حكاية رحلة "عم عصفور".. و55 سنة من صناعة الأحذية اليدوية فى باب الشعرية

الخميس، 16 أغسطس 2018 05:01 م
حكاية رحلة "عم عصفور".. و55 سنة من صناعة الأحذية اليدوية فى باب الشعرية عم عصفور
كتبت إسراء عبد القادر-تصوير محمد فوزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يرفع أذان الظهر فى المسجد الأبيض بميدان باب الشعرية، فيتزامن معه بدء "عم عصفور"  فى فتح باب ورشته البسيطة لصنع الأحذية يدويًا من الجلد الطبيعى، والذى يعمل بها منذ الثامنة من عمره، يفتح الراديو على إذاعة القرآن الكريم، ويحضر أغراضه ليبدأ عمله فى تصليح وخياطة الحذاء اليدوى من البداية للنهاية، ويبدأ فى استقبال زبائنه الذين يعرفهم جيدًا، ويأتون له لسمعته الطيبة.

"كل أهل باب الشعرية بيفصلوا جزمهم عندى من 55 سنة، وأخويا الكبير أول واحد علمنى تفصيل الأحذية من الجلد الطبيعى".. كلمات بدأ بها الرجل الستينى حديثه عن مهنته التى لا يعرف سواها منذ نعومة أظافره، فبرغم أنه لم ينل من التعليم إلا الشهادة الابتدائية إلا أنه حريص على استكمال ابنتيه للتعليم، وهو ما تمكن منه بالفعل، فتخرجت إحدى بناته فى كلية الهندسية والأخرى ما زالت فى سنوات الدراسة الثانوية.

فبالسمعة الطيبة والخبرة والضمير ذاع صيت عم عصفور حتى أصبح مصدر الثقة لدى أهل منطقة باب الشعرية عند احتياجهم لحذاء جديد "بخلى الزبون يشترى الخامات بنفسه، وأقل جزمة تكلفتها 100 جنيه، وأغلى جزمة 150، وكله جلد طبيعى".. هكذا تحدث الرجل الستينى عن طريقة تعامله مع زبائنه، بينما ينهمك فى خياطة حذاء يدوى اقترب موعد تسليمه لزبون دائم عنده.

وعن مكانة الحذاء اليدوى فى 2018 لدى الزبون المصرى يقول إن ارتفاع أسعار الأحذية بالإضافة لسرعة تلفها، وقلة جودتها جعل الزبون المصرى يرجع لأصل المهنة مرة ثانية، موضحًا أن زبائنه ليسوا فقط من كبار السن، بل من الشباب أيضًا، حيث السعر المناسب للحذاء بالجلد الطبيعى، بالإضافة لطول عمر الحذاء وبقائه على حالته لفترة طويلة.

 

ينهى عم عصفور عمله فى العاشرة مساءً عائدًا لمنزله مرة ثانية، تبصم أقدامه على أرض الطريق من ورشته لمنزله، وتتزاحم أفكاره بأحلام ما زالت تلمع فى تفكيره رغم ضيق ذات اليد، فرؤية بناته سعداء هو كل ما يتمنى، واستمرار ذكره بالسمعة الطيبة والضمير فى العمل هو رأس ماله الذى يتعكز عليه فى مهنته.

 

 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة