أكرم القصاص - علا الشافعي

بعد إلغاء الفاتيكان عقوبة الإعدام سألنا الكنائس المصرية.. الأرثوذكس: الأمر يخص الدولة ولا شأن لنا به.. الأسقفية: عانينا من فقدان المصلحين بسببها والعقوبة تمنع التوبة.. والكاثوليكية: لم تعد مناسبة للردع

الأحد، 02 سبتمبر 2018 04:00 ص
بعد إلغاء الفاتيكان عقوبة الإعدام سألنا الكنائس المصرية.. الأرثوذكس: الأمر يخص الدولة ولا شأن لنا به.. الأسقفية: عانينا من فقدان المصلحين بسببها والعقوبة تمنع التوبة.. والكاثوليكية: لم تعد مناسبة للردع المطران منير حنا رئيس أساقفة الكنيسة الإنجليكانية بمصر
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الوقت الذى أصدر فيه الفاتيكان، مرسومًا جديدًا يقضى بإلغاء عقوبة الإعدام من التعليم المسيحى للكنيسة الكاثوليكية الخاص بعقوبة الإعدام، سألنا الكنائس المصرية عن موقفها من تلك العقوبة، التى قال عنها قداسة البابا فرنسيس "يجب أن نفهم الموقف من عقوبة الإعدام الذى أصبح أكثر تأكيدًا فى تعليم الرعاة وحساسية شعب الله، وإذا كان الوضع السياسى والاجتماعى فى الماضى قد جعله جديرًا بالاهتمام وعقوبة مقبولة لحماية الخير العام، اليوم ندرك أن كرامة الشخص لا تضيع حتى بعد ارتكاب جرائم خطيرة، مما أدى إلى إدراك جديد يقر بعدم قبول هذا العقاب وبالتالى يدعو إلى إلغائه.

 

وبالفعل القديس يوحنا بولس الثانى قد أكد مسبقا: «النفور واسع الانتشار للرأى العام لعقوبة الإعدام»، كما في رسالة عيد الميلاد لعام 1998، أعرب عن أمله «إلى توافق فى الآراء بشأن اتخاذ تدابير عاجلة وكافية.. لحظر عقوبة الإعدام»، فى الشهر التالى، كرر: «إن علامة الأمل هى الاعتراف المتزايد بأن كرامة الحياة البشرية يجب ألا تُنكر أبداً، حتى لأولئك الذين ارتكبوا خطأ، يمتلك المجتمع الحديث الأدوات اللازمة لحماية نفسه دون حرمان المجرمين من إمكانية التوبة، أجدد النداء الذى أطلق فى عيد الميلاد، إلغاء عقوبة الإعدام».

 موقف الكنيسة الكاثوليكية فى مصر

الأب هانى باخوم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية بمصر، أكد إن قرارات الفاتيكان ملزمة للكنائس الكاثوليكية التابعة لها ومن بينها الكنيسة القبطية الكاثوليكية فى مصر، مؤكدًا إن عقوبة الإعدام لم تعد مناسبة لأنها تحرم المجرمين من التوبة، ومع ذلك فإن الكنيسة ملتزمة بقوانين الدولة المصرية ولكنها فى الوقت نفسه ستلغى تلك العقوبة من تعاليمها الدينية.

بالنسبة للكنيسة الفاتيكانية الرومانية، فى يونيو 2004، صدرت مذكرة إلى أساقفة الولايات المتحدة، يذكر فيها البابا بنديكت السادس عشر (المعروف وقتئذٍ بجوزيف كاردينال راتزينجر) ما يلى: "لا تتمتع جميع القضايا الأخلاقية المرتبطة بالقتل بالأهمية نفسها التى تتمتع بها قضيتا الإجهاض والقتل الرحيم. قد يكون هناك تباين مشروع فى الرأى حتى بين الكاثوليك حول شن الحروب وتطبيق عقوبة الإعدام، ولكن ذلك غير صحيح فيما يتعلق بقضية الإجهاض والقتل الرحيم.

 كانت الكنيسة فى الماضى تقبل بعقوبة الإعدام اتباعًا لدراسات توما الأكوينى الدينية (الذى اعتبر عقوبة الإعدام إجراءً رادعًا ضروريًا، ولكن لا يمكن استغلاله كوسيلة للثأر والانتقام. وفى إنجيل الحياة، ترى الكنيسة أن عقوبة الإعدام يجب تجنب تطبيقها ما لم تكن الوسيلة الوحيدة لحماية المجتمع من المجرم الصادرة بحقه هذه العقوبة، وأنه بالنظر إلى قانون العقوبات المستخدم حاليًا فإن وجود موقف كهذا يتطلب الإعدام يعد شيئا نادر الحدوث أو مستحيلاً كذلك، تتبنى التعاليم الشفهية للكنيسة الكاثوليكية موقفًا مشابهًا لذلك.

الكنائس الإنجليكانية: قدمنا 300 مصلح للإعدام

وعلى صعيد الكنيسة الأنجليكانية والأسقفية، التى تجمع بين تقاليد الكنيسة الكاثوليكية وإصلاح الكنائس الإنجيلية، فقال المطران منير حنا رئيس أساقفة الكنيسة الانجليكانية بمصر، نحاول ككنيسة نترك الدولة تسن قوانينها حسب ما ترى لأنها تخرج من الجهات التشريعية، ونتجنب فرض رأى على المجتمع فى الأمور غير الروحية.

وأشار رئيس أساقفة الكنيسة الإنجليكانية فى مصر، إلى إن عقوبة الإعدام  تمنع التوبة، ولا تهتم بفكرة إظهار الحقيقة فالكثير من المعدمين نعرف بعدها إنهم مظلومين ومحكومين زورا ضاربا المثل "فى تاريخ الكنيسة جون ويكلث ترجم الكتاب المقدس من اللاتينية للإنجليزية لكى يقرأه الشعب، وكل تلاميذه أعدوا حرقا بالنار، وكذلك توماس كرينمار، الذى قال إن بابا روما غير معصوم أعدموه بالنار وكنيستنا قدمت أكثر من 300 شخص أعدموا بسبب آراء إصلاحية.

 

 في عام 1988، أدان مؤتمر لامبيث لأساقفة الكنيسة الأنجليكانية والأسقفية عقوبة الإعدام «هذا المؤتمر يحث الكنيسة التحدث علنا ضد جميع الحكومات التى تمارس عقوبة الإعدام، وتشجيعها على البحث عن طرق بديلة لمحاكمة المخالفين بحيث يتم احترام الكرامة الإلهية لكل إنسان وفى نفس الوقت تطبيق العدالة"؟

الكنيسة الإنجيلية: لم نطرح القضية للنقاش

من ناحيته رفض القس رفعت فكرى، رئيس الدورة الحالية للسنودس النيل الإنجيلى وهو الهيئة العليا للكنيسة الإنجيلية المشيخية عقوبة الإعدام، مؤكدًا إن عقوبة السجن المؤبد أو مدى الحياة كافية لذلك.

وأشار رئيس السنودس الإنجيلى، إلى إن كنيسته لم تطرح نقاشا بهذا الشكل بين أروقتها أو فى سنودسها الإنجيلى بينما يعبر عن رفضه لتلك العقوبة بشكل شخصى.

فى 1991، أعربت الكنيسة البروتستانتينية اللوثرية فى أمريكا من خلال بيان للسياسة الاجتماعية عن موقفها الرافض لعقوبة الإعدام. وقد صرحت أن الانتقام يعد دافعًا أساسيًا لتطبيق عقوبة الإعدام وإن الشفاء الحقيقى لن يتم إلا بتوبة الجانى وعفو الضحية أو أسرته.

 

تبنى العديد من الزعماء الدينين المهمين فى بدايات حركة الإصلاح البروتستانتى – ومنهم مارتن لوثر وجون كالفين – طريقة التفكير التقليدية التى تدافع عن تطبيق عقوبة الإعدام، كما أن اعتراف أوجسبرج الخاص بالكنيسة اللوثرية قد دافع بوضوح عن تطبيق هذه العقوبة. وقد اقتبس بعض طوائف البروتستانت من سفر التكوين 9:5-6 ورسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 13:3-4 وسفر اللاويين 20: 1-27 كأساس لإباحة تطبيق عقوبة الإعدام.

الكنيسة القبطية: القصاص مسئولية الدولة

  فيما يخص الكنيسة الأرثوذكسية القبطية المصرية، فإن القمص يسطس فانوس كاهن كنيسة العذراء بشبين القناطر، اعتبر إن الكنيسة ليست حكومة داخل حكومة ومن ثم ما تقره الدولة يسير على المسيحى وغير المسيحى، مستخدما التعبير " يمشى على دماغنا كلنا"، فالمسيحى مواطن مصرى ولا يحق له المطالبة بتشريع مختلف.

وقال فانوس، إن العهد الجديد لم يأت على ذكر عقوبة الإنجيل، لأن المسيح جاء برسالة محبة وسلام ولم ينظر للعقوبات والتشريعات، معتبرا إن وصية لا تقتل لا تعنى فى الأساس بالردع والقصاص إنما يقصد بها القتل بسبب الضغينة والقتل خارج إطار القانون.

ولفت فانوس إلى إن الإعدام ليس قتلًا بل قصاص ونوع من العقاب بالردع وليس للمسيحية دخل فيها مستشهدًا بالوصية الكتابية " أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. "










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة