مريم أول "دولا" مصرية ترفع الوعى بالولادة الطبيعية وتقدم دعم إيجابى للحامل

الجمعة، 21 سبتمبر 2018 05:00 م
مريم أول "دولا" مصرية ترفع الوعى بالولادة الطبيعية وتقدم دعم إيجابى للحامل مريم إبراهيم
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين علمت "مريم" بحملها الأول بعد عدة أشهر من زواجها شعرت بالخوف، ومر ببالها كل ما تحمله من أفكار سلبية اختزنتها واستقبلتها من المحيطين بها لسنوات طويلة حول مدى صعوبة الحمل ومتاعبه فضلاً عن الولادة وألمها الرهيب. 
 
ورغم أنها كانت فى المراحل المبكرة من الحمل إلا أنها اتخذت قرارًا بأن تلجأ للتخدير بالـepidural لتلد دون ألم، لكن القدر اختار لها أن تتغير تجربتها تمامًا لتتغير من بعدها تجارب مئات النساء، وتتحول "مريم إبراهيم" من مجال العمل فى برمجيات الكمبيوتر إلى "دولا" تؤسس ركنًا خاصًا لتوفير الدعم والتوعية للنساء خلال فترة الحمل والولادة وما بعد الولادة.
 
مريم إبراهيم
مريم إبراهيم
 
وتقول "مريم" لـ"اليوم السابع": كانت المرحلة الفارقة فى حياتى وتجربتى مع الأمومة هى سفرى فى الشهر الثالث من الحمل إلى هولندا التى تتميز بأن نظام الحمل والولادة فيها قائم بشكل كامل على الدايات، ويحاولون حل كل مشاكل وعلاج مختلف متاعب الحمل بكل الطرق الطبيعية الممكنة، وهو ما يتماشى مع ثقافتهم كشعب كامل قليلاً ما يلجأ للعلاجات الطبية أو الأطباء.
 
تضيف: العقلية التى تعاملت معها غيرت لى بالكامل فكرتى عن الحمل والولادة، وغيرت لى حتى نظرتى للألم فبينما نراه كشعوب عربية بصورة سلبية ونخاف منه حتى دون أن نقترب منه يفضلون هم أن نترك أنفسنا للتجربة ونتخلص من كل الصور السلبية المسبقة عندنا عنها ونحاول التقليل من الألم بأفضل صورة ممكنة، وتعرفت للمرة الأولى على مصطلح ومهمة "الدولا".
 
دولا
دولا
 
وتوضح: الدولا هى كلمة إغريقية معناها خادمة المرأة، أو يقصد بها المساعدة التى تقوم بها المرأة للمرأة للمساعدة فى الولادة، ثم تطور المعنى ليشمل الدعم أثناء الحمل والولادة وفى الوقت الحالى بدأت مهنة الدولا من معهد أمريكى بعدها انتقل إلى هولندا من خلال معهد آخر.
 
عرفت "مريم" أيضًا الفرق بين الدولا والداية أو "الميدوايف" وتقول: الدولا لا تتدخل فى عملية الولادة وإنما تقدم للمرأة كل ما تحتاجه من توعية بشأن الولادة وتساعدها نفسيًا على التخلص من الخوف والتوتر والاستعداد للتجربة، على عكس "الميدوايف" التى تساعد فى التوليد أو تقوم بالمهمة كاملة بنفسها.
 
دولا تساعد حامل على وشك الولادة ـ صورة أرشيفية
دولا تساعد حامل على وشك الولادة ـ صورة أرشيفية
 
تضيف مهمة الدولا ليست أن تدفع المرأة نحو قرار الولادة الطبيعية وإنما أن توفر لها المعلومات الكافية عن الولادة وكل ما يتعلق بها وأن تعالج مخاوفها غير الحقيقية تجاه التجربة، لتأخذ المرأة بعد ذلك قرارها بناء على وعى تام.
 
تقدم الدولا أيضًا للحامل تمارين لمساعدتها على ضبط وضع الجنين وضبط توازن الجسم بشكل عام، وأكلات للمساعدة على تقوية عضلاتها التى تساعدها عند الولادة، وإذا كان عندها مشاكل صحية مثل سكر الحمل تتابع الحامل مع طبيب فيما تساعدها الدولا فى التغذية المناسبة لسكر الحمل وكذلك الضغط.
 
دولا ـ أرشيفية
دولا
 
أما بعد الولادة فتهتم الدولا بمتابعة الأم ودعمها نفسيًا والتأكد من أن عضلاتها عادت بعد الولادة لطبيعتها وتساعدها بتغذية ومشروبات تساهم فى ضبط هرموناتها كى لا تتعرض للاكتئاب بعد الولادة، وتساعدها على فهم نفسية المواليد الجدد وكيفية التعامل مع الطفل.
 
التجربة التى عاشتها "مريم" دفعتها إلى هجر مجال الكمبيوتر ودخول عالم الدولا وتقول: التحقت بمعهد لتخريج الدولا فى هولندا تعتمد الدراسة فيه على جزء نظرى وآخر عملى، ويمكن للطلاب أن يدرسوا بعض الوقت كل شيء عن الدولا ويمكن أيضًا أن يتخصصوا فى مجال بعينه بين المساج وبين الأعشاب الطبيعية وبين المساعدة النفسية.
 
بعد 6 أشهر من التحاقها بالدراسة بالمعهد وبعد أن حصلت على خبرة جيدة بعد أن رافقت مشرفين أكبر منها فى مهمات عملية لممارسة عمل الدولا، قررت مريم أن تنشر هذه الفلسفة فى العالم العربى تحديدا فى مصر فأسست مجموعة "ركن مريمية" على فيس بوك والذى توفر من خلاله التوعية للنساء بشأن الولادة الطبيعية وكيفية تسهيلها.
 
ركن مريمية
ركن مريمية
 
وتقول مريم من خلال حديثى مع أصدقائى اكتشفت لماذا وصلت نسبة الولادة القيصيرية عندنا إلى 56% من الولادات تقريبًا، فالكثير من الأطباء لا يقدمون للحامل الوعى الكافى حولها ولا حول الولادة الطبيعية، وفى الكثير من الحالات بمجرد أن تصل الحامل للشهر التاسع يقررون لها أن تلد قيصريًا. واكتشفت أيضًا أن الكثير من الأمهات، مثلى قبل أن أتعامل مع الدولا، لديهن رعب كبير من الولادة.
 
من أجل الدعم النفس الإيجابى وضعت "مريم" شروطًا صارمة: نشارك كل مشاعرنا النفسية دون أن يصدر أحد أحكامًا على الآخر مهما كان ما يقوله، لأننا نريد أن نتحسن فى المستقبل دون أن نشعر بالندم على الماضى. كما نمنع الاستشارات الطبية بشأن مشكلات كبيرة عن الأطفال على المجموعة، لأنه فى هذه الحالة يجب على الأم اللجوء للطبيب. ونمنع وصف الأدوية من غير الأطباء.
 
لم تكتفِ مريم بالدعم الإيجابى الذى تقدمه للامهات أثناء الحمل وقبل وبعد الولادة عبر مجموعة "ركن مريمية" وإنما تقدم للراغبات كورس "أونلاين" من 20 ساعة يتضمن  جلسات دعم نفسى خلال الحمل وبعد الولادة، وجلسات حكى الولادة و المساعدة على فهمها والتقبل النفسى، بالإضافة إلى خطة تعافى نفسى وجسدى كامل بعد الولادة من تغذية للحفاظ على إنتاج اللبن مع المساعدة على خسارة الوزن وتمارين لتقويه عضلات البطن واستخدام الاعشاب فى كل المراحل فى حالة الاحتياج لها.
 
أم تحتضن مولود رضيع
أم تحتضن مولود رضيع
 
وتقول: ألجأ للكورسات لعدم وجود "دولا" مصريات تقريبًا، فعلى حد علمى هناك 3 فقط فى مصر قادمين من أمريكا وتايلاند.
 
ورغم انشغالها بالدراسة وأسرتها تظل الطاقة الإيجابية التى تحصل عليها "مريم" من نساء "ركن مريمية" وتأثيرها فى حياتهن هم الطاقة التى تجعلها تواظب على مساعدتهن وتقول: الموضوع أثر فى الكثير من النساء وأنا سعيدة جدًا بهذا التأثير، وأكبر وأهم تأثير سعدت به أن الحامل لم تعد تتعامل مع كلام الطبيب كأنه قرآن لا يجوز مراجعته أو مخالفته، بل فى إحدى المرات فاجئتنى عضوة بأنها تركت طبيبها فى الشهر التاسع لأنه كان يريدها أن تلد قيصريًا وهى غير مقتنعة بذلك لأنها اقنعت بحديثنا عن الولادة الطبيعية.
 
وقتها شعرت بمسئولية كبيرة تجاهها مع الكثير من الفرحة بهذا التأثير ونجحت فى إيصالها بطبيبة نساء قبلت الحالة فى الشهر التاسع وبالفعل ولدت طبيعيًا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة