أكرم القصاص - علا الشافعي

"زمزم".. قصة بئر تفجر تحت قدمى نبى الله إسماعيل رضيعا ولم يجف ماؤه منذ أكثر من 5 آلآف عام.. تساؤلات عن سر عدم نضوب مياهه.. وعلماء يجيبون: ينتمى إلى نوعية المياه الجوفية المتجددة والسبل لتجدده متاحة

الجمعة، 17 أغسطس 2018 07:30 م
"زمزم".. قصة بئر تفجر تحت قدمى نبى الله إسماعيل رضيعا ولم يجف ماؤه منذ أكثر من 5 آلآف عام.. تساؤلات عن سر عدم نضوب مياهه.. وعلماء يجيبون: ينتمى إلى نوعية المياه الجوفية المتجددة والسبل لتجدده متاحة بئر زمزم
كتبت سارة الباز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأ ضيوف الرحمن منذ اليوم الجمعة، أداء ركن السعى بين جبلى الصفا والمروة، حيث يسعون سبعة أشواط، تجسيدا لسعى السيدة هاجر زوجة نبى الله إبراهيم عليه السلام، التى ارتبطت ونجلها إسماعيل بمعجزة عظيمة تفجرت بعد لحظات من انتهاء سعيها، وكانت "بئر زمزم".

 بئر زمزم المقدس، قصة يعود تاريخها إلى أكثر من 5 آلاف عام منذ أن صرخ النبى الرضيع إسماعيل عليه السلام من الجوع والعطش بعد أن تركه الخليل إبراهيم عليه السلام هو ووالدته هاجر عليه السلام بواد غير زرع بمكة المكرمة بأمر من الله، وسألته هاجر مرارا عن تركه لهما دون رد منه حتى قالت: (ألله أمرك بذلك؟) فقال: (نعم)، فردت بإيمان ويقين: (إذن لا يضيعنا)، ودعا إبراهيم عليه السلام ربه بعد أن أنصرف عنهما قائلا: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).

جبريل يفجر ينبوع ماء تحت قدمى إسماعيل عليه السلام
 

ظلت هاجر عليها السلام تسعى بين صخرتى الصفا والمروة ذهابا وإيابا تبحث عن قبيلة أو عابر سبيل يعطيهما من مائه وطعامه بعد أن بلغ بها وبالرضيع من الجوع والعطش مبلغه، وحينما أتمت ذهابها وإيابها سبعا أمر الله جبريل عليه السلام أن يفجر تحت قدمى الصغير نبع ماء يتدفق فشربت هاجر وطفلها حتى ارتويا وصارت تحاصر الماء بيديها وتقول: (زم...زم... زم) وتعنى فلينحصر الماء، ومن هنا جاءت تسميته ببئر زمزم، ولولا قولها لصار نهرا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رحم الله أم إسماعيل لو تركته لكان عيناً أو  لكان نهراً معيناً). 

 

ومنذ ذلك الحين توافدت القبائل على مكة وأقام الناس حول البئر وظهر الطير والحيوان فى المكان وصارت مكة مركزا تجاريا، وبنى سيدنا إبراهيم عليه السلام وولده إسماعيل فيما بعد الكعبة تاركين أثار أقدامهما فى الصخر عند مقام إبراهيم بجوار الكعبة المشرفة حتى يومنا هذا، ولكن حدث أن تم ردم البئر واختفى مكانها وظلت كذلك مدة طويلة حتى ألحت رؤيا الأمر بحفرها على يد عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعيين مكانها له فى الرؤيا؛ فاستجاب للرؤيا المباركة، وحفر البئر وعادت المياه الطاهرة تدفق منه، ومنذ ذلك الحين تروى المسلمين حتى الآن، إذ يضخ البئر الماء بمعدلات تتراوح ما بين 18.5 لترا و 11 لترا  فى الثانية، وبقيت السقاية والرفادة بذلك فى آل عبدالمطلب، وورثها من بعد عبد المطلب ابنه العباس، وظلوا يتوارثونها جيلا بعد جيل.

3 عيون تغذى بئر زمزم
 

يقع بئر زمزم شرقى الكعبة المشرفة بصحن المطاف ويبلغ عمقه حاليا 35 مترا،  وتأتى مياهه متفجرة من ثلاثة تصدعات صخرية قاعية تعود إلى العصور القديمة تمتد من تحت الكعبة المشرفة ومن جهة الصفا، ومن جهة المروة، بالتحديد من جهة الحجر الأسود، ومن جهة جبل أبي قيس، ومن جهة المكبرية حالياً، وقد ورد عن العرب لزمزم أسماء عديدة منها: (زَمْزَمُ، وزَمَمُ، وزُمّزْمُ، وزُمازمُ، وركضة جبرائيل، وهزمة جبرائيل، وهزمة الملك، والهزمة، والشباعة، وشُبَاعةُ، وبرَة، ومضنونة، وتكتمُ، وشفاءُ سُقم، وطعامُ طعم، وشراب الأبرار، وطعام الأبرار، وطيبة، حَفيرة عبد المطلب، مَكْتُومَةُ، سُقْيا الرَّواءُ).

زمزم لما شربت له
 

وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ماء زمزم لما شُرب له ) أي أن القصد يتحقق بنية ودعاء الشارب بإذن الله، وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم) رواه الطبرانى.

غسل قلب المصطفى بماء زمزم 4 مرات
 

وقد ورد فى صحيح البخارى أن قلب الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم قد غُسل بماء زمزم 4 مرات أولها: حينما شُقّ صدره الشريف صلى الله عليه وسلم فى الرابعة من عمره عند مرضعته حليمة السعدية، والثانية وهو ابن عشر سنوات، والثالثة حينما نزل عليه جبريل عليه السلام بالوحى، والرابعة حينما عرج به إلى السماء فى ليلة الإسراء والمعراج.

ماء زمزم من المياه الجوفية المتجددة والسبل لتجدده متاحة
 

يقول الدكتور عباس شراقى أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بمعهد البحوث الأفريقية، ماء زمزم من النوع المتجدد، ومصدر المياه يأتى من الأمطار التى تسقط فى منطقة مكة المكرمة، وهى عبارة عن منطقة جبلية، بها أودية كثيرة من بينها وادى إبراهيم الذى يتواجد به بئر زمزم، ويصب فى منطقة منخفضة، وقد ظهرت به  المياه على هيئة عين، عندما وصل منسوب المياه الجوفية إلى سطح الأرض عند قدم سيدنا إسماعيل وفقا للرواية الدينية، ومنطقة زمزم يوجد بها 14 مترًا عبارة عن ترسبات نهرية ناتجة عن سقوط مياه الأمطار على الجبال، حيث يسقط الفتات على المناطق المنخفضة وتتحول لرواسب، الأمر الذى أدى إلى تكون طبقة على مدار ملايين السنوات تصل إلى حوالى 14 مترًا فى نطاق زمزم، وفى أسفلها صخور نارية مصمتة، لكن بما أنها صلبة فهى متشققة، تتخللها المياه فتنجرف أسفل الصخور ثم تتجمع على هيئة عين مياه، والبئر الآن أصبح على عمق 35 مترًا، أى أنها هناك 14 مترا رواسب ثم 21 مترًا داخل الصخور.. ومع سقوط الأمطار وعملية التخزين المتكررة يأتى تجديد المياه بالخزان.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة