مارلين ميخائيل تكتب: التطرف والإرهاب آفة العصر

الجمعة، 17 أغسطس 2018 10:00 ص
مارلين ميخائيل تكتب: التطرف والإرهاب آفة العصر مارلين ميخائيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للأسف الشديد تدعى الجماعات الإرهابية بمختلف أطيافها بأن أول أهدافها هو تطبيق الشريعة والعمل على تحقيق النصر تلو الآخر للدين، وهو أبعد ما يكون عن ذلك! هذه الجماعات تستغل الشباب بعد تكوين علاقة معهم عبر المواقع التواصل الاجتماعى كخطوة تمهيدية لاستقطابهم وتجنديهم للجهاد مع تأكيد عليهم فور إتمام العملية الإرهابية وذهاب أرواحهم أدراج الرياح ستكون بانتظارهم الجنة الموعودة.
 
التطرف فى البداية هو مصطلح ضد الوسطية وينم على الانحياز والانجراف نحو شىء معين، فالشخص المتطرف متعصب لرؤيته طيلة الوقت ورفضه الآخر وكراهيته وازدرائه وطلب تقديم الولاء له، يشعر دائما بأنه الوحيد الذى يسير على الدرب الصحيح والجميع كفار، هؤلاء يعرفون الله بطريقة غير صحيحة ويعتقدون أنهم وكلاؤه، الله لم يوكل أحداً ليعاقب الناس، ولكن المتطرف على قناعة أنه يقدم العدل فى أرجاء الأرض ويطهرها. 
 
ومن المؤكد أن المتطرف ينحرف عن المعايير العقلانية ويرفض أى فكر حديث، وإن حاول التفكير سيفكر فى إطار القالب النمطى المحدد له ورفض أى تعديل فى هذا القالب "فلا تجادل ولا تناقش يا أخ على" فهى السمة التى يتم تجنيده عليها، ولأن المتطرف مشحون بصبغة تعصبية نحو فكره لذلك لا يتطرق إلى أى أفكار سائدة ويعيش بالماضى.. الشخص المتشدد يفتقر إلى ميزان لقياس الأمور لكى يختار ما هو مناسب له ويزداد خطر التطرف من طور الفكر والاعتقاد إلى طور الممارسة وهذا ما نراه فى أشكال العنف التى تصيب العالم بإصابات مادية ومعنوية وأثاره الرعب والفزع فى قلوب البشر وهذا ما حدث فى الفترات الأخيرة من حوادث شتى فى أنحاء العالم هجمات إرهابية وتفجيرات بداية من حادث مبنى التجارة العالمى من أبشع الحوادث العالمية وتوالى الأحداث حتى اليوم هى رسالة واضحة مرسلة إلى كافة الضحايا المقبلة حتى يثيرون التساؤل ماهية الضحية التالية حتى يخضعون العالم لهم ويقدم لهم الولاء مثل داعش المتحيزة حالياً على عرش الإرهاب. 
 
الشباب والتطرف: الشباب هم أكثر فئة تتعرض للتطرف والتعصب لآجل الخصائص العمرية التى يمر بها وتقلبات الانطباعية وقت تكامل الشخصية , هو سن تحديد الأهداف فأما يذهب إلى أقصى اليمين أو أقصى اليسار، أو نساعده على تحديد اتجاهاته ونجعله يتطلع على كافة الثقافات والتحدث عن مساراتهم الفكرية حتى لاينخرطون نحو التطرف والمسارات النفسية المعقدة التى تؤدى إلى التطرف والعدوان , ودورهم الحيوى فى مجتمعاتهم,والتحدث معهم عن تلك الأيام المكتظة بالأحداث البشعة التى تبث الرعب فى قلوب أصدقائهم وأهليهم.. لا نريد أن يكونوا فريسة للمتطرفين ويصبح الأمر معضلة كبرى فيلجأ الشاب إلى ثقافات تقليدية ويصبحون كياناً مغلقاً وسيكونون جهازين للجماعات المتطرفة تحول من خلاله تأكيد خصوصيتهم ورغباتهم المدفونة بداخلهم أن يستطيعوا استغلاله لجذب الآخرين إلى معتقداتهم.
 
قد يسأل البعض هل "داعش" انتهت من بلادنا للأسف "لا" فإن داعش انتهت عسكريا وهذا لا يعنى أبداً أنها انتهت فكريا، تعاليمها التى نشرتها فى العالم أجمع مازالت سائدة داخل البعض، وإن لم يكن ظاهرٍ عنفهم فهو يملأ أعماقهم يتوغل وينتشر كالمرض الخبيث، قبل أن تكون داعش لها جسداً وهيكلاً تنظيمياً هى فكر أسس داخل النفوس، فهى أفكار تتداول منذ عدة قرون وكانت تبحث عن جسد يؤويها جسداً مناسب لها على مقاسها وعندما وجدته بدأ ينتشر روح داعش الشريرة بمساعدة قوة سياسة كبرى تخطيط بطريقة منظمة ومنمقة على درجة عالية وتستغل التيار لتحقيق مصالحهما، وتدعمهم لذلك سرعان ما نجد أن الإرهاب ما يجدد ويطور أساليبه وأدواته وبذلك يجعلون العرب يقتلون يبعضهم البعض دون تدخل منهم. 
 
وعندما تتحدث الدول المتغلغلة بالإرهاب وترغب بتطهير بلادها من الإرهاب تخرج ما يدعون بأنهم حقوق الإنسان وتعرب عن استيائها لـ"أرهبة الإرهاب"، بالطبع خشينا على الإرهاب من تأثرهم نفسياً وهم يزهقون أرواح الأبرياء تباً لهؤلاء الذين يجعلون "معبرهم" جثث الضحايا يهتمون بعلو مناصبهم ومصالحهم الشخصية أى عدل هذا ! ويخرج بان كى مون ويعرب أيضا عن حزنه واستيائه عما يحدث بالعالم العربى ولكن ماذا الذى يفعلونه بعد استيائهم ! لا يوجد شيء ويجلسون فى تلك المناصب ليعربون فقط! 
 
باختصار إن هزيمة داعش على المستوى العسكرى هذا لا يعنى سوى إزالة هياكل لهذا التنظيم إنما شبح داعش يجوب العالم ومنتظراً من يبتلعه , هذه التنظيم يحتاج إلى التغيير من الجذور وهذه التغييرات تبدأ بالفكر والعادات السائدة ومتابعة المؤسسات القائمة وملاحظة بث أفكارهم للشباب والأطفال. يجب إن ننزع النقاب عن الإرهاب ليس هذه محاولة لتقليل حجم الخطر أو حتى تقليص أخطاره السلبية إنما يجب نأخذ هذا بعين الاعتبار ونستخدم الحروب الاستباقية والوقائية ضد التطرف والإرهاب، علينا توجيه الأشخاص نحو الغايات الإنسانية المثمرة والنافعة للمجتمع ولشخص ذاته نحو الأفضل التطرف لا يؤذى أحداً بعينه، بل يؤذى مجتمع بأكمله ويصيب كيان المجتمع بالتصدع، يجب علينا تعزيز سبل مكافحة الإرهاب، فالإرهاب أشهر سيفه وبوجهه نحو العالم أجمع ويجب ألا نكون تربة خصبة لنمو وانتشار التطرف والإرهاب.
 
وأخيرا التطرف والإرهاب ما هو إلا إفراز طبيعى للجهل والغوغائية والعمل على خرق القوانين التى تنظمها الدولة فما هو الحل؟!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة