إلامَ يا دمعُ على الأيكِ البكاءُ
شئنا الفراقَ أم فرقَنا القضاءُ
يجمعُ القلبُ رغم البعدِ نبضتَنا
وتجمعُ الأقدارُ من في القلبِ غرباءُ
تفرقنا مسافاتٌ تذوبُ فيها صبوتُنا
الليلُ والجرحُ والسهدُ والداءُ
لازلت ُوإياكِ والأشواقُ سكارى
فكيف سيهربُ من الثالوثِ داءُ
في مملكةِ العشاقِ صرتُ كأنني
هاجرٌ للأيكِ وفعلتي نكراءُ
أنا واللهِ ما استنفرتُ غربةً
متى برعَ في حزنِ الرثاءِ رثاءُ
زفراتُ عمري تسرفُني كأنها
سقامٌ هاجرتْ دونها الأدواءُ
يا ساكنً الحزن إنْ ضاعَ موعدُنا
(بشّارُ)
كلُ ليلٍ إذا ما افترقنا لقاءُ
عندما ترسلُ الذكرى صبوَ الغنا
(بشّارُ)
كلما يشرقُ الفجرُ أو يحلُّ مساءُ
في احتراقِ الشوقِ وقد جُنَّ اللظى
(بشّارُ)
في باطنِ الحرفِ إذا غصَّ الرجاءُ
كلما يهفو إليك جنونُ أصداحي
كلما تشرقُ من القوافي أفياءُ
أينما أغدو ففي عينيكِ رواحي
وكلُ جمالٍ دون عينيكِ هباءُ
في دجى البينِ أضرمُ اللحنِ وحدي
النغمُ محمومٌ وقيثارتي أشلاءُ
مكبولٌ قد أعيتْ القيودُ زندي
الرحيلُ يلذعُني ويقتلُني البقاءُ
في ربيعِ الجدبِ ما أزهرتْ ورودٌ
ما جدوى القطافِ والورودُ جدباءُ
كأنَّ فصولي طولَ العامِ قد وحدتْ
فحقولُ الخريفِ قحلةٌ و ظمآءُ
غدا أرحلُ وظلمُ الليلِ يصحبُني
فضوءُ القناديلِ أعياهُ الضياءُ
الهزيعُ الأخيرُ قد ألقى سطوتهُ
فلا أنتِ أنتِ ولا أنا الجوزاءُ
دروبُ النوى سأمضي في مهالكِها
فابقي كما أنتِ وحولكِ الأنواءُ
بعض الورى يحيا دونما أملٍ
(بشّارُ)
إنْ كانَ الردى أو الحياةُ سواءُ
فمن لي بأيكٍ ما عادَ يعرفُني
على بابهِ زهرةٌ غِنةٌ عزراءُ
يعيدُ الشبابَ حيث كانَ زمانُنا
وحيثَ الشرفاتُ خمائلٌ وبهاءُ
الحلمُ كالدنيا كالسرابِ من خبلٍ
كرجاءٍ يهجوهُ في سخطٍ رجاءُ
لقد جفتْ دموعُ العينِ من أجلٍ
فاصنعْ بدمعِ الفؤادِ ما تشاءُ
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة