فى ذكرى ميلاده الـ130.. محمد حسين هيكل جمع بين الأدب والسياسة

الإثنين، 20 أغسطس 2018 12:00 م
فى ذكرى ميلاده الـ130.. محمد حسين هيكل جمع بين الأدب والسياسة محمد حسين هيكل
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كاتب متميز ورجل سياسى مخضرم، تولى العديد من المناصب السياسية فى مختلف الحكومات، وتميز بكتاباته فأصبح أحد المؤثرين فى عالم الأدب والسياسة، وهو محمد حسين هيكل، الذى تحل علينا اليوم ذكرى ميلاده الـ130، حيث ولد فى 20 أغسطس 1888م.

محمد حسين هيكل شاعر وأديب وسياسى مصرى، من أبناء قرية كفر غنام بمدينة المنصورة، درس القانون فى مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة وتخرج فيها عام 1909م، ثم حصل على درجة الدكتوراه فى الحقوق من جامعة السوربون بفرنسا سنة 1912م.

عمل محمد حسين هيكل فى المحامأة لمدة 10 سنوات، كما عمل يالصحافة، وأصبح عضوًا فى لجنة الثلاثين والتى وضعت أول دستور صدر فى مصر "دستور 1923"، وفقاً لتصريح 28 فبراير 1922م.

عين هيكل فى رئاسة تحرير جريدة أسبوعية عرفت باسم السياسة الأسبوعية التابعة لحزب الأحدرار الدستوريين عام 1926م، ثم اختير وزيراً للمعارف فى الوزارة التى شكلها محمد محمود عام 1938م، ولكن تلك الحكومة استقالت بعد مدة، إلا أنه عاد وزيراً للمعارف مرة ثانية سنة 1940م في وزارة حسين سرى، وظل بها حتى عام 1942م، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى في عام 1944م، وأضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية سنة 1945م.

وفى عام 1941م وخلال تولية حقيبة المعارف، اختير سنة 1941م نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب سنة 1943م، وظلَّ رئيساً له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، وتولى رئاسة مجلس الشيوخ سنة 1945م وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعى حتى يونيو 1950م، حيث أصدرت حكومة الوفد المراسيم الشهيرة التى أدت إلى إخراج هيكل وكثير من أعضاء المعارضة من المجلس نتيجة الاستجوابات التى قدمت في المجلس وناقشت اتهامات وجهت لكريم ثابت أحد مستشارى الملك فاروق. تولى أيضاً تمثيل السعودية فى التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945م، كما رأس وفد مصر فى الأمم المتحدة أكثر من مرة.

وللراحل محمد حسين هيكل عدة مؤلفات إبداعية منها :

رواية زينب

"زينب" وهى أول رواية كتبها الراحل محمد حسين هيكل، وتدور أحداثها حول بؤس الحياة فى الريف والذى ينشئ من إنكار أهل الريف لمتطلبات القلب البشرى ووقوفهم أمام علاقة الحب وعدم اعترافهم بها وبشرعيتها ويتمثل هذا فى شخصية "زينب" والتى نبعت مأساتها من نفس المنبع الذى نبعت منه مأساة "حامد" فهى فتاة رائعة الجمال يجعل منها المؤلف كزهرة متفتحة وكأنها لوحة من لوحات الطبيعة وتلك الزهرة لا ينقصها إلا أن تجد من يقاسمها سعادتها، كما ترصد الرواية التعبير عن حب المؤلف لوطنه وإعجابه الكبير بجمال ريف بلاده ويتمثل هذا الجزء فى الرواية فى وصف الطبيعة، التى تشغل المساحة الأكبر ونظرا لأن هيكل متأثر بموقف الرومانسيين فقد حرص على وصف الريف وصفا مستوعبا شاملا وبأسلوب جميل وشاعرى.

رواية زينب
رواية زينب

 

كتاب "فى منزل الوحى"

قدم الراحل محمد حسين هيكل من خلال كتابه وثيقة تاريخية وأدبية فريدة فى أسلوبها، عظيمة فى أثرها، غنية ووفيره بما تحمله من معانٍ كثيرة، وروحانيات عالية، تسمو بالنفس لتطوف بها حيث طاف النبى وصحبه، ويحمل لنا كثيرًا من المعانى التى جاشت فى خاطره أثناء زيارته لمهبط الوحى وموطن الرسالة المُحمدية، فكانت خواطر مليئة بالإيمان تبحر بنا فى أعماق الماضى بصورة حديثة.

فى منزل الوحى
فى منزل الوحى

"الإيمان والمعرفة والفلسفة"

يستعرض فيه المؤلف الاستقطاب التاريخى القائم بين رجال العلم والدين، حيث يرجع الخلاف التقليدى بين هذين الفريقين إلى منطلقات منهج النظر، فالفريق الأول ينطلق من أسس تجريبية حسية، بينما الفريق الثانى ينطلق من أسس ميتافيزيقية غيبية، ويحاول "هيكل" من خلال هذا العمل تجاوز التعارض القائم بين الفريقين، فالدين والعلم متكاملان، فعلى الرغم من أن العلم يوسع من رقعة المعلوم إلا أنه يزيد فى المقابل من رقعة المجهول أضعافًا مضاعفة، لذلك يبقى العلم قاصرًا عن الوصول للرؤية الكلية والنهائية التى يمدنا بها الدين.

الإيمان والمعرفة والفلسفة
الإيمان والمعرفة والفلسفة

 

"مذكرات فى السياسة المصرية"

أودع الدكتور هيكل الأجزاء الثلاثة من مذكراته فى السياسة المصرية خلاصة تجربته السياسية على مدى أربعين عاما "1912 -1952" شارك فى معظمها فى صنع السياسة المصرية ومعالجة قضاياها، والكتاب يتألف من عشرة فصول تتضافر فيما بينها فى رسم صورة رائعة لمصر ما قبل يوليو بعيدا عن الضبابية والتعتيم التى غلبت على سير أخرى كثيرة تناولت هذه الفترة، فهو فى هذه المذكرات لا يروى سيرته كشخصية فذة فحسب، بل يروى كذلك مسيرة وطن.

 

مذكرات فى السياسة المصرية
مذكرات فى السياسة المصرية

 

 رواية "هكذا خلقت"

رواية واقعية لمحمد حسين هيكل، عبر فيها عن فكرته بقوة ومهارة فائقتين، كتب هذه الرواية فى أواخر عمره، لذا فهى تمثل آخر ما وصل إليه فكره وإبداعه، فبدأها بمقدمة قال فيها إن البطلة موضوع المأساة قد وضعت بين يديه مخطوطة، تتناول فيها أحداث حياتها، وتناقش الرواية أمورا أخرى مهمة وأن تطرح قضايا ما زالت موضع الاهتمام حتى اليوم، والتى تتصل بحياة المرأة فى المجتمع مثل الحجاب والسفور أو بقاؤها فى البيت وعنايتها بتربية أولادها أو انقطاعها عن الدراسة، بالإضافة لمشاركتها فى الحياة العملية وغيرها من القضايا التى أسهب المؤلف فى شرحها على لسان البطلة أو غيرها من الأشخاص.

 

هكذا خلقت
هكذا خلقت

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة