صور.. اليابان وبريطانيا ومحاولات استرضاء واشنطن بمناورات فى بحر الصين الجنوبى.. التدريبات تعكس غياب البديل للحليف الأمريكى لغياب الثقة فى روسيا.. وتمثل فرصة لترامب لاستعادة التوازن مع موسكو فى صراع النفوذ

الخميس، 27 سبتمبر 2018 11:30 ص
صور.. اليابان وبريطانيا ومحاولات استرضاء واشنطن بمناورات فى بحر الصين الجنوبى.. التدريبات تعكس غياب البديل للحليف الأمريكى لغياب الثقة فى روسيا.. وتمثل فرصة لترامب لاستعادة التوازن مع موسكو فى صراع النفوذ محاولات استرضاء واشنطن بمناورات فى بحر الصين الجنوبى
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الوقت الذى تتفاقم فيه التوترات الأمريكية الصينية، على خلفية الحرب التجارية التى بدأها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية على الواردات القادمة من بكين، يبدو أن اليابان وبريطانيا وجدتا ضالتهما للتقرب من الولايات المتحدة بعد شهور من الخلافات مع الإدارة الأمريكية على خلفية التودد الأمريكى تجاه كوريا الشمالية والذى أثار قلقا يابانيا كبيرا من جانب، وكذلك الرفض الأمريكى لخطة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى للخروج من الاتحاد الأوروبى من جانب آخر، من خلال التضامن معها فى صراعها الحالى مع الصين من خلال المشاركة فى مناورات عسكرية مشتركة، فى بحر الصين الجنوبى، وهو الأمر الذى يمثل تهديدا مباشرا للقوى الآسيوية الكبيرة.

إحدى الطائرات المشاركة فى المناورة
إحدى الطائرات المشاركة فى المناورة

التحرك البريطانى اليابانى فى بحر الصين الجنوبى ربما يمثل انعكاسا صريحا لرغبة البلدين فى تخفيف حدة التوتر مع الولايات المتحدة، فى ظل حالة من الحصار تعانيها حكومتى البلدين فى المرحلة الراهنة، حيث تواجه اليابان تنامى نفوذ خصومها فى آسيا، وعلى رأسهم كوريا الشمالية، والتى أطلقت حملة إعلامية كبيرة لاستهداف اليابان بدعم من حليفتيها روسيا والصين، بينما توترت العلاقات اليابانية الكورية الجنوبية على خلفية الحديث اليابانى عن ملكية طوكيو لجزر دوكو التابعة لسيادة سول، وهو الأمر الذى أثار حفيظة كوريا الجنوبية، فى حين أن بريطانيا تواجه مأزقا كبيرا فى مواجهة محيطها الجغرافى بسبب تعثر الوصول إلى اتفاق بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبى.

الفرقاطة البريطانية أرجيل
الفرقاطة البريطانية أرجيل

الخيار الوحيد.. التقارب مع أمريكا وسيلة استعادة التوازن

وهنا يتجسد الخيار الوحيد أمام الدولتين فى تجاوز الخلافات الحالية مع الولايات المتحدة، والفوز بثقتها للحصول على دعمها فى المرحلة الراهنة، فى مواجهة التحديات التى تواجههما، لتصبح الصين وسيلتهما لتحقيق التقارب مع الولايات المتحدة، وبالتالى استعادة التوازن فى منطقتهما الجغرافية، من خلال المشاركة فى المناورات العسكرية فى بحر الصين الجنوبى لتهديد النفوذ الصينى فى منطقة تنظر لها بكين باعتبارها عمقا استراتيجيا لها.

السفن البحرية البريطانية واليابانية تشارك فى مناورة عسكرية ببحر الصين
السفن البحرية البريطانية واليابانية تشارك فى مناورة عسكرية ببحر الصين

التحركات اليابانية البريطانية الأمريكية فى بحر الصين الجنوبى، فى واقع الأمر، تمثل قلقا بالغا للجانب الصينى، خاصة وأنها تهدد سيطرة بكين على الممرات التجارية الرئيسية التي تربط آسيا بأوروبا والولايات المتحدة وأماكن أخرى من العالم، وهو الأمر الذى من شأنه إثارة حفيظة الحكومة الصينية التى تسعى للاحتفاظ بنفوذها فى تلك المنطقة الحيوية.

المناورة العسكرية ببحر الصين الجنوبى
المناورة العسكرية ببحر الصين الجنوبى

غياب البدائل..  بريطانيا واليابان لا يملكان الثقة فى موسكو

يبدو أن التحرك اليابانى البريطانى يمثل رهانا صريحا على الدور الأمريكى فى المرحلة الراهنة، خاصة مع غياب البدائل، فكلا الدولتين ربما لا يملكان خيار التوجه نحو روسيا، كما فعلت قوى أخرى، وعلى رأسها ألمانيا، والتى وجدت فى الجانب الروسى بديلا يمكن الاحتماء به مع تواتر القرارات الأمريكية التى استهدفت الحلفاء اقتصاديا فى الأشهر الماضية، حيث لجأت برلين إلى عقد اتفاقات تتعلق بالطاقة مع الجانب الروسى بالإضافة إلى توطيد علاقاتها التجارية مع دول أخرى لتعويض الخسائر التى تكبدتها جراء القرارات الأمريكية الأخيرة.

جانب من التدريبات المشتركة
جانب من التدريبات المشتركة

ولعل التوتر فى العلاقة مع روسيا هو أحد أهم القواسم المشتركة بين طوكيو ولندن فى المرحلة الراهنة وإن كانت بدرجات متفاوتة، ففى الوقت الذى قطعت الحكومة البريطانية علاقتها مع نظيرتها الروسية على خلفية اتهامها لموسكو بالتورط فى تسميم العميل الروسى السابق سيرجى سكريبال وابنته يوليا فى مارس الماضى، فإن اليابان لا يمكنها الوثوق بالجانب الروسى فى ظل استمرار الخلاف حول ملكية جزر كوريل الجنوبية، وذلك بالرغم من التحركات الإيجابية للتقارب وانهاء حالة العداء، وهو ما بدا واضحا فى الرد اليابانى الفاتر تجاه العرض الذى قدمه بوتين فى وقت مبكر من هذا الشهر حول عقد معاهدة سلام مع اليابان بدون شروط مسبقة.

حاملة الطائرات اليابانية العملاقة تشارك فى المناورات العسكرية
حاملة الطائرات اليابانية كاجا العملاقة تشارك فى المناورات العسكرية

فرصة أمريكية.. ترامب يخشى توجه حلفاءه نحو روسيا

على الجانب الأخر، فإن التوجه اليابانى البريطانى للتقارب مع الولايات المتحدة فى أزمتها مع الصين، يمثل فرصة جديدة لإدارة الرئيس ترامب لاستعادة التوازن فى إطار صراع النفوذ مع روسيا فى العديد من مناطق العالم، بالإضافة إلى الحفاظ على بقاء بعض الحلفاء بعد اتجاه قطاع كبير منهم للتحليق بعيدا عن الفلك الأمريكى فى العديد من القضايا الدولية، وعلى رأسها الموقف من الملف النووى الإيرانى، بالإضافة إلى إمكانية تحالفهم مع خصوم أمريكا فى ظل اشتراكهم فى حالة التوجس تجاه السياسات الأمريكية الراهنة، والتى استهدفت الحلفاء والخصوم على حد سواء.

حاملة الطائرات اليابانية كاجا ببحر الصين الجنوبى
حاملة الطائرات اليابانية كاجا ببحر الصين الجنوبى
 
ولعل تخوف ترامب من اتجاه بعض حلفاءه الرئيسيين للتعاون مع روسيا قد بدا واضحا فى تصريحاته التى أدلى بها مؤخرا، حيث حذر، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الحكومة الألمانية جراء تعاونها مع موسكو فيما يتعلق بملف الطاقة، فى ظل اعتماد برلين الكلى على مصادر الطاقة الروسية، مؤكدا أن ألمانيا ربما أصبحت فى طريقها نحو سياسة التبعية تجاه موسكو، وهو ما يعكس حالة التخوف لدى الجانب الأمريكى جراء التقارب الأوروبى الروسى، فى ظل محاولات موسكو المتواترة لمزاحمة النفوذ الأمريكى فى العديد من مناطق العالم والتى تعتبرها واشنطن بمثابة عمقها الاستراتيحى
طائرات الهيلكوبتر تشارك فى المناورة
طائرات الهيلكوبتر تشارك فى المناورة
فريق عمل الصيانة التابع للبحرية اليابانية
فريق عمل الصيانة التابع للبحرية اليابانية

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة