فى ذكرى رحيله.. الشاعر والمسرحى لوبى من تعدد العلاقات إلى الرهبنة

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018 04:00 ص
فى ذكرى رحيله.. الشاعر والمسرحى لوبى من تعدد العلاقات إلى الرهبنة فيلكس لوبى دى فيغا
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فيلكس لوبى دى فيغا إى كاربيو أو كما أطلقوا عليه آنذاك عنقاء العباقرة ووحش الطبيعة واحد من أهم الشعراء والكتاب المسرحيين فى العصر الذهبى الإسبانى، والذى تحل اليوم ذكرى رحيله حيث رحل فى مثل هذا اليوم من عام 1635 م.

كاريبو ينتمى لعائلة متواضعة كان والده يعمل يعمل مطرزًا، وبدأ موهبة كاريبو تظهر منذ صغره فعندما كان فى سن الخامسة تعلم قراءة اللغة اللاتينية والقشتالية، وعندما بلغ الثانية عشر من عمره توجه لكتابة المسرحيات.

تمتع كاريبو بموهبة شعرية متميزة جعلته يلتحق بمدرسة الشعراء والموسيقى فى مدريد، ثم درس بعد ذلك فى جامعة ألكلا دى إناريس فى الفترة من عام " 1577 وحتى 1581"، ولكن لم يحصل على شهادته، ويرجع البعض ذلك ربما بسبب سلوكه غير المنضبط وعشقه للنساء، وتم تجنيده فى عام 1583 بأوامر من صديقه المستقبلى السيد ألبارو دى باثان، ماركيز دى سانتاكروث، فى القوات البحرية للقتال فى معركة بونتية ديلغادا على جزيرة تيرثيرا ضد البرتغال، وبعدها قام بكتابة مسرحية موجهة لابن الماركيز.

بدأ بدراسة علم الصرف والنحو بصحبة رجال الدين وعلم الرياضيات فى الأكاديمية الملكية وخدم كوزير للماركيز دى لاس ناباس، وبالرغم من المناصب التى شغلها إلا أن هذا لم يمنعه من الاستمرار بعلاقاته العاطفية، وكان أول علاقة له مع إيلينا دى أوسوريو وكانت منفصلة عن زوجها الممثل كريستوبال كالديرون، كرس لوبى العديد من مسرحياته ليتم عرضها فى المسرح الذى يملكه والد عشيقته المؤلف خيرونيمو باليثكيث.

ولكن سرعان ما انتهت تلك العلاقة بعد موافقة إيلين فى العام 1587، من دون اعتراض، على إقامة علاقة مع النبيل فرانشسكو بيرينوت جرانبيلا، وهو ابن شقيق الكاردينال جرانبيلا، فقام لوبى دى فيغا بالتشهير بها وبعائلتها ووجه ضدها إهانات شفوية على شكل شعر كانت سبباّ فى نفيه فيما بعد، ومنها: "من يرغب باقتناء حسناء.. هل من مشتري؟ هذا المزاد فى العراء.. أباها هو البائع، أمها هى السمسار.. والصمت يخيم على المار". ونتيجة لذلك تم إرساله للسجن بحكم قضائى، وبعد الطعن تم عقد جلسة قضائية ثانية وبموجب الحكم تم نفيه لمدة 8 سنوات من البلاط الملكى وسنتين فى مملكة قشتالة، مع التهديد بالقتل فى حالة عصيانه للحكم.

وبعد ذلك أحب لوبى إلينا أوسوريو، ثم بعدها فى حب إيزابيل دى ألديريتيه دى أوربينا، ابنة رسام الملك دييجو دى أوربينا، وتزوجها فى فى عام 1588 بعد أن اختطفها طواعية، وعاش معها فى فالنسيا وهناك تابع كتابة الدراما حيث تعلم الجمع بين حبكتين دراميتين فى عمل درامى واحد، وذلك من خلال حضوره لعدة جلسات للتجمعات الأدبية.

وبعد اتمامه عقوبة النفى لمدة 8 سنوات عاد إلى مدريد، وفى السنة التالية، تمت محاكمته بسبب علاقة فعلية مع الممثلة الأرملة أنطونيا ترييو، وفى 1598 تزوج من خوانا دى جواردو، ابنة مورد لحوم ثرى إلى البلاط، فعرضه لسخرية مختلف النوابغ مثل لويس دى جونجورا، فعلى ما يبدو كانت امرأة مبتذلة، وظن الجميع أن لوبى قد تزوجها بسبب المال لأن الحب لم ينقصه، وكان يأتى ويذهب إلى طليطلة حيث كان له عشيقات مثل الممثلة ميكايلا دى لوخان.

وأحب بعد ذلك الممثلة ميكايلا دى لوخان، وهى ذاتها "سيليا" أو "كاميلا لوسيندا" فى قصائده، كانت امرأة جميلة، لكنها غير متعلمة ومتزوجة، حافظ على علاقته بها حتى عام 1608، لسنوات عديدة تردد خلالها لوبى بين عدد غير معروف من العشيقات معظمهن ممثلات، من بينهن خيرونيما دى بورغس، وماريا دى أراغون.

مر لوبى مراحل قاسية فى حياته جعله يدخل فى عالم الكهنوت، حيث رحل أهم أقاربه، وهو ما ألهمه كتابة "القوافى المقدسة" والعديد من الأعمال التعبدية، وكانت السيدة خوانا دى جواردو تعانى من أمراض متكررة، وفى عام 1612 توفى كارلوس فيليكس من الحمى، وبعدها توفيت خوانا دى جواردو وهى تلد فيليثيانا، وهذه المصائب أثرت عاطفياً على لوبي، فقرر أن يُرسم كاهناً.

وفى سنواته الأخيرة من حياته وقع لوبى دى فيغا فى حب مارتا دى نيباريس وكانت امرأة فى غاية الجمال ذات عيون خضراء اللون كما يصرح لوبى فى قصائده التى نظمها داعيا إياها "أمارلس" أو "مارثيا ليوناردا"، وكذلك فى "الروايات" التى أهداها إياها. ويمكن اعتبار ذلك "انتهاك للحرمات" بصفته كاهن.

اهتم لوبى فى هذه فترة من حياته بالشعر الكوميدى والفلسفى على وجه الخصوص، مقلداً الشاعر الهيتيرونيمو الساخر توميه دى بورغيوس متفكراً فى الشيخوخة والشباب الطائش حيث كتب قصائد الرومانس وأشهرها المعنونة "السلال".

وبالرغم من التكريمات التى حصل عليها لوبى من الملك والبابا إلا أن السنوات الأخيرة من حياته كانت بائسة؛ فقد عانى من عودة مارتا كفيفة من جديد عام 1626 ومن موتها مجنونة عام 1628، وكذلك غرق ابنه لوبى فيليكس، وهو من "ميكايلا دى لوخان"، واختطفت ابنته الحبيبة انتونيا كلارا من قبل نبيل كان صديقا لها ملقب بـ تينوريو فيليثيانا، وكان لديه ابنة شرعية واحدة أصبحت راهبة تدعى مارثيلا وهى الوحيدة التى بقيت على قيد الحياة، وابنه النقيب لويس انتونيو دى فيغا الذى توفى فى ميلان فى خدمة لملك.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة