فى عيد الأضحى يكون مشهد أفراد العائلة المجتمعين لمتابعة ذبح الأضحية ثم تقطيعها وتوزيعها هو المشهد الأبرز خلال اليوم، إلا أن البعض قرروا أن يغيروا قليلاً فى تفاصيل هذا المشهد، وأن يكون عشرات الفقراء فى بعض القرى الأفريقية هم العائلة المجتمعة لمتابعة الذبح بينما يتراجعون هم قليلاً ويشاهدون فرحتهم بالأضحية عبر فيديو يصلهم عبر "فيس بوك" محملاً بمشاعر الامتنان والفرحة.

مقطع من فيديو لذبح أضحية فى أفريقيا
صورة لواحدة من هذه الولائم المقامة على شرف أضحية تبرع بها مصريون لإحدى القرى الفقيرة فى أفريقيا كانت كفيلة بإقناع جومانا عبد الله بأن تحتفل بعيد الأضحى بطريقة مختلفة وتوكل من يذبح لها الأضحية فى واحدة من هذه القرى، وتحكى لـ"اليوم السابع": من عامين تقريبًا رأيت صورة لوليمة أقيمت من ذبيحة تبرع بها مصريون هناك وشاهدت الأطفال يأكلون طعامًا وقع على الأرض واختلط بالتراب من شدة جوعهم، ولاحظت جسمهم وضعفهم الشديد من قلة الأقل، لهذا قررت أن تكون أضحيتى هناك.

أطفال أفارقة مجتمعون على طبق طعام
عن طريق فيس بوك نجحت "جومانا" فى التواصل مع مصرى يتولى توصيل النقود إلى وكيل فى هذه القرى وتقول: هو شخص أمين جدًا، ويرسل لصاحب الأضحية فيديو مذكور فيه اسمه، ويتم الذبح أمامنا فى الفيديو بالتالى لا مجال لأى نصب.
أما عن مشاعرها بهذه الأضحية فتقول "إحساسى بيها إنها خالصة لله من غير رياء، محدش فى أهلى يعرف إنى دبحت هناك فمش هيدخل فيها ذرة شك إنى ذبحت علشان يقولوا إنى بدبح".
وإلى جانب الجهود الفردية لأشخاص يتولون مهمة توصيل تكاليف الأضحية، تقدم العديد من الجمعيات الخيرية هذه الخدمة وتبدأ أسعار الأضحية من 600 جنيه للماعز و1000 جنيه للخروف و6 آلاف للعجل. وتستهدف هذه الجمعيات إطعام المسلمين فى عدة دول أفريقية أبرزها أوغاندا ومالاوى وبنين بوروندى.

أسعار حددتها إحدى الجمعيات الخيرية للأضاحى فى أفريقيا
وعن تجربته فى التبرع بذبيحة لفقراء مالاوى يحكى سامى سمير الطبيب المصرى المقيم فى المملكة العربية السعودية لـ"اليوم السابع": "عرفت الفكرة عن طريق صديق لى من المنصورة، كنت بصدد تحويل أموال لمصر لعمل عقيقة لابنتى وأخبرته بذلك فقال لى إن بعض دول أفريقيا فيها ناس فقيرة وتحتاج أكثر، وأرسل لى رقم شخص على اتصال بهم هناك فكلمته وتمت عملية الذبح وأرسل لى الفيديو.
لن يضحى "سامى" هذا العام لأنه ينوى الحج ولكنه يقول: "لو كنت هضحى كانت أول حاجة هعملها هناك، لأنها حاجة كويسة جدًا إنك تحسى بالناس دى، وإن ناس محتاجين جدًا يدعولك"، ويضيف: "التجربة جميلة وممتعة وإحساس جديد".
يرى "سامى" أيضًا أن اتجاه البعض لهذه الفكرة لقلة تكاليفها مقارنة بتكلفة الأضحية فى مصر ليست عيبًا ويقول "مافيهاش حاجة لو بفرق السعر أسعدنا ناس تحت خط الفقر، سعر الخروف فى مصر يشترى 3 فى مالاوى والعجل فى مصر يشترى 3 فى مالاوى" ويضيف ميزة أخرى "هى صدقة خفية لا يعلمها إلا الله، هناك لا يعرفوا من أرسلها إلا اسمه فقط وربنا يتقبل".
فكرة إسعاد عدد أكبر من الناس أيضًا كانت الدافع لـ عماد الدكرورى لتجربة ذبح الأضحية فى إحدى قرى أفريقيا ويقول "متعود أضحى كل سنة ولو حتى بالسبع فى بقرة، وطبعًا يكون إحساس مفرح جدًا، ولكن سمعت أن الناس فى أفريقيا محتاجة جدًا والبقرة عندهم بـ7 آلاف جنيه، بثمن الاشتراك بالربع فى بقرة فوجدت أن الأفضل ذبح بقرة كاملة خاصة أنها لوجه الله.

ذبح أضحية لأحد المصريين وورقة تحمل اسمه