أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد محمود حبيب يكتب: عن أنانية الأطفال وخطورتها أتحدث

الأربعاء، 15 أغسطس 2018 04:00 م
محمد محمود حبيب يكتب: عن أنانية الأطفال وخطورتها أتحدث طفل أنانى- أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لعلك سمعت أو شاهدت متطرفًا يغتر برأيه وبفكره ويزدرى العلماء الشرعيين ويصفهم بقلة العلم وعدم الإنصاف، ويحتقر المرأة ويعتبرها كائنًا لا تصلح إلا أن تكون ملكًا لليمين أو جارية من الجوارى، أو يعتبر غير المسلم كائنًا منبوذًا يستحق الإبادة، وبعيدًا عن التحليلات المستهلكة والأسباب البالية التى تعزو ذلك الوباء للفقر والأمية وغيرها من الجذور التى أثبتت عدم صحة تعميمها، فالواقع يؤكد ذلك ؛ فهناك أمثلة كثيرة من الأثرياء غُرر بهم ووقعوا فى التطرف، والعكس فهناك أمثلة كثيرة من الفقراء والأميين عندهم وعى وبصيرة؛ فجذور التطرف والإرهاب هى التربية الخاطئة ( والتى تظهر عند تحيّن ظروف معينة سياسية واقتصادية واجتماعية ) ؛ فهذا المتطرف المحتقر للآخرين والأنانى فى فكره ورأيه كان طفلًا أنانيًا، كان يعتقد أن كل ما تصل إليه يده هو من أملاكه لا يريد أن ينازعه الأطفال الآخرون فى ألعابه، بل يمارس العنف ليخطف من الآخرين ألعابهم، كان طفلًا أنانيًا يرفض مشاركة الآخرين فى اللعب، ويرى على الجميع تنفيذ أوامره، والانصياع لنواهيه، فى غفلة من الوالدين والمربين عن خطورة هذه التصرفات، معتقدين أنها مرحلة وستمر، أو أنهم لا يريدون حرمانه أو عقابه لأنه صغير، وللأسف فهناك عواقب خطيرة لهذه الأنانية ناتجة عن أسباب كثيرة، ومن خلال تجربتى كمدرب تنمية بشرية فى تقويم وعلاج سلوك الأطفال والشباب يمكن بلورة أسباب الأنانية فيما يلى :

 - تقليد الطفل للآخرين من أخوة ووالدين فى الاهتمام بشئونهم وزجره عند التعرض لأغراضهم فينشأ لدية حب التقليد فى التعلق بأغراضه بصورة خاطئة،  

- التدليل الزائد للطفل يقوى شعور الطفل بأنه محور اهتمام الآخرين مما يقوى عنده شعوره بالأنانية.

- الشعور بالضعف نتيجة توبيخ الآخرين له مما يجعله يتصرف وكأنه يعيش وحده وبالتالى التقوقع حول أغراضه.

 

- بخل الأسرة أو الحرمان مما يجعله يبحث عن سعادته دون التفكير فى الآخرين.

ويمكن علاج هذه الأنانية عند الأطفال لحماية الطفل من ترسيخ جذور السلوكيات المتطرفة لديه بالآتي:

- تعويد الطفل على تحمل المسئولية بمحاولات ترتيب مكان نومه ومكان اللعب.

-  نشر وترسيخ العدل بينه وبين أخوته، والتصدى بقوة أولًا بأول لمحاولات ممارسة العنف من طرف للآخر.

-  تنمية روح المشاركة وتنمية الروح الاجتماعية عند الطفل من خلال الاندماج مع الآخرين.

-  تنمية الثقة بالنفس عن الطفل بإبراز الجوانب الإيجابية فى شخصيته وتنميتها والتنبيه على الجوانب السلبية وعلاجها.

-  تعويده على احترام الآخرين ومساعدتهم.

-  أن يكون الوالدين والمربين قدوة أمام الطفل.

-  الاهتمام بسرد قصص عن عواقب الأنانية.

- تشجيعه على حب ممتلكاته وأغراضه ولكن ليس بصورة مطلقة، فبين الحين والآخر يتم استعارة أغراضه ولو لمدة مؤقتة لتدريبه على العطاء ولترسيخ الاستعداد عنده لبذل الغالى والنفيس من أجل الآخرين ولو بصورة يسيرة.

ويا رب احفظ أطفالنا من كل سوء.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال

رائع

اول مقال يتكلم عن اساب التطرف يحترم عقل القارئ تحياتى بجد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة