تيلو سارازين السياسى المشاغب مثير المشاكل فى ألمانيا عاد لدائرة الضوء بحفل توقيع كتابه الجديد المعادى للإسلام، وهو نفس الكتاب الذى كان يحاول نشره قبل شهور ودخل بسببه فى معركة قضائية.
كتاب "الاستيلاء العدواني: كيف يوقف الإسلام التقدم ويهدد المجتمع" يأتى فى 500 صفحة للهجوم على الإسلام والقرآن مدعيا أن الدين الإسلامى خطر على المجتمعات الغربية وأن هناك عملية "أسلمة" للمجتمع الألمانى تحديدا، وكان الكاتب والعضو السابق فى البرلمان الألمانى حاول طباعة الكتاب ونشره فى دار نشر عالمية فى يونيو 2018 ولكن رفضت دار "راندم هاوس" طباعته فما كان منه إلا رفع قضية ضد دار النشر بدعوى الحجر على حرية الرأى.
وليست هذه أول مرة يصدر فيها تيلو سارازين كتابا يهاجم فيه الإسلام بل كان له مؤلفات سابقة منها بحسب قناة "دويتش فيله" كتاب Wunschdenken أو تفكير رجائى والذى صدر عام 2016، وسبقه "ألمانيا تقضى على نفسها" عام 2010 وهو الكتاب الذى جعل صحفة "دير شبيجل " تنشر تقريرا عن الكاتب تصفه فيه بالرجل الذى قسم ألمانيا.
وكان يقول فى الكتاب إن المسلمين فى ألمانيا لم يندمجوا حقا فى المجتمع الألمانى بل خلقوا مشاكل داخل المجتمع ونشروا التطرف فيه، وذكرت وقتها دير شبيجل إنه "نادرا ما يثير شخص ما الجدل فى المجتمع الألمانى بالقدر الذى يفعله تيلو سارازين بكتابه ألمانيا تقضى على نفسها ففى أسبوعين فقط من وقت صدور الكتاب انقسم المجتمع بشكل حاد بين المؤيدين بخطابات التهنئة وبين المعارضين بخطابات الإدانة".
فى ذلك الوقت كانت وسائل الإعلام الألمانية تصف سارازين باعتباره "خارج عن السيطرة" ولكن الأن وبعد تصاعد موجة التيار اليمينى المتطرف والمظاهرات العنيفة فى شوارع ألمانيا تجعل الفترة الماضية واحة سلام.
وبحسب صحيفة "بيلد" الألمانية فإن اختيار توقيت نشر الكتاب الجديد اليوم، ليس مصادفة لأنه يأتى تحديدا فى الذكرى الثامنة لصدور كتابه الأول "ألمانيا تقضى على نفسها".
واليوم يطالب كيفين كوهنيرت، قائد جناح الشباب بالحزب الاشتراكى الديموقراطى الألمانى بطرد تيلو سارازين من الحزب بسبب الكتاب، قائلا "سارازين لا علاقة له بالمبادئ الأساسية للحزب وابتعد عنها منذ وقت طويل".
والمعروف أن ألمانيا حاليا تتصاعد فيها صيحات حركة "بيجيدا" والتى نظمت مظاهرة عنيفة يوم الاثنين الماضى فى مدينة شيمنيتز وتصاعدت فيها هتافات مثل "الأجانب إلى الخارج" و "هذه مدينتنا"، واشتبك فيها عناصرها مع خصومهم السياسيين من النشطاء المؤيدين لاستقبال المهاجرين، وكانت المظاهرة جاءت إثر مشاجرة دموية بين رجل ألمانى وعدد من الأجانب مات على إثرها الرجل طعنا وقالت تقارير إعلامية إن القتيل البالغ من العمر 35 عاما كان يحمى زوجته من التحرش فتعرض للقتل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة