تيمور المغازى يكتب: وسائل الانفصال الاجتماعى إلى أين تقودنا؟

الأربعاء، 19 سبتمبر 2018 12:00 ص
تيمور المغازى يكتب: وسائل الانفصال الاجتماعى إلى أين تقودنا؟ مواقع التواصل الاجتماعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح المجتمع الافتراضى هو الركيزة الأساسية فى حياتنا الآن، وبدونه نعيش حالة من اللامبالاة التى لطالما تستمر معنا حتى نلتقى بهذا المجتمع مرة أخرى الذى يحوى العديد من الأصدقاء من مختلف الدول دون أن نعرف عنهم الكثير، غير أنهم يتجسدون فى الصور والفيديوهات وبعض المنشورات.
أصبح هذا المجتمع شيئا مهما لنا جميعًا، حالة وجدنا أنفسنا فيها دون أن نشعر وكأننا معذرة (قطيع) تقوده التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى  الجديدة، كثيرا ما ينتابنى حالة من التفكير العميق مما يجعلنى أتساءل، كيف كنا نعيش قبل هذا التطور المجتمعى؟ وكيف كانت أواصر الترابط فيما بيننا؟ وكيف كان تقبلنا لهذه الوسائل قبل أن نعيشها؟.
سنجد إجابات قاطعة، وإن خالفت ولو للحظة تفكيرنا بأننا فعلا كذلك تقودنا الآن تلك الوسائل التى أصبحت تكشف ما يحاك بداخلنا من شعور، وأيضا وصل بنا الحال لأن تكون وسيلة لطرح أسرار وعادات هامة لنا كأسر، لنعلم يوميا ما يفكر فيه الآخر، وكأن مكتشف تلك الوسائل أراد بنا بان نكون فى غرفة واحدة يعلم جميعًا من يدخلها ومن يمكث فيها ومن يخرج منها. 
انتظر قليلا واغلق هاتفك واقطع كافة السبل عن تلك الوسائل وأغمض عينيك واجذب عقلك وتحدث إليه، ماذا استفدت طوال هذه المدة التى جلستها مع هذا المجتمع؟!..، ستجد هذا العقل فارغا تماما من اى رد غير انه تعلق وكالمدمن الذى يريد أن يغيب عقله لبعض الوقت ليستمتع فقط،  إنها الحقيقة، وإن حاولت طمسها .
جلست يوما وكانت تلك الحاله (التفكير العميق)  تنتابنى فى احدى وسائل المواصلات وجدت معظم من يجلسون فيها يمسكون فى ايديهم هذا الجهاز (هاتف التليفون)  وكان منهم من يبتسم ومنهم من يتكلم ومنهم من يقرأ وكل هذا من خلال هذا المجتمع الافتراضى فتساءلت بينى وبين عقلى نحن الان فى مكان واحد يجمعنا وقت واحد ولغة واحدة ووسيلة واحدة ومجتمع واحد، لماذا لا نتحدث مع  من يجلسون بجوارنا لنتعرف ونتحاور معهم كما يحدث  من خلال تلك الوسائل الافتراضية ! ما هو الفرق بين هذا وذاك؟! بل بالعكس قد يصل بنا الحال انه لا يطيق بعضنا البعض ولا يتحمل تصرفات بعضنا البعض على الرغم من اننا يجمعنا عادات وتقاليد واحدة.
ولكن ما وصلت اليه اننا نجيد فعلا التحدث من وراء شخصياتنا وطبيعتنا باستخدام هذه الشاشة وهذه الوسائل، وتجد حينها أن المثالية والوطنية تزداد مؤشراتها صعودا، وكأننا خلقنا ملائكة وفلاسفة وعلماء وسياسيون واقتصاديون وأطباء وغيرها .
فانا الكثير منا أصابهم حالة من الاكتئاب، نتيجة لانعزالنا عن الحياة الواقعية والأسرية وتجمع الأهل والأصدقاء وغير ذلك من المظاهر التى كانت منتشرة قبل ظهور هذه الوسائل، كانت تلك المظاهر قادرة على إدخال البهجة فى النفوس، أما الآن فأصبح الصديق هو الهاتف او تلك الوسائل الافتراضية التى لا تجعلنا نشعر بالآخرين.
وأصبحنا نعيش كما يريدنا الآخرون ولا نعيش كما نريد نحن.، أصبحنا الآن تحكمنا وتسيطر علينا تلك الوسائل التى نزعت منا أواصر الترابط الحقيقيه حتى اصبحت عقولنا فى ايدى غيرنا يفعل بها ما يشاء....
واننى اذ ادعوا بان نعيد ما فقدناه من قيم وترابط افتقدناها فى مجتمعنا الان والمحافظة على ثقافتنا وتراثنا الانسانى والمجتمعي.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة