أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 6 أغسطس 1966.. مؤتمر المبعوثين يوجه انتقادات عنيفة للممارسات السياسية والاقتصادية للنظام فى حضور عبدالناصر

الإثنين، 06 أغسطس 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 6 أغسطس 1966.. مؤتمر المبعوثين يوجه انتقادات عنيفة للممارسات السياسية والاقتصادية للنظام فى حضور عبدالناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زار المشير عبدالحكيم عامر، القائد العام للقوات المسلحة، فرنسا يوم 16 أكتوبر عام 1965، واجتمع بالزعيم الفرنسى ديجول.. استمرت الزيارة خمسة أيام شهدت خلالها حدثا سيقود فيما بعد إلى حدث آخر مهم، يعتبره الكاتب والمفكر سيد ياسين «حدثا تاريخيا فى الحقبة الناصرية».
 
يكشف «ياسين» القصة فى مقاله «العلم والسياسة فى الحقبة الناصرية - الأهرام 7 يناير 2016»، قائلا، إنه أثناء زيارة «عامر» إلى فرنسا قابل وفدا من المبعوثين المصريين إلى فرنسا فى مقر السفارة المصرية فى باريس، وجابهوه بانتقادات شتى للممارسات السياسية والاقتصادية للنظام الناصرى، مما دفعه عقب عودته أن يناقش الموضوع مع الرئيس جمال عبدالناصر، الذى كان حريصا على التواصل مع أجيال الشباب».
 
يؤكد «ياسين» أن ذلك أدى بالرئيس إلى تنظيم مؤتمر للمبعوثين فى جامعة الإسكندرية عام 1966، ويقول: «تم انتخابى للاشتراك مع وفد المبعوثين إلى فرنسا مع «حسام عيسى» و«رشدى راشد» و«حسن حنفى» و«محمود عبدالفضيل» وعدد آخر، واتفقنا على إعداد مجموعة أبحاث لتقديمها إلى القيادة الناصرية، وأعددت بالاشتراك مع «رشدى راشد» دراسة عن البحث العلمى وتطوير التعليم الجامعى».
 
ويشهد «ياسين» أن المؤتمر كان حدثا تاريخيا فى الحقبة الناصرية لأن شباب المبعوثين مارسوا النقد الاجتماعى العنيف بجسارة لبعض الممارسات السياسية والاقتصادية فى حضور الرئيس «جمال عبدالناصر» والمشير عبدالحكيم عامر وعلى صبرى وأنور السادات وغيرهم من القادة السياسيين، ويضيف: «دارت المناقشات طوال أيام ثلاثة واحترم الرئيس عبدالناصر وعده للمبعوثين، بأن تنشر الجرائد القومية الثلاث، الأهرام، الأخبار، الجمهورية كل الحوار الذى دار فى المؤتمر بما فيه الانتقادات العنيفة لممارسات النظام»، ويؤكد «ياسين»: «يمكن القول إنه كان نقدا من داخل النظام وليس من خارجه حرصا على استكمال المسيرة الاشتراكية». 
 
شارك مبعوثون إلى كل الدول الأوربية وأمريكا والاتحاد السوفيتى للحصول على الدكتوراه، وكانوا من كل محافظات مصر، وفى يوم 6 أغسطس «مثل هذا اليوم» 1966، كان لقاؤهم الأول مع عبدالناصر، واستمرت المناقشات معه من الساعة السابعة مساء حتى الحادية عشر والنصف، وتكشف الأسئلة وإجابات عبدالناصر عليها، حسبما جاء فى الأعمال الكاملة لخطب وتصريحات جمال عبدالناصر، من إعداد الدكتورة هدى عبدالناصر، عن آراء نقدية عميقة، فكان هناك حديث من مبعوثين عن «ظهور طبقة جديدة» و«حرية الصحافة والتعبير»، و«الإفراط فى الشعارات»، بالإضافة إلى قضايا أخرى حول ظروف المبعوثين.. قال «رجاء محمد مخاريطة» ويدرس فى أمريكا «علوم سلوكية وإدارة» موجها حديثه للرئيس، إن تسليط الضوء على السلبيات لا يعنى إنكار الإنجازات، وأضاف: «أنا غايب عن البلد بقى لى سنة ونصف، ولما رجعت شفت شعارات كثيرة جدا، كل الأماكن اللى زرناها مليانة شعارات، كل خرم إبرة فيها يافطة مكتوب عليها حاجة زى دا فى كل مكان.. الرجاء اللى عندى إلى قيادات الاتحاد الاشتراكى هو العمل على بلورة هذه المفاهيم فى صورة سلوك، السلوك أولا قبل رفع الشعارات».. أجابه عبدالناصر: «أضم صوتى إلى صوتك».
 
وحين استغرق البعض فى طرح بعض القضايا الخاصة، تحدث أحد المبعوثين، قائلا: «سيادة الرئيس.. أتينا إلى هذا المؤتمر لا نساوم على مصلحة خاصة، زيادة المرتبات أو تخفيض جمرك، ولكن أتينا كمثقفين، بل كمواطنين نسهم معكم فى وضع المشاكل العامة لا المشاكل الخاصة، حتى وإن كان لنا مشاكل خاصة فإنها يجب أن توضع فى إطار المشاكل العامة، خاصة فى خطط التنمية.. لقد قاسينا طوال هذا المؤتمر من زيادة بعض العناصر اليمينية بل والرجعية التى تحاول إيقاف كل تيار تقدمى لتحويل المؤتمر إلى ساحة مساومات على المصالح الشخصية، وعلى المطالبة بزيادة الأجور.. سيدى الرئيس.. إن الفكرة الأساسية لهذا المؤتمر هى عندما زار المشير عبدالحكيم عامر فرنسا، وضعت أسئلة أمامه تخص بناء الجمهورية العربية المتحدة، سؤال خاص بالاتحاد الاشتراكى والتنظيم السياسى للجمهورية، والسؤال الثانى كان خاصا بالطبقات التى لها خطرها الدامل، طبقة التكنوقراط وطبقة الإداريين، وكل الفئات التى لها فئات طبقية، والسؤال الثالث خاص بالحريات السياسية، والمطالبة بحق النقد وليس انتظارا للتعليمات».
 
أضاف «المبعوث»: «إن فكرة المؤتمر هى المشاركة معكم فى الحلول التى ممكن أن تؤدى إلى حلول فى المشاكل العامة.. نحن مع العمال والفلاحين كطليعة ثورية المثقفين، والسؤال الوحيد هو، أن هناك فئات عازلة فعلية وصلت إلى مراكز القرارات، وعندما ننفذ كل قرار.. يعنى المضمون الثورى للقرار تحاول أن تفضيه من نفسه، وتطبقه بطريقة إدارية محضة، وتحاول أيضا السيطرة على التنظيم السياسى، وتحجب كل اتجاه تقدمى، وتحاول أن تقف عقبة فى سبيل الاتصال المباشر بين القيادة الثورية وبين الشعب، ونطلب من سيادتكم عقد مؤتمر عام للمثقفين يدرسون مع سيادتكم فيه المشاكل العامة ويؤكدون أن المثقفين ثوريين، كما قلتم هم طليعة الشعب».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة