دونالد ترامب يحارب بطل فضيحة ووترجيت ويعيد شبح ريتشارد نيكسون.. التشابهات بين الرئيسين الأمريكيين كبيرة منها نفس الأعداء والاختلافات فى الحلفاء.. ولماذا يتفوق الرئيس الحالى على سلفه فى حروبه الإعلامية والسياسية

الأحد، 02 سبتمبر 2018 03:30 م
دونالد ترامب يحارب بطل فضيحة ووترجيت ويعيد شبح ريتشارد نيكسون.. التشابهات بين الرئيسين الأمريكيين كبيرة منها نفس الأعداء والاختلافات فى الحلفاء.. ولماذا يتفوق الرئيس الحالى على سلفه فى حروبه الإعلامية والسياسية ترامب ونيكسون
كتبت - سالى حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى حالة حرب مع الصحفى الذى فجر فضيحة "ووترجيت" كارل بيرنستين تتصاعد حدتها يوما بعد يوم، فبعدما كانت انتقادات عرضية أصبحت الآن حرب تصريحات تتناقلها وسائل الإعلام.

 

كارل بيرنستين الذى فجر مع زميله بوب وودوارد فضيحة ووترجيت التى أطاحت بالرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون، أصبح يرى صراحة أن الرئيس الأمريكى الحالى لا يختلف عن نيكسون أبدا.. بينما ترامب يصف بيرنستين بأنه "فاشل مستهتر".

 

بدأت القصة فى الأساس بتقرير نشرته CNN شارك كارل بيرنستين فى كتابته، وقال التقرير المعتمد على عدة مصادر مجهولة رفضت الإعلان عن هويتها، إن مايكل كوهين محامى ترامب السابق اعترف أمام FBI بأن ترامب كان على معرفة بالاجتماعات التى تمت فى برج ترامب خلال يونيو 2016 وشملت دونالد ترامب الابن، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكى ومستشاره، ومدير الحملة الانتخابية وقتها بول مانافورت والمحامية الروسية الشهيرة ناتاليا فيسلنتسكايا والتى قالت إنها بإمكانهما مساعدة حملة ترامب على الفوز  فى الانتخابات عبر تقديم معلومات يمكن استخدامها ضد هيلارى كلينتون.

ترامب وبيرنستين
ترامب وبيرنستين

وبعدها نشرت صحيفة "واشنطن بوست" نفس القصة والمعلومات وقالت إن المصدر هو المحامى الخاص بمايكل كوهين "لاني ديفيز" الذى رفض التعليق على القصة، وبعدها أكد موقع "بازفييد" نفس المعلومة وأن ديفيز هو المصدر المجهول.. الأمر الذى جعل ديفيز يخرج عن صمته ليقول: "الأمر خطأ منى، كان يفترض أن أوضح للصحفيين أننى لم أتأكد شخصيا من المعلومات".

 

عندها خرج الرئيس الأمريكى يطالب بإقالة رئيس CNN جيف زوكر وقال إن الشبكة ترفض الاعتذار عن خطأها بينما وصف كارل بيرنستين بأنه "مستهتر ويعيش فى الماضى ويفكر كأحمق يختلق قصة بعد قصة والكل يضحك عليه الآن فى أمريكا كلها.. أخبار مزيفة".

 

بينما رد بيرنستين على الرئيس الأمريكى قائلا: "قضيت حياتى فى العمل كصحفى يضع الحقيقة تحت الأضواء مع إدارات أمريكية من الحزبين، لا توجد سخرية يمكنها تدمير التزامى بهذه المهمة والتى هى الأساس فى الصحافة الحرة وCNN تقف بجانب القصة وأنا أقف بجانب الكلام الذى نشرته".

 

الحرب الكلامية أعادت للأضواء التصريحات التى أطلقها بيرنستين من قبل على الرئيس الأمريكى عندما قال إن ترامب مثل نيكسون.

 

لكن إلى أى مدى يتشابه الرئيسان حقا؟

التشابهات كثيرة، بل إن شبكة cbc الكندية قالت إن ترامب يستخدم أساليب نيكسون فى إهانة الصحفيين والتشكيك في تقاريرهم وقارنت بين عبارة نيكسون الذى قال لصحفى إنه لا يشعر بالغضب من التقارير السلبية ضده لأنه على حد قوله "يمكن للمرء أن يغضب حقا من الأشخاص الذين يحترمهم فقط".

ترامب ونيكسون
ترامب ونيكسون

وهى عبارة تشبه التسفيه الذى مارسه ترامب تجاه الإعلام فى مؤتمر صحفى بالبيت الأبيض فى يناير 2017 عندما قال: "غدا سيقولون ترامب يثور وينفجر ضد الصحفيين.. أنا لا أفعل هذا أنا فقط أقول لكم الحقيقة وهى أنكم أشخاص غير أمناء لكنى لا أنفعل".

 

كذلك اشتهر كل من نيكسون وترامب بعبارة تحولت لشعار لهما ضد الإعلام فبينما يستخدم ترامب دوما هاشتاج "أخبار مزيفة"، كان نيكسون الذى لم يكن فى عصره وسائل إعلام يقول لمستشار الأمن القومى الخاص به هنرى كيسنجر: "الصحافة هى العدو، الصحافة هى العدو.. اكتب هذا على السبورة 100 مرة" وجاءت العبارة فى تسجيل مسرب من مكتب نيكسون بعد فضيحة ووترجيت.

 

ولا ننسى أن بيرنستين نفسه كان بدأ فى تأليف كتاب عن ترامب فى العام الأول من حكمه وكان يربط بينه وبين نيكسون بشدة، وقال فى الترويج لكتابه إن نيكسون له عبارة مشهورة وهى إن "الجريمة ليست ما توقعك بل الطريقة التى تخفى بها الجريمة" وقال بيرنستين "نيكسون كان مخطئا لأن جريمة ووترجيت هى ما أسقطه".. فلماذا إذا يستخدم عبارة كهذه فى الترويج لكتاب عن ترامب إلا للإشارة لكونه يرى التشابهات بين الاثنين.

 

فيما قالت صحيفة "واشنطن بوست" فى تقرير تحليلى لها، إن ربط نيكسون بترامب يبدو مغريا ولكن فى نفس الوقت علينا أن نتذكر أن ترامب يملك شيئا لم يكن لدى نيكسون وهو دعم الحزب الجمهورى له وسط كل الأزمات التى تلاحقه حتى، بينما بعد ووترجيت كان أعضاء الكونجرس الجمهوريين قالوا لنيكسون أن أى دعم له بينهم تبخر بعد الفضيحة علما بأن مستوى شعبيته قبلها كان 90% بين أعضاء الكونجرس.

 

ولكن هناك ميزة أخرى لدى ترامب وهى شبكة فوكس نيوز والتى تمثل أهم وسيلة إعلامية بين وسائل الإعلام الكبرى التى تدعم الرئيس الأمريكى، بينما لم يكن هناك من يدافع عن نيكسون.

 

هذا بالطبع بجانب التقدم التكنولوجى ووسائل التواصل الاجتماعى التى جعلت تويتر سلاحا فعالا لترامب يطلق منه هجمات كما يريد ويصل للناس بشكل مباشر، فعلى الرغم من السخرية التى يلقاها ترامب وتغريداته فإنه لا يوجد أحد يمكن أن يتهمه بأنه يترك شخصا أخر يكتب التغريدات باسمه بل هو نفس الذى يتفاعل مع الناس وهذا يجعله أكثر مصداقية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة