خالد صلاح يكتب: الرئيس والأجندة الاقتصادية فى نيويورك

الإثنين، 24 سبتمبر 2018 06:56 م
خالد صلاح يكتب: الرئيس والأجندة الاقتصادية فى نيويورك الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الرئيس السيسى فى نيويورك (2)
 
لعلك تلاحظ معى أجندة الرئيس السيسى فى نيويورك هذه المرة:
1 - تلاحظ مثلا أن الأسئلة حول الوضع الأمنى فى مصر والتى كان الصحفيون الأمريكيون يلاحقون بها المسؤولين المصريين فى الأمم المتحدة، أو تتصدر مانشيتات الصحف مع بداية أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد تراجعت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، وهو ما يشير إلى اطمئنان عالمى لقدرة مصر فى السيطرة على الأوضاع الأمنية، وتأكيد للانتصارات النوعية على الإرهاب، وعلى ممولى التنظيمات الإرهابية التى تحققت فى سيناء وعلى مختلف الحدود المصرية.
 
2 - تلاحظ كذلك أنه رغم استمرار اللعب بالورقة المستهلكة وإصدار البيانات الكلاسيكية المعتادة حول حقوق الإنسان فى مصر لم يبد لهذا السخف المتكرر تأثير حقيقى فى الدوائر التى تستهدفها الزيارة، فقد جرت اللقاءات فى نجاح لافت، ولا يبدو أن الشعب الأمريكى مشغول بهذا «الروتين الابتزازى المعتاد» أكثر من انشغاله بقضاياه الداخلية التى تتفجر يوما بعد يوم داخل البيت الأبيض أو فى دوائر السياسة الأمريكية الأخرى.
 
3 - أجندة الرئيس واضحة حاسمة وراسخة فى كل مرة، إذ يشارك الرئيس فى كل مرة بأهداف واضحة، ولا يسمح مطلقا لقوى سياسية أو إعلامية بأن تبعده عن هذه الأهداف، ومن ثم فإن الوفد المصرى يتقن الآن التعامل داخل أروقة الأمم المتحدة أكثر من أى مرحلة سياسية ماضية، كما أن المسؤولين المصريين يعرفون جيدا ما الذى يجيبون عنه من أسئلة، وما الذى يلقون به وراء ظهورهم حتى لا ينشغلوا عن الأهداف الأساسية من هذه الزيارة السنوية المهمة.
 
4 - يحتل الاقتصاد المصرى وتسويق الفرص الاستثمارية مكانة استثنائية فى أجندة الرئيس السيسى فى كل زيارة للولايات المتحدة، ومع كل مشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة، لاحظت أنت طبعا أن اللقاءات الأولى كانت للاقتصاد والاستثمار فى مصر قبل أى شىء آخر، وقد جاءت اللقاءات مرتبة كالتالى:
 
• جيم يونج كيم، رئيس البنك الدولى.
 
• أبرز رؤساء كبريات الشركات الأمريكية فى مختلف القطاعات خلال اللقاء الذى نظمته غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصرى الأمريكى.
 
• كريستين لاجارد، المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولى.
 
5 - إلى جانب السيد اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة، والسيد الوزير سامح شكرى، وزير الخارجية، يضم الوفد المصرى وزراء الاستثمار والتعاون الدولى، والصناعة، والصحة، وهو ما يكشف لك كذلك عن تأكيد واضح لأجندة الرئيس فى تأكيد هذا التسويق الاستثمارى لمصر، والرغبة فى تعميق العلاقات مع المؤسسات النقدية والمالية الدولية، بالإضافة إلى عرض شامل للفرص الواعدة فى مصر سواء فى المشروعات القومية الكبرى، أو فى الفرص الصناعية والزراعية والتنموية الأخرى فى مختلف القطاعات داخل البلاد، فالاقتصاد والتنمية هما الملفان اللذان يحتلان الأولوية فى كل خطوة من خطوات الرئيس فى نيويورك.
 
6 - تلاحظ أنت كذلك أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يحرص على لقاء الرئيس السيسى على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، فقد كان لقاؤهما الأول فى نيويورك قبل الانتخابات الرئاسية، ويتواصل التنسيق على مستوى القمة على نحو مستمر ومتزن، وعلى أسس من العلاقة القائمة على الاحترام المتبادل بين البلدين.
 
7 - ولعلك تلاحظ أخيرا أن عمليات تمويل البلطجة الإخوانية فى نيويورك قد تراجعت كذلك لأدنى مستوياتها، فلم يعد التمويل كما كان فى الماضى، فقد كانت الملايين تتدفق لجمع عناصر الجماعات الإرهابية من أرجاء الولايات المتحدة للاشتباك والتشويش على زيارات الرئيس، لكن الجالية المصرية بدورها الرائع غطت على كل ذلك فى السنوات الماضية، كما أن الممول الرئيسى لهذه البلطجة يعانى الآن من اليأس لغياب تأثير هذه الحشود المأجورة، إذ تنجح الزيارة فى كل مرة، وتخرج مصر إلى العالم مشرقة بما لديها من خطط طموحة، واستقرار أمنى وسياسى، ومشروعات عملاقة للمستقبل، واستعداد دائم للتعاون والسلام مع العالم، فيخسر الذين أنفقوا أموالهم حراما على البلطجة، وتفوز مصر بضربات متلاحقة سياسية واقتصادية، وتطيح فى أيام معدودات بكل التأثيرات السلبية التى ينفق عليها أهل الشر خلال عام كامل.
 
8 - زيارة الرئيس إلى الجمعية العامة، وهذا النشاط المؤسس على استراتيجية واضحة، أهم فى تقديرى من كل الملايين التى تنفقها بلدان أخرى على شركات علاقات عامة أمريكية لتسويق هذه البلدان وسياساتها إلى العالم، فالروح الطيبة، والتخطيط المحكم، وجدارة المنطق للإدارة المصرية يحقق تأثيرا أوسع، ويضمن نتائج سياسية واقتصادية مدهشة فى كل مرة.
 
وتبقى مصر من وراء القصد
 
الرئيس السيسى فى نيويورك (1)
 
 
الكاتب-الصحفى-خالد-صلاح
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة