مصيف الأربعاء.. حكاية شاطئ سيدى بشر المفتوح مجانا لذوى الاحتياجات الخاصة

الأربعاء، 08 أغسطس 2018 11:00 ص
مصيف الأربعاء.. حكاية شاطئ سيدى بشر المفتوح مجانا لذوى الاحتياجات الخاصة أسرة تستمتع بيوم على شاطئ سيدى بشر
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ بدء شهور الصيف تعج شواطئ الإسكندرية بالمصيفين من مختلف المحافظات، يقضون يومًا مميزًا أو أكثر على الشاطئ ينسون به هموم عام بأكمله، إلا أن يوم الأربعاء من كل أسبوع يكون يومًا مختلفًا على شاطئ سيدى بشر الذى يفتح أبوابه فى هذا اليوم مجانًا لذوى الاحتياجات الخاصة وأسرهم للاستمتاع بيوم ترفيهى على البحر دون إزعاج أو قلق والأهم دون نظرات اندهاش أو أحكام مسبقة.
ذوى الاحتياجات الخاصة (7)
عدد من ذوى الاحتياجات الخاصة وأسرهم على الشاطئ
 
"بنبقى فرحانين إن فى شاطئ لينا. ماحدش بيضايقنا بكلمة ولا نظرة" بسعادة تعبر "أم عمرو" عن فرحتها بهذه الفرصة التى تتيحها لهم حملة "معًا لمساندة متحدى الإعاقة بالإسكندرية"، وتضيف: ابنى عمره 22 سنة، قبل هذا المصيف الخاص كنا نذهب مع العائلة إلى الشاطئ ونواجه الكثير من المواقف المزعجة التى تؤلم قلوبنا، بدءًا من نظرات المحيطين التى تفضح عدم تقبلهم له، وصولاً إلى "زقه" فى المياه ومضايقته بشكل مباشر.
 
ذوى الاحتياجات الخاصة (2)
عدد من ذوى الاحتياجات الخاصة فى صورة جماعية على الشاطئ
 
تذهب "أم عمرو" لهذا المصيف بصحبة عشرات من أسر ذوى الاحتياجات الخاصة وتقول "بنفرح من قلبنا مع بعض، لأن الناس فى المصيف العادى ماعندهاش توعية".
 
مواقف مزعجة مشابهة قابلت "هبة السويفى" مؤسسة الحملة قبل 4 سنوات ودفعتها إلى تأسيسها وتقول لـ"اليوم السابع": عشت معاناة ذوى الاحتياجات الخاصة وأسرهم ولامستها عن قرب من خلال تجربتى مع أخى مصطفى لذلك أعرف جيدًا ما يحتاجونه، موضحة: لم أرزق بأبناء لكننى اعتبره ابنى، فقد ولد على يدى وأرعاه حتى الآن، ورغم أننا ميسورى الحال وكنت أصحبه للاستجمام فى العديد من الشواطئ الفخمة وحتى الفنادق الكبيرة إلا إنه لم يستمتع أبدًا بوقته وكنا نتعرض للكثير من الإهانات والإزعاج من باقى المصيفين، من هنا فكرت فى أن يكون المصيف على قائمة أولويات حملتى لمساندة ذوى الاحتياجات الخاصة وأسرهم.
 
هبة ومصطفى.. وأمومة من نوع خاص
هبة ومصطفى.. وأمومة من نوع خاص
 
ذوى الاحتياجات الخاصة (5)
الشاطئ يوفر جميع الخدمات مجانًا
 
الحملة التى أطلقتها "هبة السويفى" قبل 4 سنوات استهدفت فى المقام الأول توفير الرعاية الصحية للأطفال ذوى الإعاقة الذهنية، وتوضح: مشكلتهم أنهم خارج تغطية التأمين الصحى لأنهم لا يلتحقوا بالمدارس بالتالى تكون تكاليف رعايتهم الصحية باهظة على أسرهم لذلك تواصلت مع وزارة الصحة لتوقيع بروتوكول لتقديم الرعاية الصحية لهم من خلال 4 مستشفيات عامة ومستشفى حميات وأخرى للأطفال، ووفرنا ألف بطاقة علاجية لذوى الاحتياجات الخاصة. 
 
أما الخطوة الثانية فهى أن يتمتع ذوى الاحتياجات الخاصة بحقهم فى الاستجمام والاستمتاع بجمال بلادهم، لذلك كانت فكرة المصيف الذى يفتح أبوابه مجانًا لهم لمدة يوم فى الأسبوع، وتحكى: تواصلت مع وزارة السياحة وطرحت عليهم الفكرة فمنحونى فى البداية شاطئ حكومى مجانى ولكن نظرًا لأن الخدمات الشاطئية لم تكن متوفرة به تبرع شخص من مؤجرى الشواطئ فى سيدى بشر، وهو شاطئ خاص، بمنحنا مساحة خاصة مجهزة بالكراسى والشماسى وكل خدمات الشاطئ مجانًا.
 
يوم على الشاطئ
يوم على الشاطئ
 
ووفقًا لـ"هبة السويفى" فإن هذا الشاطئ يستوعب 50 حالة وذويهم فى كل رحلة من الحادية عشرة إلى السابعة مساءً ومن يريد أن يجلس لوقت أطول يسمحوا له بذلك. وفى يوم الأربعاء من كل أسبوع تتم دعوة فئة معينة من ذوى الاحتياجات الخاصة لقضاء اليوم مع أسرهم فى هذا الشاطئ. 
 
من خلال هذا المصيف تمكن محمد - 16 سنة - من الذهاب للشاطئ للمرة الأولى فتقول والدته هبة صبحى: "بصراحة قبل ما نعرف الحملة ما كناش بنروح المصيف عشان الأسعار غالية جدًا. أقصى حاجة كنا نروح بحرى عند أبو العباس بس كانت الناس بتضايقه طول الوقت"، وتضيف "بصراحة بيفرح أوى كل ما نروح لأنه طول الوقت قاعد فى البيت مكبوت مافيش حاجة يعملها".
 
ذوى الاحتياجات الخاصة (1)
الأسر تستمتع بيوم على الشاطئ 
 
أما "تيسير رمضان" فهى أم لطفل فى الثالثة عشرة من عمره تعرفت على المصيف المجانى من خلال مدرسته فتقول "فى يوم رجع من المدرسة لقيت مدام هبة سايبة رقمها فى دفتر المراسلات، اتصلت بيها وعرفتنى على الفكرة ومن وقتها بتاخدهم رحلة كل أسبوع للبحر وبيقدموا لهم كمان وجبات سريعة وعصائر خلال اليوم". قبل التعرف على المصيف كانت رحلة "تيسير" إليه تقتصر على صحبة العائلة، وتوضح: أنا منفصلة عن والده وأهلى كانوا يرفضون أن أذهب بالطفلين للشاطئ وحدى وحتى حينما كنا نذهب لم يكن يستمتع لأنه لا يندمج مع باقى الأطفال لكنه فى هذا المصيف نفسيته تكون أفضل كثيرًا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة