ما زلت أتذكر حتى الآن الإجابة التلقائية التى كنت أرد بها على من يسألنى فى طفولتى، "عاوز تطلع ايه لما تكبر؟"، لم أكن أفكر فى الرد وقتها، بل كانت الإجابة تخرج بعفوية شديدة، "عاوز أطلع ضابط"، كان هذا على ما يبدو رد غالبية الأطفال، حتى أن أغلى وأثمن الهدايا للأطفال الذكور كانت بدلة ضابط الشرطة (أو ضابط الجيش) بالطبع، كبر الطفل وتغيرت الأفكار وتبدلت الأمنيات.
جالت فى خاطرى هذه الأمنية القديمة، لأن الشرطة المصرية من مفاصل الدولة الحيوية وتتعامل بطريقة مباشرة مع المواطن المصرى، فطبيعى أن أى خلل أو فساد سيطفو على السطح سريعا ولأن نزاهة وشفافية الشرطة المصرية تمس المواطن، فيجب التدخل السريع والمباشر لإصلاح هذا الخلل.
دعونا نعترف أن مصر أم الدنيا هى دولة من دول العالم الثالث تعانى مشاكل متراكمة على مدار عقود متعاقبة، قد لا تكفى حياتى ولا حياتك لإصلاحها.
ولكن من وجهة نظرى، جهاز الشرطة وحده يستطيع أن يساهم أن فى حل جانب كبير من المشاكل التى تواجهنا كمصريين، أو حتى تواجه مصر كدولة تسعى دائما للتعافى وزيادة معدلات النمو الاقتصادي.
جهاز الشرطة يستطيع أن:
يعيد الانضباط للحركة المرورية فى الشارع المصرى، وهى وحدها كفيلة بإدخال السرور والطمأنينة وراحة البال على ثلثى الشعب المصرييعيد الأمان للشارع المصرى عن طريق التواجد المستمر وردة الفعل السريعة، مما سيعطى انطباعا ايجابيا لدى السائحين والمواطنين على حد سواء، القاهرة الكبرى وحدها تحتوى على مئات الأماكن السياحية التى تحتاج إلى تسويق جيد لجذب السائح الأجنبى ولكن هذا السائح لن يأتى للقاهرة تفاديا للتحرش والمضايقات.يقوم بإغاثة الملهوف وإنقاذ الفتيات من التحرش السيطرة على النظام فى الأماكن المزدحمة، وخاصة فى الأعياد والمناسباتيتعاون مع مفتشى التموين لفرض السيطرة على الأسعار فى الأسواقمكافحة تجارة المخدراتمنع خطف الأطفال وتجارة الأعضاءمجابهة بلطجة وهمجية بعض سائقى الميكروباص ومعظم سائقى التوك توك
أنا أملك الإيمان الشديد بأن 90% من مشاكل المصريين تستطيع الشرطة حلها والقضاء عليها، وإيمانى هذا ليس من فراغ، ولكن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال فى حديث شريف منذ 1400 سنة أنك ستملك ثلث الدنيا فقط بتوفر الأمن والأمان، ويتبقى الثلثان الآخران لمعافاة البدن وتوفر قوت اليوم.
أنا أوجه رسالة حب باسمى وباسم كل أفراد الشعب المصرى إلى كل أفراد الشرطة:
نحن نريدكم معنا وبيننا، نحن نريدكم مصدراً لأمننا وأماننا.
ولأن الحب وحده لا ينفع ولا يشفع، فلا بد أن يأتى التغيير عن طريق التشريعات والقوانين وإعادة الهيكلة بشكل مستمر، وتقديم أهل الكفاءة على أهل الثقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة