وزيفُ الصداقاتِ قدكثُرَ فينَا ،وندُرَ فينا ذكرُ الأمِينا .
إنَّ الصَّداقةَ الحقيقيّةَ من أَسْمَى العلاقاتِ التي تُوَطِّدُ معنى الإنسانيّةِ بين من تجْمعهم تلك الصِّفة.
إنَّ الصديقَ الحقيقيَّ يُعَدُّ بمثابة الوَطَنِ الّذي يأوي إليه من لا وطنَ له،والمَأْوى الذي يلجأ إليه من لا ملجأَ له ،هو الطريقُ المستقيمُ حين تُضَلِّكَ كافَّةَ السُّبُلِ،والركنُ الدافئُ حين تشتَدُّ عليك برودةُ كافَّة الأركانِ ،والماءُ الباردُ الذي يرْوِي حلقًا يئِنُّ من الشكوَى، وما الصديقُ المخلصُ إلا هبةٌ وهَبَكَ اللهُ إيَّاها.
وإذا ما تأمّلتَ الجَّذرَ اللُّغَوِيَّ للكلمة ستجدُه مكوّن من "ص، د،ق"
وإذا ما تدبرت صفات تلك الحروف ستجدُهُا:-
الصاد : حرفٌ من حروفِ الهمسِ ،وكأنّ من واجب الصديق على صديقِهِ أن يهمسَ في أًذُنيهِ،وأن يُرْشِدَهُ إلي الطريقِ المستقيمِ.
والدالُ:حرفٌ من حروفِ الشدَّةِ ،وكأن من حق الصديقِ عليه أن يشتَدَّ في تعنيفِهِ ؛متى ما رآه يحيدُ عن الطريقِ "«انصر أخاك ظالـمًا، أو مَظْلومًا»، فقال رجل: "يا رسول الله، أنصره إذا كان مَظْلومًا، أفرأيت إذا كان ظالـمًا، كيف أنصره؟" قال: «تَحْجُزُه، أو تمنعه من الظُّلم"
والقاف: حرفٌ من حروفِ التفخيم ،وكأنّ من حق الصديق أن يَذْكُرَ محاسنَهُ في كل جمعٍ ،وفي كل مكانٍ،وإذا ماوَجدَ منهُ شيئًا يوجِبُ النصيحة نصحه منفردًا..
فالصداقةُ الحقيقةُ كنزٌ قلَّ أن يظْفَرَ به أحدٌ ،وإذا رأيت من صديقكِ عيبًا فقوَّمْهُ ،فإذا تملّق فاجتبْهُ، ولله درُّ القائل:
وإذَا الصَّديقُ رأيته متملّقًا فهْوَ العدوّ ،وحقُّهُ يُتجنّبُ
وقالوا :"وعتابُ النَّدْلِ اجتنابُهُ"
فيجب علينا أن نرتقي بصداقتِنا ،ونصل بها حد السموّ الروحي ، الذي يوصلنا إلى جو من المودة ،والمؤاخاة.
والسلام
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة