كريم عبد السلام

جون ماكين.. كابتن أمريكا عدو ترامب

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حتى بعد وفاته، أصبح السيناتور جون ماكين الذى يعتبره كثيرون التجسيد الواقعى لشخصية كابتن أمريكا السينمائية، مصدر قلق وتوتراً لترامب، فهو بطل البحرية الأمريكية والطيار صاحب البطولات والأوسمة فى حرب فييتنام، وصاحب القصص الخارقة فى الحرب، تم أسره بعد إسقاط طائرته، وقضى خمس سنوات فى الأسر وعاد شامخا محملا بالأوسمة، ليخوض غمار السياسة مدافعا عن القيم الأمريكية.
 
السيناتور ماكين الذى خاض الانتخابات الرئاسية مرتين أمام جورج دبليو بوش وباراك أوباما وعجز عن دخول البيت الأبيض، ظل واحدا من أشرس المهاجمين لسياسات ترامب ولشخصيته أيضا، فهو أبرز منتقدى توجه ترامب تجاه المهاجرين، كما سحب تأييده الحزبى له بعد افتضاح علاقات ترامب النسائية، ووصل فى هجومه إلى أنه أشرف بنفسه على ترتيبات جنازته بعد معرفته باقتراب وفاته جراء سرطان المخ، ووجه الدعوات إلى من يريد أن يحضروا جنازته، ومن بينهم مايك بنس نائب الرئيس، لكنه أوصى بألا يحضر ترامب الجنازة، فى ضربة بالغة القسوة والسخرية من ترامب المحاصر بدعوات العزل واتهامات خرق قانون الانتخابات.
 
وفى المقابل لم يصمت ترامب على هجمات ماكين، بل كان دائم الاستخفاف بالتاريخ العسكرى للسيناتور ماكين، ووصل فى سخريته إلى مهاجمة آلاف الأمريكيين الذين وقعوا فى الأسر خلال حرب فيتنام، قائلا: إنه يفضل الأبطال القادرين على الانتصار لا الذين يقعون فى الأسر، فى إشارة منه إلى ما تعرض له ماكين أثناء الحرب الأكثر دموية وإيلاما للشعب الأمريكى، لكن تلك التصريحات وغيرها لم تمثل الدفاع الناجح لترامب فى مواجهة ماكين، بل أضافت إلى رصيد السيناتور الجمهورى البارز، أو كابتن أمريكا، لأن مستشارى ترامب فيما يبدو لم يحذروه من مغبة الاستهانة بالتضحيات الأمريكية فى حرب فيتنام التى مازالت جرحا مفتوحا حتى الآن.
 
لم يكن غريبا إذن أن يعتبر سياسيون بارزون وكتاب ومحللون أن الولايات المتحدة فقدت بوفاة ماكين نموذجا للرئيس الذى تحتاجه البلاد إلى شخصيته وتاريخه وسماته القيادية وانحيازه، إلى كل ما يميز أمريكا البيضاء المحافظة، وفى الوقت نفسه المتعددة العرقيات والمنفتحة على العالم، كما يعتبرون ترامب النموذج المضاد الذى يتصف بمجموعة سلبيات تجعل منه واحدا من أسوأ الرؤساء الذين عبروا على البيت الأبيض، بل إن بعضهم يبالغ ربما ويعتبر الولايات المتحدة بلا رئيس، مع وجود من يسمونه بالشخصية الديماجوجية الحالية.
 
ومثلما كان ماكين وترامب يتبادلان الضربات والهجمات، منذ أن أعلن ترامب عزمه على الترشح للانتخابات، أصر ماكين أن يوجه ضربته الأخيرة وهو فى تابوته بعد وفاته بإبعاده عن حضور جنازته، ليظل محورا للحديث والسخرية فى الأوساط السياسية، وفى المقابل تواردت الأنباء عن إصدار ترامب أوامره بعدم الثناء على ماكين داخل البيت الأبيض مطلقا مهما كان السياق متعلقا به، ولو كان الأمر بيده لمنع الإجراءات البرتوكولية التى اقتضت تنكيس العلم الأمريكى وضرورة الإدلاء بتصريح يعزى فيه أسرة عدوه اللدود، ويبرز خسارة أمريكا بفقده.
 
ومع ذلك، حرص ترامب على مواجهة توصية ماكين باستبعاده من حضور جنازته، بالتقليل من أهمية الحدث، والظهور فى مناسبات متعددة وهو يلعب الجولف، أو وهو يقضى وقته بمرح، بينما كبار السياسيين الأمريكيين يعبرون عن حزنهم وألمهم بفقدان الرجل الذى وضع المبدأ قبل السياسة، على حد تعبير رئيس مجلس النواب الأمريكى، بول ريان.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة