أسبوع نجيب محفوظ.. قصة حب أديب نوبل ومعركته بسبب الست أم كلثوم

السبت، 25 أغسطس 2018 07:00 م
أسبوع نجيب محفوظ.. قصة حب أديب نوبل ومعركته بسبب الست أم كلثوم نجيب محفوظ وأم كلثوم والأستاذ هيكل
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- أديب نوبل لم يترك حفلة لكوكب الشرق إلا وحضرها

- حينما أعجبت أم كلثوم بأدب نجيب محفوظ قال لأصدقائه: ماذا يستطيع إنسان أن يفعل تجاه إحساسه بأنه أسعد مصدر سعادته

- حكايات نجيب محفوظ مع حفلات الست أم كلثوم.. كان يجلس فى الصف الثالث ويستعد للحفل قبلها بـ 3 ساعات

- قال نجيب محفوظ عن أم كلثوم: عندها "كاريزما" وسرعة بديهة وبنت نكتة وبنت بلد من الطراز الأول
 

كان نجيب محفوظ، الذى تمر ذكرى رحيله الـ12 هذا الأسبوع، متذوقا للفن والموسيقى مثلما كان متذوقا للأدب، وفى العشرينيات من القرن الماضى، كانت الست منيرة المهدية متربعة على عرش الغناء، وكان عشق أديب نوبل نجيب محفوظ للست منيرة المهدية لا يوصف، حتى أن هذه الحالة من العشق دفعته للمشاجرة الكلامية مع أحد الأصدقاء حينما تصادف تواجدهما فى إحدى المقاهى، وقال صديقه إن صوت أم كلثوم أفضل بكثير من صوت منيرة المهدية، فما كان من أديب الحارة المصرية إلا أن تعصب لعشقه تماما مثل "عصبية" تشجيع الأهلى والزمالك.

لم يكن نجيب محفوظ يدرك وهو يتعصب لعشقه ولصوت منيرة المهدية، أنه سيقع فى عشق أم كلثوم، ففى مقال للكاتب يوسف القعيد، نشر فى عام 2015، تحدث فيه عن ذكريات أديب نوبل الذى خصص يوم الخميس لحضور حفلات أم كلثوم، والتى كانت تقام فى مسرح "جوزيه" أو "سانتى" في شارع عماد الدين، وكان ثمن تذكرة حفل أم كلثوم فى ذلك الوقت أغلى من تذكرة محمد عبد الوهاب، حيث كانت تباع بـ 20 قرشا فى حين أن تذكرة عبد الوهاب بـ 15 قرشا، وفى السوق السوداء كان ثمن تذكرة أم كثلوم أغلى من عبد الوهاب أيضا، أم كلثوم بـ 23 قرشا وعبد الوهاب بـ 18 قرشا.

 

طقوس نجيب محفوظ لحضور حفلات أم كلثوم

كانت طقوس نجيب محفوظ لحضور حفل أم كلثوم تكلفه 50 قرشا، وهو لا شك كان مبلغا كبيرا فى ذلك الوقت، وكانت طقوس السهرة تبدأ من مقاهى منطقة العتبة الخضراء، ثم الذهاب إلى المسرح، والخروج إلى حى الحسين لتناول العشاء فى مطعم الدهان، والشاى والشيشة فى مقهى الفيشاوى، والذى اكتسب شهرته من زيارات نجيب محفوظ، ثم العودة إلى منزله.

 

ذكريات نجيب محفوظ مع أم كلثوم

من الذكريات التى رواها نجيب محفوظ للكاتب يوسف القعيد عن حفلات أم كلثوم، هو أنه فى هذه الحفلات كانت هناك فئة من الناس لديها حق على أم كلثوم، وهم من نطلق عليهم "السمعية"، وكان من أشهرهم المعلم "حكشة" وكان جزارا، وكانت حقوقه على أم كلثوم مميزة جدًا.

فى عام 1936 كان المعلم "حكشة" واحدًا من جمهور حفل أم كلثوم، وأثناء الحفلة، ذهب صديقنا فى غفوة من النوم أثناء غناء الست، وفى هذه الليلة كانت أم كلثوم تغنى من كلمات الشاعر أحمد رامى وألحان الموسيقار رياض السنباطى وتقول "النوم يداعب جفون حبيبى"، فلما صحى المعلم "حكشة" نادى عليها وقال لها: "تانى يا ست علشان اللى كانوا نايمين"، فعادت له المقطع من البداية، وفى حفلة ثانية كان المعلم "حكشة" من بين الجالسين فى الصفوف الأخيرة، فنادى على الست وطلب منها إعادة الكوبليه "علشان الناس اللى قاعدة بعيد"، وعادت له المقطع.

نجيب محفوظ بجوار أم كلثوم فى حفل عيد ميلاده
 

لم يغب نجيب محفوظ عن حفلات الست أم كلثوم منذ أن وقع فى غرامها، فكانت حفلات أم كلثوم فى يوم الخميس بالنسبة إليه مثل المناسبات والأعياد الرسمية، ليأخذ لنفسه إجازة من الكتابة والقراءة.

كان نجيب محفوظ دائما ما يجلس في الصف الرابع أو الخامس لأن الصفوف الثلاثة الأولى من المسرح كانت مخصصة للمقربين من أم كلثوم، ولعشقه بأم كلثوم استخدم نجيب محفوظ أغنيات كثيرة للست فى رواياته مثل "خان الخليلى" و"بداية ونهاية"، و"السراب" و"الثلاثية"، و"ميرامار".

وعلى الرغم من حالة العشق هذه إلا أن نجيب محفوظ لم ير أم كلثوم إلا مرة واحدة فى حياته، سلم عليها يدا بيد، فى الصورة الشهيرة التى تجمع بينهما، وكان ذلك في حفل عيد ميلاده، الذى نظمته مؤسسة الأهرام آنذاك وقامت بدعوة الست أم كلثوم وكوكبة من الكتاب من بينهم توفيق الحكيم، وإحسان عبد القدوس، ويوسف السباعى، ويوسف إدريس.

كانت حفلة عيد ميلاد نجيب محفوظ فكرة أستاذنا محمد حسنين هيكل، وهو من قام بدعوة أم كلثوم، وعلى الرغم من أنها لم تغن في الحفلة، إلا أن عمنا نجيب محفوظ قال ليوسف القعيد إنه كان عندها "كاريزما" وسرعة بديهة وبنت نكتة وبنت بلد من الطراز الأول.

ام كلثوم بجوار نجيب محفوظ
 

وفى حوار نشرته مجلة نصف الدنيا عام 2004 قال نجيب محفوظ إنه لما التقى الست في حفلة عيد ميلاده وعبرت له عن إعجابه برواياته وقصصه، قال لأصدقائه: إذا كانت كتاباتي قد أسعدت أم كلثوم فماذا يستطيع إنسان أن يفعل إزاء إحساسه بأنه أسعد مصدر سعادته.

عاش نجيب محفوظ 31 عاما بعد رحيل أم كلثوم في 1975 ظل على إخلاصه وعشقه للست وكان إذا سمع صوتها يتمايل طربا، وذات مرة اصطحب المخرج الراحل توفيق صالح أديب نوبل نجيب محفوظ في سيارته بضواحي القاهرة، ووضع شريط أم كلثوم في كاسيت السيارة، ورغم عدم قدرة محفوظ على الاستماع الدقيق، إلا أنه كان يتمايل مع غنائها.

كان نجيب محفوظ إذا ما سئل عن رأيه فى صوت أم كلثوم يقول: "صوت الست مالوش مثيل وأى مقارنة بين صوتها وبين أى أصوات تانية هو نوع من الجمود، لأنه ممكن تقول فى صوت أسمهان وليلى مراد ما تشاء إلا أن تقارنهم بصوت أم كلثوم.. فهى صاحبة حنجرة كاملة المراتب وصوت عذب مرن مقتدر يمتاز بمزايا النفيس من قوة وحنان وجلجلة وعذوبة وطول نفس ونفاذ وتأثير يصنع هالة تحيط بك لما تسمعه". 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة