إن خوف بعض كتاب اليوم من ظهور أقلام أخرى شبابية صاعدة، من أن تأخذ مكانتهم فى الساحة الأدبية، تجدهم يحاولون بكل ما أتوا من قوة أن يقبروهم فى مهدهم قبل أن يبرزوا، فبالنسبة لهم ظهور مبدعين آخرين سوف يمحيهم من ذاكرة الناس، ومحبى الأدب والمهتمين بالثقافة، فتجدهم ينتقدونهم نقدا لاذعا وغير مبرر فى كثير من الأحيان متناسيين أن ذلك يشتتهم ويحبطهم وهم فى بداية المشوار، فى حين كان من واجبهم أن يهتموا بهم ويساعدونهم ويرعونهم ليكون انتاجهم أفضل، وبذلك ويحافظون على مكانتهم كأساتذة كبار، فالمبدع الأصيل لا خوف عليه مادام يكتب .
إن هذه الكوكبة من الكتاب المحترمين، يصنفون فى خانة الكتاب المتميزين ،لأنهم يعلمون بأن كتاباتهم هى النبراس الحقيقى للجيل الصاعد، لأنها ترقى بهم وبالشباب إلى مستوى الابداع الحقيقى النابع من الذات الإنسانية، فهم يؤمنون بقوة ما ينتجونه فلا يضرّهم بروز أقلام جديدة للساحة بل بالعكس فهم يدعمونها دائما ويفرحون، ويعرّفون بها، ويرشدونها، إلا أن هناك بعض الكتاب وهم قلّة ممن يسعون جاهدين لكسر قلم مبدع وهم بذلك يكسرون أنفسهم وهم لا يشعرون.
إن المبدعين اليوم خاصة فى مجال الكتابة، يحتاجون فقط للرعاية، وكما قال الروائى والأديب الجزائرى عبد الرزاق بوكبة بمعنى الحديث "نحن اليوم أمام جيل مبدع، لكنه غير مؤطر، والتأطير هنا ليس التعليب الأيديولوجى والسياسي، لكن الرعاية من البيت إلى المدرسة إلى الشارع.."، نعم اليوم الجزائر تزخر بالعديد من الطاقات الإبداعية وعلى الخصوص فى مجال الكتابة، هيفقط تحتاج للرعاية من أيادٍ رزينة فى هذا المجال، ودعم من أجل إظهار أعمالهم، والبروز لهذه الساحة، ليمدوا ما لديهم ويفجروا طاقاتهم.
فماذا سينقص أو يضر إذا أخذت بأيد أحد المبدعين الناشئين، لا شيء بالعكس ستكون إضافة أخرى، وحينها تكون ضربت عصفورين بحجر، أعنت فى نشوءقلم آخر للأدب، وطبّقت قول الرسول ص، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وتكون أنت أديت مهمتك كإنسان وكأديب أو ناقد...، أمّ الخوف فهو سيكون سلاح ضدك، وتكون أنت خسرت فقط، أمّ الذى يكتب ولم يستسلم لا خوف عليه مادام يكتب، الخوف عليه فقط من الضياع، وترك القلم، لكنيبرر البعض موقفهم من نقد قاصٍ لمثل هذه المواهب، بتحضيره وتوجيه من أجل الدخول إلى هذا العالم الأدبي، وتهيئته ليتلاءم مع جوّه، لكن لماذا لا يكون تحضيرك لهذا بالحسنى؟ أليس أحسن وأفضل؟ من حسن حظي، والذى أشكر الله عليه دائما وأبدا هو أنه أحاطنى بأساتذة مبدعين وموّجهين، كان لهم الفضل فى دخولى لهذا العالم.لأن مهمة الكاتب، لا تقتصر على الكتابة أو النقد فقط، وإنما على الأخذ بالأياديالشابة أيضا.
أيها الكتاب المحترمين لاتخشوا الأقلام الجديدة، فالكتاب اليوم يؤمنون بقدراتهم فلا خوف عليهم وهم يكتبون..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة