفسهم ورعيتهم المحدودة العدد، ويأتى ميزان حسنات البعض أكثر جزاء للصبر والتحمل لذلك القهر والظلم، فالحكام الظالمون سوف يحاسبون على سوء أعمالهم، مضافا عليها عدد المظلومين والمقهورين من شعوبهم ومن فى الرقاب وما أكثر عددهم، ليقفوا أمام الله فى عوز وحاجة لبراءة من كل مظلوم، لذا هم الأشد فقرا وحالهم يدعو للشفقة، خاصة مع تعدد الآيات القرآنية الدالة بذلك الوعد والوعيد، ليتهم يتفكرون.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة