د. محمود خليفة يكتب: هبه من الله

الثلاثاء، 07 أغسطس 2018 06:00 م
د. محمود خليفة يكتب: هبه من الله أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟،  قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أبوك) " ،  درست هذا الحديث الشريف في مادة التربية الدينية و أنا بالصف الأول الإبتدائي لكني لم أتفهمه حينها بل و ربما تعجبت منه لكن سبحان الله يوماً بعد يوم و سنةً تلو الأخرى بدأت أُدرك قيمة حديث أشرف المرسلين و تعظيمه من شأن الأم في حياة الفرد المؤمن فهي بمثابة شعاع النور الذي يَدُلك علي طريق الفلاح و الصواب فتجد فيه الدفئ و التنوير وسط بيئة يَسُودها ظلام قاتم فهي حقاً هبه من الله عز وجل .
 
الأم في حياة أبنائها كالمظلة التي تحميهم من أشعة الشمس في ظهر يومٍ شديد الحرارة فهي مهما بلغت من العمر أو تَمَكن منها المرض تجد أول ما يشغل تفكيرها هو حال أبنائها فتنسي مشاكلها و آلامها بمجرد أن تطمئن عن أحوالهم و تَعلم بأنهم بخير و في حال جيد لذا لن و لم تجد من يحنو عليك مثل أمك . كنز في حياتك لا تُقَدر قيمته بأي ثمن تمتلكه أنت الأن لكنك قد لا تعرف قيمته إلا بعد فوات الأوان فربما لأنك فتحت عينيك و أبصرت للدنيا فوجدت أنبل و أجمل معاني الرحمة و الحنان تتجسد في أمك فتجد نفسك لا تبالي بحالها فالأمر بالنسبة لك أصبح إعتيادياً لكن لو تخيلت ذات مرة بأنك إستيقظت من نومك و لم تجدها سواء كنت طفلاً ، شاباً يافعاً أو حتي أب ستندم حينها أشد الندم على كل دقيقة بل لحظة تركتها و إنشغلت عنها لأنها الآن لن نتعود و لن يشفع لك بكاءك بعودتها مُجدداً لذا كل فرد أنعم الله عليه بنعمة الأم في حياته عليه بإدارك قيمتها و رد جزء  و لو بسيط من فضلها عليه و بأن يحمد ربه عز و جل علي وجودها في حياته.
 
الأب أيضاً نعمة كبيرة في حياة الفرد فتجده يتعب و يجتهد في سبيل توفير حياة كريمة و تأمين مستقبل أبنائه أيضا الزوجة لها قيمة كبيرة في حياة زوجها و أسرتها فهي أشبه بعمود الخيمة الذي يعطي الإتزان للأسرة و كذلك الأشقاء خير سند لك في حياتك فكل من ذكرتهم لهم تأثير هام في حياة الفرد لكن التأثير الأهم هو تأثير الأم كما أوصي الرسول الكريم محمد صلي الله عليه و سلم .
 
أخيراً أتمني من الله عز وجل أن يُديم علينا نعمته و يحفظ لنا أمهاتنا و بأن يشفي مرضانا و يرحم أمواتنا فكل من فقد أمه عليه بأن يكون ولداً صالحاً ساعياً إلي الخير و مُتصدقاً باسمها حتي يستجيب الله له و يجمعه بها في جنة الخلد .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة