بعد سيطرته على الحكم.. اليمين المتطرف يعيد تشكيل الخريطة السياسية فى أوروبا.. مداهمة مكاتب وكالة الأستخبارات فى النمسا يثير تحدى جديد للقارة العجوز.. الأجهزة الحليفة تجمد التعاون مع فيينا خوفا على أسرارها

السبت، 18 أغسطس 2018 09:00 م
بعد سيطرته على الحكم.. اليمين المتطرف يعيد تشكيل الخريطة السياسية فى أوروبا.. مداهمة مكاتب وكالة الأستخبارات فى النمسا يثير تحدى جديد للقارة العجوز.. الأجهزة الحليفة تجمد التعاون مع فيينا خوفا على أسرارها سباستيان كورتيس رئيس وزراء النمسا
كتبت: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى تحرك محفوف بالمخاطر، قامت الحكومة اليمينية فى النمسا بمداهمة مكاتب جهاز الاستخبارات الداخلية لديها، مما دفع الدول الحليفة لتجميد التبادل المعلوماتى مع البلد الذى يقع فى المنتصف بين شرق وغرب أوروبا.

 

رئيس وزراء النمسا
رئيس وزراء النمسا

وبحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم السبت، فإن المداهمات، التى وقعت فى 28 فبراير الماضى، جاءت دون سابق إنذار، حيث اقتحمت الشرطة مكاتب وكالة الاستخبارات الداخلية، وصادرت بعضا من أكثر الأسرار حساسية فى صناديق مفتوحة وأكياس بلاستيكية، كما أن المسئولين الكبار الذين كانوا يعملون من المنزل فى ذلك اليوم تم تهديدهم من قبل الضباط بمداهمة منازلهم.

القرار الاستثنائى باستهداف الوكالة المسئولة عن الدفاع عن البلاد من العديد من التهديدات، بما فى ذلك التطرف اليمينى، تم اتخاذه من قبل الرؤساء الجدد، الذين هم أعضاء حزب الحرية اليمينى المتطرف، وتشير الصحيفة إلى أن أحد الأسباب المذكورة فى مذكرة التفتيش كان عملية تجسس نمساوية على النظام الكورى الشمالى.

زعماء اليمين المتطرف فى أوروبا

ويرى المنتقدين، أن الأمر يمثل ذريعة سخيفة لطعنة ذات دوافع سياسية موجهة لمؤسسة مستقلة يمكن أن تهدد جدول أعمال الحزب الحزب اليمينى المتطرف، وبعد مرور خمسة أشهر على المداهمة، يستمر التأثير فى ضرب هذا البلد الواقع فى وسط أوروبا، حيث شكل منه موقعه الجغرافى السياسى بين شرق وغرب أوروبا عشا للجواسيس أو "ملعب لجميع الأمم"، بحسب تعبير أحد المخضرمين فى الاستخبارات النمساوية، وترك الجهاز فى حالة من الفوضى.

ووصف المسئول النمساوى المخضرم وضع الجهاز "إنه فى شلل.. كيف يمكنك العمل فى مثل هذه البيئة؟"، ففى أعقاب المداهمات انتابت حالة من الفزع جميع أجهزة الأستخبارات الأوروبية التى قررت حماية أسرارها الخاصة بتجميد العمل مع النمسا، وقال مسؤول استخباراتى أوروبى بارز، تحدث بشرط عدم ذكر اسمه: "اعتدنا على تعاون عميق وجيد، ولكن منذ المداهمات، توقفنا عن تبادل المعلومات الحساسة للغاية، نحن قلقون من احتمال وقوعها فى الأيدى الخطأ".

وتعكس الهجمات وعواقبها واقعًا فوضويًا ناشئًا فى جميع أنحاء أوروبا، حيث الأحزاب التى كانت فى السابق مهمشة، باتت تنتقل إلى مركز السلطة، ففى اليونان وإيطاليا وبولندا والمجر والنمسا، أصبحت الأحزاب الشعبوية، من أقصى اليمين وأقصى اليسار، تسيطر على الحكم، إما كليًا أو جزئيًا، ويرتبط العديد منها ارتباطًا وثيقًا بروسيا وبعضها يرتبط بالجماعات المتطرفة التى ارتبطت بالعنف.

المشاركة فى الحكومة يمنح هذه الأحزاب السيطرة على مؤسسات الدولة المؤثرة التى يفترض أن تكون فوق السياسة، بما فى ذلك القضاء والهيئات العسكرية والاستخباراتية، وكما أظهرت النمسا، فإن هذه المؤسسات المستقلة نظريا معرضة للتدخل السياسى مما يثير أسئلة صعبة على الحلفاء الذين يجب أن يقرروا ما إذا كان بإمكانهم المخاطرة باستمرار التعاون.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة