سبعة عشر عامًا مرت على أحداث الـ 11 سبتمبر 2001، حيث تفجير مركز التجارة العالمى فى نيويورك والهجوم على مبنى البنتاجون فى العاصمة واشنطن، على يد تنظيم القاعدة الذى كان يقوده أسامة بن لادن، ليخلف هذا الحدث نحو 3000 شخصٍ، لكن الولايات المتحدة رأت أن تحارب الإرهاب لتمنع تكرار تلك الحوادث التى تستهدف المدنيين الأبرياء فخاضت حروبًا تسببت فى مقتل ما يقارب المليون شخص.
وفى أعقاب هذه الأحداث أعلنت إدارة الرئيس الأمريكى آنذاك جورج بوش محاربة الإرهاب، وإطلاق هجماتٍ حربية على من تراهم ضالعين رئيسيين فى أحداث الـ11 من سبتمبر، فحاربت شعوبًا وبلدان، كان على رأسها أفغانستان والعراق، وتلاها ما أصاب المنطقة العربية من حروب أهلية وإرهاب ودمار وظهور الجماعات المتطرفة.
الحرب فى افغانستان
البداية من أفغانستان
بعد أقل من شهر واحد، وبالتحديد فى السابع من أكتوبر من عام 2001، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بضرب أفغانستان، حيث كانت تحكمها حركة طالبان وتعيش أجواءً عصيبةً من الصراع على الحكم، وأطلقت على هذه العملية "التحرير" واشترك فيها العديد من الدول أبرزهم بريطانيا، الشريك الأساسى للولايات المتحدة فى عملياتها العسكرية ردًا على أحداث 11 سبتمبر.
كما أطلقت الولايات المتحدة فى شهر ديسمبر 2001، عملية "إيساف" لإرساء الأمن فى أفغانستان، وانضمت لها بريطانيا و 40 دولة أخرى، بجانب دعم القوات البرية لحلف شمال الأطلسى "الناتو"، واستهدفت هذه العملية إلى القضاء نهائيًا على حركة طالبان.
ونتج عن هذه الحروب الدامية آلاف الضحايا من الشعب الأفغانى، حيث قدر عدد الضحايا من المدنيين على مدار عشر سنوات منذ 2001 حتى 2011 نحو مائة وخمسين ألف قتيل، قبل أن يعلن الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما انسحاب بلاده من أفغانستان عام 2014.
الحرب فى العراق
الحرب على العراق
ومن كابول إلى بغداد، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بغزو العراق، بزعم وجود أسلحة دماء شامل والنيل من مرتكبى أحداث 11 سبتمبر، رغم تأكيد بعثة التفتيش الدولية التابعة لوكالة الطاقة الذرية الأممية خلو العراق من هذه الأسلحة.
وفى آواخر مارس عام 2003، بدأ "بوش" غزو العراق، بمشاركة من القوات الأمريكية والبريطانية معًا، وأدت تلك العملية إلى سقوط بغداد فى التاسع من أبريل من العام ذاته، وقد استمر التواجد الأمريكى فى العراق لأكثر من 9 أعوام، حتى عام 2011.
وأشارت "bbc" إلى أن بعض التقارير والاستطلاعات ذكرت وجود طيف واسع من التخمينات والتقديرات المتعلِّقة بعدد القتلى الذين سقطوا فى العراق، فقد قدَّر "استطلاع صحَّة الأسرة العراقية"، الذى دعمته الأمم المتحدة، عدد من قضوا فى العراق جرَّاء أعمال عنف في الفترة الممتدة ما بين شهري مارس من عام 2003 ويونيو من عام 2006 بـ 150 ألف شخص، أما مجلة "لانسيت" الطبية، فقد نشرت فى عام 2006 دراسة قدرت عدد العراقيين الذين قضوا جراء الحرب بـ 654 ألفا و965 قتيلا، منهم 601 آلاف و 027 قُتلوا نتيجة أعمال العنف فى البلاد.
كما قدرت المنظمة العالمية للهجرة، والتى ترصد أعداد الأسر المهجَّرة، أن حوالى 1.6 مليون عراقى أُبعدوا عن ديارهم داخل العراق فى الفترة الممتدة ما بين عامى 2006 و2010، ويشكِّل هذا العدد 5.5 فى المئة من عدد سكان البلاد.
تنظيم القاعدة
6 تريليونات دولار تكلفة "الحرب على الإرهاب"
وعلى الصعيد المادى، كشف "سكاى نيوز" فى تقرير لها، أن الهجمات الإرهابية على نيويورك، كلفت تنظيم القاعدة 500 ألف دولار تقريبا، إلا أنها كبدت الولايات المتحدة 3.3 تريليون دولار موزعة على كافة القطاعات، أى ما يعادل 7 مليون دولار مقابل كل دولار أنفقته القاعدة على تخطيط وتنفيذ تلك الهجمات.
كما تكبدت أمريكا 55 مليار دولار خسائر مادية من بينها 8 مليارات دولار لإعادة إعمار مبنيى التجارة العالميين، ومليار دولار لمبنى البنتاجون، و123 مليار دولار خسائر اقتصادية من بينها نحو 63 مليار دولار لقطاع الطيران حتى عام 2010 بعد تراجع عدد السياح وارتفاع أسعار الوقود بسبب الحربين في أفغانستان والعراق.
احدث 11 سبتمبر
وخسر قطاع الطيران 1.4 مليار دولار بعد توقفه لأربعة أيام عقب الهجمات، و385 مليون دولار قيمة الطائرات الأربع التى تحطمت، كما تكبدت الفنادق والمطاعم خسائر بأكثر من 60 مليار دولار فى 10 سنوات و23 مليار دولار فى قطاع الأعمال.
وتكبدت الحكومة الأمريكية 589 مليار دولار لتعزيز دور وكالات الأمن القومى، فيما تشير التقارير إلى أن 589 مليار دولار آخرين ستذهب إلى سداد فاتورة التأمين الصحى للمحاربين القدامى فى حربى العراق وأفغانستان في المستقبل، أما تكاليف الحربين، فاختلفت التقديرات، لدرجة أن وصل بعضها إلى 6 تريليونات دولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة